خالد حسن كسلا : «السفينة» في خيال المؤامرة اليهودية

[JUSTIFY]اذا كان اليهود هم أمهر من يخدم قضية باطلة ويسوق لها لدرجة تجعل حتى من يكره اليهود يتعاطف معهم، فإن خيالهم التآمري يمكن أن يلتقطوا فيه صورة وهمية لسفينة محملة بصواريخ يزعمون أنها قادمة من بلد في قائمة الإرهاب التي تُغيب عنها إسرائيل، ومتجهة إلى بلد يواجه مشروع تآمر تنفذه لصالح القوى الغربية والصهيونية حركات متمردة لا تملك الإجابة على السؤال القائل: «لماذا يستمر التمرد حتى الآن بعد أن اعترفت الأمم المتحدة باتفاقية نيفاشا وقبلها أبوجا وبعدها الدوحة؟!» إن الإجابة غير المعنلة تبقى ذات علاقة قوية جداً بفبركة خبر «السفينة» التي قالت إسرائيل إنها اعترضتها وهي في طريقها إلى المياه الإقليمية السودانية. وتل ابيب لها من الإمكانات والذكاء لاستغلال الاعلام ما يجعلها تنجح في إقناع المجتمع الدولي بقصة السفينة ليست فقط لاستعداء واشنطن، فقد تستبعد واشنطن صحة الخبر بحكم مناوراتها المستمرة في المنطقة، بل أيضاً لاستعداء دول على السودان يجد منها الأخير أموال الاستثمارات وسوق الصادر وسوق العمل. إن إسرائيل تستهدف الاقتصاد السوداني بحياكة سيناريوهات التآمر في صياغة الأخبار.. كما تستهدف أمنه بدعم التمرد. والخرطوم لا يمكن أن تكون بالغباء الذي يجعلها تتعامل مع شحنات الآليات العسكرية وكأنها شحنات مواد غذائية. ولا يمكن أن يتعامل السودان على طريقة صياح «الكمساري في إحدى دول الجوار عام 1967م في مناخ الحرب المعروف في ذاك الوقت، حيث كان يصيح للركاب في بعض المحطات لمن أراد النزول فيها فيقول: «المطار السري.. المطار السري». فهو سري ورغم ذلك يردد اسمه لسان كمساري البص. والسفينة إذا كانت تتحرك من دولة إلى اخرى في عرض البحر الأحمر فهي لا تمخر عباب المياه في عمقها إنما تسير على سطحها، وبذلك تكون مشاهدة للأنظار. والإدعاء اليهودي إذن غبي كما كانت غبية جداً «اسطورة الهلوكست» أو المحرقة النازية، فاليهود يقولون إنهم فقدوا ستة ملايين حرقهم هتلر الرئيس الألماني المنتنخب.. واليهود جميعهم لم يكن عددهم يصل الى هذا الرقم. والطرفة العسكرية تقول بأن (أهم خمسة اشياء في الجيش ثلاثة.. الضبط والربط) بهذا المنطق صاغ اليهود أسطورة الهلوكست.. لاستهداف الاقتصاد السوداني بتأليب بعض دول المنطقة المهمة جداً بالنسبة للاقتصاد السوداني. وإسرائيل تسعى إلى تعكير صفو العلاقات بين الدول العربية حتى تكون صداقتها هي ببعضها هي الأكبر والأقوى من صداقتها ــ أى الدول العربية ــ ببعضها. وتريد إسرائيل ان يصل الوضع الدبلوماسي في المنطقة الى ان تكون الدول العربية التي تربطها بها علاقات أكثر من دول عربية تربطها علاقات ببعضها. ليأتي زمان «مؤسف جداً» تتوسط فيه تل أبيب بين دولتين عربيتين متخاصمتين لعودة علاقاتهما.
ثمن قشر الموز حتى المؤتمر الشعبي يريد أن يدخل التفاوض بشروطه مع الحكومة، لكن هل يستطيع أن يعيد البلاد الى ما قبل تكوين حركة العدل والمساواة إذا كان هذا هو شرط الحكومة؟ أم أن عودته بعد ان انكسرت الزجاجة وتدفق ما بها ترى الحكومة أنها مستحقة لتنفذ من أجلها شروطه؟! حسابات غريبة يحسبها حزب الترابي مع الحكومة، وكأنما في رأسها «قنبور». إن حزب الترابي في الساحة لا يرتقي تأثيره حتى الى مستوى «الهمبول». والأجدر أن يقدم هو التنازلات وينفذ شروط الحكومة لكي يجد الإنقاذ السياسي بالحوار. ولا خطر على الحكومة البتة من وجود المؤتمر الشعبي في المعارضة حتى في إطار تحالفها، فماذا سيفعل اكثر مما فعل عام 2005م حينما توجه خليل إبراهيم ومجموعته لمزاحمة حركة تحرير السودان في دارفور خاصة بعد انشقاق مناوي بمجموعته عن عبد الواحد؟! يا مؤتمر يا شعبي (ما مكن تاكل الموز وتقول عايز تبيع قشر الموز).

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version