مصري وبَّخه والده فابتعد عن البيت 50 عاما

[ALIGN=JUSTIFY]عاد مواطن مصري، وقد أصبح ألماني الجنسية أوروبي الهيئة، إلى أسرته بعد غياب استمر خمسين عاما قضاها غاضبا من أبيه.. ففي خمسينات القرن الماضي لم يتحمل الرجل، الذي كان عمره لا يتعدى العشرين عاما، التوبيخ الذي وجَّهه له والده بسبب خلاف مع زوجة أبيه، فخرج من بيت الأسرة الكائن في «عزبة الحاج علي» غربي مدينة مرسى مطروح (500 كلم شمال غرب القاهرة)، وانقطعت أخباره تماما لأكثر من عشر سنوات، إلا أنه ظل بعد ذلك، أي منذ ستينات القرن الماضي، يُرسل بين عام وآخر رسالة من إحدى الدول التي يتوقف بها عاما أو عامين، يبلغ فيها أسرته «أنه بخير»، دون أن يبعث بالعنوان الذي يقيم فيه خارج البلاد، حتى لا يتلقى أي رسائل من ذويه.

وأمضى الرجل الأسبوعين الماضيين، بعد أن عاد لمن تبقى من أشقائه وأبناء عمومته في «عزبة الحاج علي»، (غربي مدينة مرسى مطروح بنحو خمسة كيلومترات)، متنقّلا بين العديد من غرف الضيافة داخل بيوت أقاربه، ملبيًا دعواتهم له للاحتفاء به.

ويعرف قصة خروج الرجل الكبار والصغار في «عزبة الحاج علي»، من خلال الرسائل التي كان يبعث بها كل سنة أو سنتين، والتي كان يأتي بها عامل البريد إلى بيت ذويه بعد وفاة والده، حتى أطلق أهل العزبة على رسائله اسم «رسائل بو ليفة»، نسبة إلى اللقب الذي كان يطلقه عليه أهل العزبة قبل رحلة الغضب الطويلة التي قام بها. وقال الرجل إنه استقر في العقود الثلاثة الماضية في ألمانيا، حيث عمل فيها بالتجارة، وحصل على جنسيتها، وأصبح له أصدقاء و«أهل» هناك. وعما إذا كان سيعود بشكل نهائي للاستقرار في «عزبة الحاج علي»، نظر «بو ليفة» البالغ من العمر 70 عاما، إلى مودعيه مازحا، وهو يغادر عائدا إلى ألمانيا «قد أعود، إذا كان في العمر بقية، بعد تسوية أعمالي هناك».

يشار إلى أن سكان «عزبة الحاج علي» الذين يعود أصلهم إلى رجل واحد، يبلغ عددهم حوالي 3 آلاف نسمة، ويشتهرون بالتحفظ الشديد والقواعد الأسرية الصارمة والتقاليد التي لا تسمح بارتكاب الأخطاء، حتى لو كانت صغيرة.[/ALIGN] ياساتر

Exit mobile version