وتأتي هذه الإقالة عقب الإصلاحات التي تبناها المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان بتجديد الوزراء وتقديم قيادات شابة لتولي المهام، وكذالك الركود الذي أصاب هاتين المؤسستين حيث تعول الدولة عليهما في تطوير مشروع الحكومة الإلكترونية وقطاعات الإتصالات والمعلوماتية ، ولم تشهد البلاد أي طفرة ملحوظة في هذا المجال خلال فترة تولى القيادات السابقة لهاتين المؤسستين ، و شمل الركود أيضاً عدم وجود رؤية واضحة في دعم المشاريع الشبابية والريادية في مجال تقنية المعلومات وصناعة البرمجيات.
وربما دفعت الدولة بوجوه شابة لإحداث تناغم داخل وزارة العلوم والإتصالات التي تقودها حالياً الوزيرة الشابة والنشطة د.تهاني عبدالله عطية والتي يرى مراقبون أنها تتحرك بعقلية منفتحة ودراية علمية لإحداث طفرة في مجال الإتصالات والمعلوماتية في السودان.
تعيين الدكتور يحيى عبد الله مديراً للهيئة القومية للإتصالات وتعيين محمد عبد الرحيم مديراً للمركز القومي للمعلومات ،
د.يحيى عبدالله ، وزير الإتصالات وتقنية المعلومات الأسبق ، أحد أبرز الوجوه في مجال الحاسوب والإتصالات وتقنية المعلومات فالرجل عمل بالعديد من المناصب الأكاديمية و الإدارية ، وربما يأتي الخير على يد هذا القيادي الشاب الذي دفعت به الدولة في هذا التوقيت لتولى قيادة الهيئة القومية للإتصالات خلفاً للبروفسور عز الدين كامل في خطوة مهمة قد تصب في مصلحة قطاع الإتصالات والمعلومات ، فالرجل خبير وطني قادر على توجيه دفة سفينة الإتصالات وسط تحديات بالغة التعقيد إلى بر الأمان و إحداث طفرة نوعية في المجالات المختلفة ، ابتداءً من تطوير خدمات الإتصالات في السودان التي شهدت تدني في الفترة الماضية فيما يشهد العالم طفرة لامثيل لها خصوصاً في مجالات الإنترنت والبيانات .
وأما بخصوص المهندس محمد عبد الرحيم فقد شغل الرجل العديد من المناصب القيادية في مجالات التقنية والبرمجيات ومن المتوقع أن يحدث نقلة نوعية في المركز القومي للمعلومات بعد حالة من الركود فالرجل تحديات كثيرة في إنتظاره منها مشروع الحكومة الإلكترونية وممارسة دور أكثر تشدداً على وزارات ومؤسسات الدولة المختلفة التي لا تهتم حتى الأن من أبسط الأشياء مثل تحديث مواقعها على الإنترنت بصورة راتبة .
العالم الأن يشهد ثورة كبرى في مجال الإتصالات والمعلومات وبعض الدول باتت تحقق مداخيل كبرى من هذه الصناعة في مجال المواقع والبرمجيات وتصدير العقول وغيرها.
ومن المعروف أن فيسبوك إشترى تطبيق الهواتف الذكية الناجح واتساب بمبلغ 19 مليار دولار مع بداية هذا العام وهذا الرقم يعادل جملة صادرات السودان من السلعة الإستراتيجية الصمغ العربي لمدة 180 سنة (خلال العام 2013 بلغ إجمالي صادرات الصمغ العربي حتى نهاية سبتمبر الماضي 42,000 طن بعائد قدره 103 ملايين دولار).
أليست هذه المقارنة أصابتك بالذهول مشروع مثل واتساب لم يتعدى عمره خمسة سنوات ليحقق لشركته وبلده عائد كبير، هذا هو إقتصاد المعرفة والمعلوماتية التي ترنو كل الدول لأخذ نصيبها منه ،
أين السودان من هذا سؤال يتردد في مجتمع المعلوماتية ويرى مراقبون ومهتمون بصناعة المعلوماتية في السودان على الدولة أن تهتم بهذا القطاع الهام والحيوي وإحداث ثورة لنرى مساهمة فاعلة لهذا القطاع في الدخل القومي ، بالإضافة لتحريك وتشغيل قطاعات مختلفة وإيجاد فرص عمل لألاف الشباب.
أما أن الأوان لإحداث نقلة نوعية في قطاع الإتصالات والمعلومات ،تتمنى قطاعات عريضة من المهتمين أن يكون الخير على قدوم المديرين الجدد وبقيادة الأكاديمية الدكتورة تهاني عبدالله وزيرة العلوم والإتصالات التي يشهد لها الكثير بقدرتها الثاقبة في تقييم الأمور والمتابعة الدقيقة لمشاريع وبرامج الدولة التي تهدف لإحداث نهضة حقيقية وأصبحت ضرورة قصوى في عالم يقاس فيه تقدم الدول بمدى تقدمها في مجال العلوم والإتصالات.
الخرطوم: معتصم السر