قيل أن إمرأة كانت تصنع العصيدة لحيران شيخ أقام له زريبة في خلاء بعيد متفرغاً ومبتعداٍ عن ضوضاء القرية ليمكِّن صغار الناشئة من حفظ القرآن الكريم – واعتاد هذا الشيخ ان يحوِّط هؤلاء الصغار بجملة من الأدعية علي رأسها “آية الكرسي” . وذهب الشيخ ذات مرة الي القرية ثم الي المدينة لقضاء غرض ما – فتأخر إلي ان دخل وقت الليل ولم يعد للزريبة
فخشي الأطفال علي أنفسهم كأن تأتيهم الجبوانات الوحشية, وعبّروا عن ذلك الخوف للمرأة التي “تصنع لهم الطعام “. فلمّا علمت بحقيقة مشاعر الخوف لديهم – قالت لهم: ماذا كان يقرأ لكم الشيخ عندما كان يحوّطكم؟ – قالوا كان يحوّطنا بسورة الكرسي – فقالت لهم أبشروا انا أحوّطكم فلا تخافوا- انا “البسوط العصيدة أستطيع أحوّطكم بإذن الله”.
فنهضت ونهضوا خلفها وبدأوا يدورون حول الزريبة “محوّطين” يرددون معها “يا آية الكرسي. أترسي – يا آية الكرسي .. أترسي – يا آية الكرسي.. أترسي” في سبعة أشواط – وقالت لهم نوموا.. فناموا.
وهناك بالمدينة حاضرة القرية قضي الشيخ أغراضه برفقة بعض حيرانه, وعاد في وقت متأخر من الليل مع الوفد المرافق له. ولكنهم تاهوا عن موضع الزريبة في ذلك الليل البهيم – فقرروا أن يناموا ويواصلوا البحث عن موضع الزريبة بعد صلاة الفجر.
ولكنهم لمّا صحوا ونهضوا لأداء صلاة الفجر – تبينوا ان الزريبة كانت علي مرمي حجر منهم.
فقد حوّطتها وكرّبتها المرأة “المرأة البتسوط العصيدة” حتي من الشيخ ذات نفسه. لله در “المرأة البتسوي العصيدة”: وهي الأم – الخالة – العمّة – الأخت….”يسوّن العصيدة في رمضان عز الهجير ولا يبالين بالعطش – نعم ما أعظمهن لله درّهن. – .جزاهن الله عنّا خيراً كثيراً.
أعدّها المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي – نقلاً عن مصادر شعبية سودانية.
النيلين
[/JUSTIFY]