«البيت الكبير» أجرى استطلاعاً وسط عينة عشوائية من الآراء عن مدى تأثير ودور الفوارق الاجتماعية في زعزعة الاخوة وإن كانت موجودة.
٭ انصلح حال شقيقتي فجعلت بيني وبينها حاجزاً «ن،ع» ربة منزل تبلغ من العمر 49 عاما تقول ان الفوارق الاجتماعية موجودة وفي السودان للاسف بعض الناس من يتحسن وضعه المادي يشعرون بأنهم لا يحتاجون احدا فتكون علاقتهم بمن حولهم فيها الكثير من الاستغناء اما بالنسبة لموضوعكم ان تؤثر الفوارق بين الاخوة للأسف هذا الشيء موجود على ارض الواقع ويمكنني ان أقص عليكم قصتي بيني وشقيقتي التي تغيرت شكل العلاقة بيننا، نشأنا ثلاثة شقيقات وتوفي والدنا ونحن في سن صغيرة جدا وقد تزوجنا جميعا في أوقات متقاربة وانا تزوجت رجلا متزوجا ويكبرني بـ 20عاما ولكن كان وضعي المادي احسن من كل شقيقاتي واختي الصغيرة كان حال زوجها المادي ضعيفا للغاية فلم اقصر في مد يد العون لها وكان يسود بيننا الاحترام المتبادل ولم يأتي على مخيلتي ان تتغير علاقة اختي بي الى هذا الحال، اليوم المهم زوجي الكبير في السن لم يكن قادرا على العمل وأصبح يصرف علينا وبيته الآخر ولم اكن استطيع ان انفق على اختي مثل الماضي وكانت لشقيقتي بنات يتمتعن بقدر عال من الجمال وقد رزقت اكبرهن بزوج غني جدا غير حياة اختي مائة وثمانين درجة في كل شيء فقد بنت بيتا جميلا واقتنت سيارات واصبح يرتاد بيتها ضيوف من طبقات غنية ومن هنا بدأت تتغير اختي وتتجاهلنا تماما وليس لديها حتى الوقت للسؤال عنا بل اكثر من ذلك اصبحت تتعمد اثارة المشكلات حتى قطعت علاقتها تماماً حتى اليوم.
٭ بدأ إخوتي يبتعدون عني ولكن سرعان ماعالجت الأمر محمد عبد الله طبيب يقول: الموضوع معاصر ومهم جدا في الحقيقة الفوارق الاجتماعيه تأخذ اشكالاً متعددة ونحن في السودان ولله الحمد لا نشكو من هذه الظواهر القبيحة في العلاقة بين الاشقاء، فالاسرة السودانية تربي ابناءها على الحب والتعاون والذي يؤدي بالاشقاء للارتباط اكثر ولكن ما يوجد من اشكاليات قوة العلاقة هذه هي تحديات الحياة اليوم والوضع الاقتصادي الذي اصبح يشكل تحديا كبيرا الكل مشغول بتوفير لقمة عيشة وتأمين حياة مستقرة لابنائه الشيء الذي اثر على تواصلنا ببعض، ففي الماضي لا توجد مشاكل اقتصادية وارتباط الناس اقوى والوقت يسع لذلك عكس اليوم كل ما عندك فهو للعمل فقط. وعن تجربتي الشخصية استطيع ان اقول قد نجحت في تغيير نظرة اخوتي تجاه عملي انا ولله الحمد اتميز بعلاقة قوية بأشقائي الذين اخذت وظيفتي كطبيب تبعدهم عندي في البداية فمثلا عندما يكون معي زملاء واصدقاء من الاطباء يتحاشون الجلوس معنا ويقولون انتم كأطباء لكم عالمكم الخاص في الصداقات وحديثكم مليء بالمصطلحات التي تدخلنا في حرج الفهم ولكن بجلوسي معهم وتغيير هذا المفهوم عاد اخوتي الي وأنا سعيد بذلك والحمد لله.
٭ أختي تستعير منا أمام أهل زوجها «ف. أ» موظفة تقول: الفوارق الاجتماعية موجودة صراحة ونشاهدها ونعيشها وانا شخصيا زعزعت علاقتي بشقيقتي ولي تجربة حقيقية في هذا الموضوع و هو احساس قاتل اعيشه كالكابوس. نشأنا انا وشقيقاتي الست في اسرة غاية في البساطة يعولنا والدنا الذي يعمل عاملا بسيطا «رزق اليوم باليوم» وقد أكرمنا الله جميعا بالزواج وكل واحدة رزقت بزوج على قدر حالنا، ولكن بوضع افضل من الذي كنا نعيشة عدا واحدة كان وضع زوجها واهله جيدا ولاحظنا انها لا تأتي الى المنزل برفقة اهل زوجها بل اصبحت تزور البيت كالضيف في عجلة من امرها حتى في المناسبات المختلفة وبمعرفتنا السابقة لشقيقتنا التي كان لا يعجبها وضعنا عرفنا انها تضع حاجزا بيننا واهل زوجها الذين ايضا اشتكوا من الأعذار المتكررة التي تحكيها عندما يطلبون زيارتنا.
٭ تتزعزع العلاقة إذا كانت هشة: الأستاذ هاشم الحسن يقول: نحن في السودان نادرا ما تعمل الفوارق الاجتماعية على انهاء او تأثير علاقة الاخوة الاشقاء يمكن ان يختلفوا على بعض الأمور، كالتعليم او العمل او الوضع المادي وكثيرا ما نسميها المشغوليات التي تأخذ الناس ولا يلتفتون لشكل العلاقة بينهم إلا اذا وصلت الى حد الندرة في التواصل وسرعان من تتم معالجة الأمر ويجد لهم العذر وكل على حسب علاقة وتربيته اذا كان في التربية شيء من القوة والترابط من المستحيل ان تدخل الفوارق الاجتماعية كأحد اسباب التفرقة، ولكن اذا كانت العلاقة هشة فهذا يجعل زعزعة العلاقة تجد أرضيتها الخصبة للنمو.
٭ رأي أهل الاختصاص: تورد الدكتورة إيمان حسين شريف استاذة علم الاسرة والاجتماع بقولها: الفوارق الاجتماعية سواء أكانت بسبب الموقع الاجتماعي او المادي او العلمي ليس جديدا فقد حاربته جميع الجهات المجتمعية المختلفة في العالم من بروقراطية وبرجوازية وغيرها، والبشر انفسهم مختلفون، ومن هنا تنشأ الفوارق وتتسع هوتها وتلعب طريقة التربية دورا مهما في تأثيرها علي الأخوة وحتى الاصدقاء، فالانسان الذي نشأ على المحبة والإخلاص والاحترام لا يمكن ان تؤثر اي تغييرات اجتماعية او مادية في علاقتهم وكلما كانت القيم الانسانية كبيرة وقوية في الانسان كلما قلت وتلاشت فرصة زعزعة التحول في علاقة الأشقاء ببعض.
صحيفة الإنتباهة
نهى حسن رحمة الله
ع.ش