يلا يا حاجات .. الطايرة جات

[ALIGN=CENTER]يلا يا حاجات .. الطايرة جات[/ALIGN] توجه (أزهري) شاقا جموع الجالسين على جنبات الممرات والمتحركين بهمة بين جنبات مخيم الحجيج بـ (منى) في الصباح الباكر لأول أيام العيد، شق الجموع وهو يتبادل التحايا وتبريكات العيد مع صحبه ورفقاء حجته ثم يمم شطر (خيمة النسوان) .. ألقى بالتحية وتهنئة العيد على (سيف الدين) (ود حجتو) وزميله في العمل والذي كان منهمكا في جدال مع أمه حاجة (سعاد) وخالته حاجة (روضة) بالقرب من مدخل الخيمة، أقترب منهم وإستأذن طالبا من حاجة (سعاد) أن تنادي له على زوجته:
ممكن يا حاجة لو سمحتى تنادي لي نازك؟
إكتفت الحاجة بالإلتفات لداخل الخيمة وصاحت منادية:
هوي يا نازك .. أمرقي لي برة .. راجلك واقف في رجاك.
أشرق وجه (نازك) الجميل في خمار الإحرام الأبيض وتبسمت عندما إقتربت من زوجها في ود، إنزويا على جانب مدخل الخيمة يتبادلان السلام والتهنئة .. إلتفت (أزهري) ناحية (سيف الدين) ورفيقاته ثم مال وهمس لـ(نازك):
والله مشتاقين.
بادلته الهمس زاجرة:
نحنا مش قلنا الكلام ده ما بقولوه هنا؟
رفع صوته ليغيظها:
يا أخوانا الزول لو مشتاق لي موتو.. دي فيها حاجة كمان؟
دفعته بيدها في دلال وقالت:
هسسسس خلاص كفاية .. بطل حركاتك دي يا حاج.
أجاب في جديه:
طيب أنا جيتك عشان توكليني .. أرمي ليك الجمرات .. جماعتي كلهم حا يرموا لي نسوانم عشان الزحمة صعبة شديد.
قالت في إحتجاج:
أوكلك كيف يعني؟ .. أنا ما قلتا ليك من السودان هناك .. إبليس ده أنا بفلّقوا براي؟!!!
قال محاولا إقناعها:
والله إلا يفطسوك بي رجلينم .. اسمعي كلامي ما حا تقدري على الزحمة.
قالت في حسم:
انت قايلني عجوز ولا شنو .. ابليس ده كان ما سيحتا دمو ما برتاح!!
في نفس الوقت كان (سيف الدين) قد حسم جداله مع أمه وخالته وأخذ منهن الوكالة وغادر ثلاثتهم الخيمة متوجهين نحو رمي الجمرات.
في المساء عندما إجتمعت النسوة في الخيمة للنوم كانت (نازك) تضجع على جنبها وتطلق صرخات التأوه والألم مع كل حركة من جسدها (المدشدش) بينما تلاحقها النسوة بتعليقات الشماتة:
ما كنتوا عاملين فيها رجال وبترجموا براكم .. الجرسة شنو فينا؟
قالت (نازك) في تسليم:
بري يا يمة من الزحمة الناس شايلني بي كتافينم .. رجليني ذاتا ما واصلة الواطة من الزحمة .. خلاص تبتا .. بكرة بوكّل أزهري يرجم لي.
تضاحكت النسوة وتوجهت حاجة (خديجة) نحو حقيبتها وأخرجت منها مقطع من قماش (الشامواه) الأحمر القاني وعادت نحو فراشها تترنم:
اللوووول يا لولية .. بسحروك يا ستي يا حبشية!!
زجرتها حاجة (روضة):
أجي أجي .. لولية شنو يا حاجة كمان البتغني ليها هنا؟
قالت حاجة (خديجة):
فيها شنو يعني؟ الليلة العيد وقلتا النفرح ظاري .. النبي رايك شنو في المقطع ده؟ .. إشتريتو لـ(الست) من دكان هندي في مكة.
قالت (نازك) بنبرة توفيقية:
لكن الكلام ده حرام .. حقو ناس (الست) ديل تخليهم لمن ترجعي السودان.
رفعت حاجة (خديجة) طرف المخدة وقامت بدس المقطع الأحمر تحتها ثم إلتفتت نحو (نازك) وقالت:
الحج بي دربو .. والظار بي دربو .. مافي أييي عوجة.
ثم إضجعت متوسدة مقطعها وهي تترنم:
لولية إنتي ما صعبة!!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version