ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ. ﻓﻘﺪ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺻﻨﻌﺎً ﺣﻴﻦ ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺤﻠﻒ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ {ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺮﺿﺔ ﻷﻳﻤﺎﻧﻜﻢ } ﻓﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻒ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺩﻗﺎً، ﺑﻞ ﻳﺤﻠﻒ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻠﻒ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ {ﻭﻻ ﺗﻄﻊ ﻛﻞ ﺣﻼﻑ ﻣﻬﻴﻦ} ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﻤﺎﻧﻚ ﻫﺬﻩ ﺃﻳﻤﺎﻥ ﻟﻐﻮ ﻛﻘﻮﻟﻚ: ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ، ﺑﻠﻰ ﻭﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﺘﻮﺍﻃﺄ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻊ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﻓﻼ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻏﻤﻮﺳﺎً ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻚ ﺣﻠﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻛﺎﺫﺏ ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﺮﻫﺎ ﺷﻲﺀ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪ
ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻓﻼ ﻳﻜﻔﺮﻫﺎ ﺍﻹﻃﻌﺎﻡ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﺴﻮﺓ ﻭﻻ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺪﺓ؛ ﺣﻴﻦ ﺗﺤﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻓﻌﻠﻪ ﺛﻢ ﺗﺤﻨﺚ { ﻓﻜﻔﺎﺭﺗﻪ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺴﺎﻛﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻭﺳﻂ ﻣﺎ ﺗﻄﻌﻤﻮﻥ ﺃﻫﻠﻴﻜﻢ ﺃﻭ ﻛﺴﻮﺗﻬﻢ ﺃﻭ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺭﻗﺒﺔ ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻓﺼﻴﺎﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﺃﻳﻤﺎﻧﻜﻢ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻔﺘﻢ ﻭﺍﺣﻔﻈﻮﺍ ﺃﻳﻤﺎﻧﻜﻢ} ﻓﻌﻠﻴﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻤﻴﻦ ﺇﻃﻌﺎﻡ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺴﺎﻛﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻧﺤﻮ
ﻛﻴﻠﻮ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻦ ﻗﻤﺢ ﺃﻭ ﺗﻤﺮ، ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻓﺘﻄﻌﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﺎ ﺗﻄﻌﻢ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻚ، ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﺴﻮ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺛﻮﺑﺎً ﻳﺠﺰﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ؛ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﺟﺰﺍً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺗﺼﻮﻡ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻳﻤﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺘﺎﺑﻊ. ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ﻓﻲ ﺇﺣﺼﺎﺀ ﺍﻷﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻠﻔﺘﻬﺎ ﻭﺍﺣﺘﻂ ﻟﻨﻔﺴﻚ، ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺫﻣﺘﻚ ﻻ ﻳﺴﻘﻂ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻮﻓﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻰ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ