الخديوي هاني رسلان يتحدث عبر وسائل الإعلام المصرية بعدائية شديدة ضد كل ما من شأنه يتصل بالسودان والسودانيين.. ومعه عطية عيسوي وآخرون.. وكلما أشاهدهم يتحدثون للتفزيون أو الوسائل الأخرى أشعر بأنني أشاهد واستمع للخديوي وليس لأحد من المصريين الذين كانوا ولحين ما قبل ثورة يناير، يحمدون ويشكرون ويتمسحون في النظام السوداني ويشيدون بإنجازاته ونبل قياداته.. فانقلبوا الآن رأساً على عقب، بينما كانوا يعملون في نظام مبارك الذي ثارت عليه الجماهير المصرية وقذفت به إلى ذمة التاريخ.. وأنا لا أستطيع أن أكيف أحوال هؤلاء الأدعياء سوى أنهم من ركاب الموجات وحصد المواقع وإرضاء النخب السياسية المتناحرة.
السودان لم يساوم الحكومة المصرية في حلايب إبان حكم مرسي، ولم يساوم الحكومة المصرية في عهد مبارك، ولم ولن يساوم الحكومة المؤقته الحالية.. بل أنه يعلم حقيقة حلايب وهي أرض سودانية تم احتلالها بواسطة القوات المسلحة المصرية دون مقدمات وبصورة عدائية وتحد واضح أمام ناظري العالم.. ولم يحرك السودان قواته آنذاك لمواجهة القوات المصرية وكان بوسعه أن يفعل ذلك.. ولكن مبارك كان يعلم أن السودان يواجه مؤامرة دولية تستهدف استنزاف قدراته وجهوده في دارفور والشرق والجنوب.. ولم يكن الشمال يشكل أية مخاطر أو هواجس أمنية للسودان، ولكن حدث ما حدث وعرضت الحكومة السودانية على مبارك ومرسي وعدلي منصور أو السيسي ذات المقترح بأن تجعل من حلايب منطقة تكامل مشترك بين السودان ومصر وفي ذلك تنازل تكبير عن حق أصيل بالجغرافيا والتاريخ والوثائق الدولية.
والسودان إذ يقدم هذه المقترحات للأشقاء في مصر ليس خوفاً منهم ولا خشية من حرب ومواجهة.. ولكنها الحكمة واللحمة والعلاقات الأزلية والتاريخية.. والنظام الحاكم في السودان صفته حركة إسلامية إضافة إلى أحزاب سياسية عديدة منها حزب الإخوان المسلمون والأمة والاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية.. إذاً هذه الحكومة ليست حكومة الإخوان كما يحلو للبعض أن يسميها، والحزب الحاكم يضم في مؤسساته غير المسلمين وهو أمر لا يمكن للخديوي هاني رسلان أن يفهمه وهو يتحدث عن بلادنا.. وهكذا تجري الأحداث بين البلدين على طريق.
وإزاء هذا الوضع يتعرض السودان لهجوم شرس من خديوية مصر بأنه متضامن مع إثيوبيا في سد النهضة.. فهل السودان هو الذي يبني سد النهضة.. وهل هذا هو الأسلوب الذي يمكن أن يدفع السودان ليزيد من محاولات إقناع إثيوبيا بعدم بناء السد!؟.. وهل قام السودان بالتوقيع على اتفاقية الدول الخمسة «دول حوض النيل».. والسودان ضحى بمدينة كاملة.. بسكانها وأراضيها الخصبة ونخيلها وآثارها لأجل مصر ولأجل قيام السد العالي.. فماذا قدمت مصر للسودان «في هذا المجال» هذا ما لا يدركه خيال الخديوي الصغير هاني رسلان!!
صحيفة الانتباهة
ع.ش