واعضاء اللجنة من جانبهم حملوا كل تساؤلات الشارع السوداني وطرحوا كل القضايا والمشكلات التي ظلت تقلق كل السودانيين بحثاً عن وفرة وتأمين لكل مشتقات البترول من بنزين وجازولين وغاز، ولهذا جاءت لجنة الطاقة «البرلمانية» بكل خبرائها من مهندسين وفنيين واقتصاديين وزعماء مجتمع تبحث عن مبررات لما يشاع عن أزمات في هذه المشتقات البترولية، وتريد ايضاً ان تطمئن إلى أن مسارات النفط السوداني في ايادٍ امينة، وان عملية صناعته وتوطينه تمضي بخطى واثقة. وتساءل اعضاء اللجنة البرلمانية امام قيادة الشركة وخبرائها ان كانت لدى بترولاينز خطة لاستيعاب سياسة التوسع في النفط حسب استراتيجية وزارة النفط لإنتاج «150» الف برميل في اليوم لعام 2014م، كما تساءل آخرون عن الآثار البيئية لأعمال وانشاءات خطوط الانابيب بانحاء السودان المختلفة، علاوة على الترتيبات او الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها بترولاينز للتعامل مع التطورات والتداعيات التي تشهدها دولة الجنوب الآن، كما طرحت اللجنة امكانية ان تتوسع الشركة في انشطتها وتصبح ذات بعد عالمي، او انها تستخدم كل التقنيات الحديثة.
ومن جانبها حرصت بترولاينز على استيعاب كل التساؤلات ووصفتها بأنها اسئلة تنم عن دراية وفهم واحاطة شاملة بكل مجالات صناعة ونقل البترول في السودان، وكشف اللواء نصر الدين محمد احمد رئيس بترولاينز ان لديهم خطة خمسية، وتعمل الشركة كذلك وفق تنسيق تام مع وزارة النفط ومع الشركات الاخرى المنتجة والموزعة لمشتقات البترول.
واكد نصر الدين انهم عازمون على انشاء مستودعات في كل مدينة من مدن السودان وبالاخص المدن ذات الكثافة السكانية العالية وربطها بخطوط الانابيب تسهيلاً لعملية النقل، مما يساعد في سرعة التوزيع وخفض التكاليف، واضاف انهم في بترولاينز لديهم تحوطات كاملة لأية اعطال او تخريب يطول خطوط الأنابيب في كل مواقعها.
وبحسب إفادات اللواء نصر الدين فإن بترولاينز اقتحمت العالمية واصبحت لديها روابط وتحالفات مع عدة شركات أجنبية مثل الصين والنيجر وموريتانيا ونيامي وغيرها، وذلك بهدف نقل التكنولوجيا، وقال إنهم يقومون بكل هذه الاعمال الفنية والهندسية دون اية كوادر اجنبية، وتجرى الآن عملية شراكة استراتيجية مع شركة جياد لتوطين صناعة المواسير.
وابلغ اللواء نصر الدين اعضاء اللجنة البرلمانية ان اصول خطوط الانابيب لا تقل قيمتها عن «10» مليارات دولار، ويمكن ان تضيع هذه المكاسب عبر سلوكيات خاطئة من المواطن السوداني، ولكنهم حتى يتفادوا مثل هذه السلوكيات ارسوا ومنذ اكثر من «35» عاماً سياسة تتنمية المجتمعات التي تمر بها خطوط البترول، الا ان المهندس منيرة محمود نائب رئيس الشركة كشفت عن حقيقة التعديات العشوائية والمنظمة على خطوط الانابيب، مشيرة الى ان هناك مجموعات سكانية تقوم بعمليات «الطبيخ والعواسة» علي خطوط الانابيب، ونفت بشدة ان تكون هناك ازمة في مشتقات النفط وبالاخص البنزين والجازولين، وأوضحت ان المخزون الموجود لدى مستودعات الشركة فقط يكفي لفترة اسبوع، كما ترسو باخرة الآن بميناء بورتسودان محملة بـ «25» الف طن، اما المخزون الاستراتيجي لدى وزارة النفط فقالت إنه يكفي لأكثر من شهرين.
واكدت المهندس اميرة محمود أنهم يفتخرون بانشاء خط انابيب «بليلة حديد» بطول «150» كيلومتراً وبعرض «12» بوصة، وتم انجازه في فترة «4» أشهر فقط، كما ان بترولاينز تمتلك خطين «8» بوصة و «12» بوصة للعمل في اتجاهين من بورتسودان الى الخرطوم وبالعكس .
وفي ذات السياق امتدح الدكتور عمر آدم رحمة رئيس لجنة الطاقة والنفط بالبرلمان العمل الذي وصفه بالاستراتيجي الذي تقوم به بترولاينز، وقال انهم اطمأنوا إلى أن صناعة البترول في السودان تسير نحو الاحسن، مشيراً الى ان مشكلة الشح في مشتقات البترول ناتجة عن تبديل سياسة التعامل مع الشركات التي تعمل في مجال توزيع البنزين والجازولين، وابان انهم في البرلمان اكدوا دورهم المساند للشركة في مجال توطين صناعة النفط في السودان، وذلك من خلال اصدار التشريعات والسياسات التي تحمي هذه الصناعة. واشار الدكتور رحمة الى ان زيارتهم هذه تهدف للوقوف على تجربة بترولاينز باعتبارها العمود الفقري لصناعة البترول، وشملت الزيارة مركز صيانة البلوفات الذي يعتبر الأول من نوعه في شمال افريقيا وتم بأيادٍ سودانية خالصة.
صحيفة الإنتباهة
هاشم عبد الفتاح
ع.ش