حسن عبد الحميد : تحالف المعارضة ودولارات العم “سام”

[JUSTIFY]منظر الشيوعية لينين كتب أوائل القرن الماضي كتابه “الرأسمالية أعلي مراتب الاستعمار”، وأواخر القرن العشرين كتب الأستاذ أحمد سليمان العائد من دهاليز العمل في الحزب الشيوعي السوداني كتابة الشهير “الشيوعية أعلي مراتب الاستعمار”، وربما عد البعض كتاب أحمد سليمان نقثات صدر حانق علي تجربته مع الشيوعيين، ولكن بعد سقوط إمبراطورية الاتحاد السوفيتي التي كانت ترعي الأحزاب الشيوعية في العالم، تبين للناس كيف أن الأحزاب الشيوعية واليسارية صارت تنسق وتتحالف مع دولة الإمبريالية الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية دون أن يغمض لها جفن، وكان علي رأس تلك القوي الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان تنص في المانسفتو علي أنها حركة يسارية، وكانت تتلقي الدعم من المعسكر الشرقي من منبعه في الاتحاد السوفيتي أو من لف لفه في المنطقة مثل ليبيا واليمن الجنوبي وإثيوبيا أيام منقستو هايلي مريام، ثم لما سقط الدب الروسي مضرجاً بدمائه وتناثرت أشلاؤه، اتجهت الحركة الشعبية مباشرة لديار العم سام راعي الإمبريالية العالمية تستمطر دعمه ورعايته.

وربما كان كل خذا ليس جديداً، وإن كان مستغرباً، فالذين عاصروا تلك الفترة يعون هذه الأمور جدياً، لكن الجديد ما صرح به السيد الصادق المهدي لصحيفة “الجريدة” أمس الاثنين، وجاء في خطها الرئيس ونص الخط “المهدي: أحزاب اليسار تقبض “10” آلاف دولار شهرياً من أمريكا”، وفي تفاصيل الخبر أفاد السيد الصادق المهدي أن أحزاب اليسار كانت تتلقي مبلغ “10” آلاف دولار شهرياً وردت في ميزانية الحكومة الأمريكية تسلم لرئيس الحركة الشعبية السابق جون قرنق وأغلق هاتفه ووقع اتفاقية السلام، وتابع: وتريد الآن استنساخ تجربتها الفاشلة “انتهي كلام السيد الصادق”.

وقبل حوالي شهرين، جمعني مجلس مع أحد رؤساء الأحزاب الجديدة في الساحة، وإن كان هو نفسه من الإسلاميين القدامى الذين اختلفوا مع الإنقاذ وأسس حوباً جديداً، ودار الحديث حول المعارضة الحالية وعلي رأسها تحالف أبو عيسي، فقال رئيس الحزب إن رئيس حزب كبير في السودان ذكر له قبل شهور أن دولة عربية كبري تدعم تحالف المعارضة من أجل إسقاط النظام في الخرطوم!!.

وبقراءة الخبرين معاً يتضح أن بعض أحزاب قوي المعارضة الحالية مرتهنة للخارج بصورة مفضوحة، ثم بعد ذلك تتشدق بالحديث عن الوطنية، وتزيد قليلاً من “التوابل” بالحديث عن الحريات العامة وحقوق الإنسان والحكومة الانتقالية.

من الأفضل لأحزاب تحالف أبو عيسي، أو ما تبقي منها، إلا تسبح ضد تيار الإرادة الشعبية لأهل السودان، وخير لها أن تتوب عن خطاياها السياسية وعلي رأسها تلقي أموال من الخارج بغرض إٍسقاط النظام، ولا أقول هذا الكلام دفاعاً عن النظام، ولكن تنبيها للطرق الملتوية التي تسلكها بعض القوي السياسية، وعلي رأسها تحالف أبو عيسي.

صحيفة الصحافة
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version