ومن هذا المنطلق، من المفترض أن يقدم بعض الساسة استقالاتهم حتى يحسبها لهم التاريخ قبل «الكشة» القادمة، من أجل تشكيل حكومة قومية، وعلى رأس هؤلاء «الحبيب» عبدالرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية والذي من رابع المستحيلات أن يكون وكيل وزارة إذا تم تشكيل حكومة قومية، وذلك لأنه يمثل نفسه بعد أن تبرَّأ منه والده وحزبه وإخوانه، وذكروا أن الأمير عبدالرحمن مشارك بنفسه وليس له أية علاقة بحزب الأمة.
والوضع مختلف بالنسبة لابن السيد الميرغني مولانا جعفر الصادق الميرغني الذي شارك باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي والذي من المؤكد أنه سوف يشارك في الحكومة القومية،. خصوصاً لو تم إغرائه «بوزارة التجارة» التي يحبها أعمامي الاتحاديين، خصوصاً التجار منهم الذين يحبون «الكوتات» والتصديقات الى آخر مسميات «الرمرمة» اسم الدلع للتكويش.
الى الآن أموت وأعرف وأسأل الحبيب عبدالرحمن الصادق المهدي، عن ماذا كان يكتب أثناء خطاب الرئيس الذي أعلن فيه عن«الوثبة»، وذلك لأن سعادته من المفترض أن يكون ملماً بتفاصيل هذا الخطاب بحكم منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية، وبهذا من المفترض ألا يكتب أية ملاحظات.
الأخ عبدالرحمن الصادق الى الآن لم يسوِّق الى«الوثبة» التي أعلنها الرئيس، والتي سوَّق لها طوب الأرض وكل الأحزاب، حتى الشعبي العدو الداخلي الأول للمؤتمر الوطني، سوَّق لها ومهَّد لها الطريق معبداً، بالإضافة الى بقية أحزاب المعارضة حتى حزب الوالد سوَّق لها.
الأخ الحبيب عبدالرحمن الصادق المهدي، محتاج الى جلسة مع الإمام الذي يفهمها وهي طايرة ليقنعه أن الوقت قد حان أن يتفرغ الأمير عبدالرحمن للفروسية وسباق الخيل، ويبحث له عن دور جديد يعيده الى حزب الأمة الذي يحتاج إليه أكثر من المؤتمر الوطني الذي سوف يحتاج الى كمية من المقاعد الوزارية والمساعدين والنواب بعد تشكيل الحكومة القومية التي سوف تذهب كل ميزانية الدولة كمرتبات لها.. ودي الحقيقة.
أخي الحبيب عبدالرحمن.. الآن أيضاً الوقت مناسب للتنحي وليس بالضرورة أن تكون هناك مظاهرات لكي تتنحى وتكتب البيان وتوزعه على الصحف!!.
يوسف سيد أحمد خليفة: صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]