** قبل الإهداء، نطلق حكاية..تلثم لص وتسلح ثم دخل مصرفاً بقصد النهب المسلح، ونجح في جمع ما تيسر حمله بعد أن هدد الموظفين والعملاء وأبقاهم كما الأصنام من أهوال الوعيد..و قبل أن يغادر، لمح بعض جيرانه في بهو المصرف، فتوجس من كشفهم لشخصيته من خلال معرفتهم لوشم إشتهر به في الحي.. فتقدم لأحدهم سائلا (هل تعرفني؟)، فأجاب ( نعم، أنت طوني، لقد عرفتك بالوشم)، فأرداه قتيلاً..ثم تقدم نحو الجار الآخر، وكان لئيماً، وكان برفقة زوجته، وسأله ( هل تعرفني؟)، فأجاب : ( لا، ولكن زوجتي تعرفك)، فألحق اللص الزوجة بذاك الجار وغادر المصرف..هكذا إنتهز الجار اللئيم الفرصة الذهبية، وإصطاد في المياه العكرة، وتخلص من زوجته..!!
** دهاليز الحزب الحاكم أيضاً تضج بمثل هذا اللؤم..والمسماة حالياً بالمحاولة الإنقلابية، بمثابة فرصة ذهبية لهم – ولأجندتهم الذاتية – ليصطادوا في المياه العكرة وليتخلصوا من بعضهم الآخر برصاص المحاولة وآثارها..وفي الذاكرة أيام المفاصلة وشواهد ما بعد الرابع من رمضان، إذ كان المدير يختلف مع نائبه في سفاسف الأمور – زي بند النثريات مثلاً – ثم يكتب تقريراً فحواه ( الزول ده شعبي، وضبطناه بيصلي مع شيخ حسن)، وقبل أن ينتصف النهار يكون صاحبنا هذا (لحق أمات طه)، شارعاً كان أو حبساً ، فيغضب ويصبح شعبياً أوعدل ومساواة أو يلزم الرصيف أو(يخلي ليهم البلدد) .. ولوأن جهة نزيهة أجرت دراسة دقيقة في قوائم الشعبي وجيش العدل والمساواة، لوجدت رهطاً قد ولج تلك القائمة وذاك الجيش مكرهاً وكارها لإفك جماعة (الزول ده شعبي).. !!
** ومناخ اليوم ملائم لتوالد جراثيم الإنتهازية في أجهزة الدولة والحزب معاً..وهي الجراثيم التي قد تصيب بعض الأبرياء وتلحق بهم (أذى السلطة)، فيصابوا بويلاتها، حبساً وتشريداً.. وشائعات الخميس الفائت التي طاردت غازي وآخرين لم تكن صدفة ولا محض تكهن، بل خلف كل شائعة كهذه تجد خائباً- يجلس في مفاصل الدولة أوالحزب – لينتهز الفرصة ويصطاد في المياه العكرة ..ولايفعل ذلك ليخدم الناس والبلد أوالحزب والحكومة، ولكن ليخدم أجندته الغارقة في برك الذاتية الآسنة..!!
** هؤلاء هم الخطر على الناس والبلد، وعلى أي حزب و على أي حكومة، و لاحزب لهم غير أنانيتهم ولا وطن لهم غير إنتهازيتهم ولا أهل لهم غير قبح أعمالهم…وقادمات الأيام قد تضج بقوائم إقصاء وتشريد بتقارير كذوبة من شاكلة ( ده زول صلاح) و (ده زول غازي).. وقد يكون هذا المستهدف مصلحاً وإصلاحياً ولم يصافح صلاح يوماً ولم يقابل غازي ساعة .. بل ربما يكون ضحية صيدهم سودانياً غير متحزب بأي حزب، (حاكماً كان أو زعلاناً)..وعليه، لو كان الحزب الحاكم حريصاً على منع الصيد في مياه المحاولة الإنقلابية العكرة، فليبداً بكوادره القذرة التي أتقنت هذا النوع من الصيد القذر في زمن المفاصلة، وهي ذات الكوادر التي شرعت – منذ الخميس الفائت – في تجهيز ( سنارتها وصارقيلها)..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]