وفى ذات الاتجاه جاءت ندوة (أتفاق الدوحة) بمركز الشهيد الزبير، وقال د. عبد الرحمن الخليفة عضو الوفد الحكومى فى مفاوضات الدوحة أن المفاوضات لم تاتي فى إطار البحث عن مكاسب أو فى تجاه تكريس قسمة السلطة بين الإسلاميين، فى اشارة من طرف خفي لتصريحات عبد الواحد محمد نور بقناة الجزيرة.
وأكد الخليفة أن الدوحة تجىء فى سياق بحثهم الدائم عن السلام فى دارفور ووصف ذلك بـ (الخيار الإستراتيجى) من منطلق الإلتزام بقضايا الوطن بعيداً عن النظرة الضيقة التى تصور الأمور بمكاييل الكسب والخسارة وقال: «لم نذهب لنصطاد فيلاً أو ارنباً».
وأوضح عضو التفاوض بأنهم ذهبوا لتوقيع إتفاق إطارى ولكن العدل والمساواة وتحت ضغوط ملحة طالبت بإطلاق سراح الأسرى كبادرة لبناء الثقة التى أنهارت بفعل الحروب والدمار والدماء بالرغم من أن ذلك يحتاج لإجراء طويل جداً وأستشهد بإتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) وقال «على الرغم من أن نيفاشا تم توقيعها العام 2005 مازلنا نبنى فى الثقة» وأضاف: «كل ذلك جعل الوسيط -دولة قطر- والدول الراعية تضغط ليكون إطلاق الأسرى هو البداية لخلق أجواء صحية وطيبة وبعد مشاورات رأينا _والكلام لا يزال للخليفة_ أن يتم الأمر على مراحل وأرجأنا الإتفاق الإطارى الذى يعد موجهاً للتفاوض وملزماً للأطراف لمرحلة لاحقة تجىء بعد مرحلة بناء الثقة وحسن النوايا التى تم أنجازها فى المرحلة الأولى من التفاوض تلى ذلك مراحل وقف العدائيات، اما فى المرحلة الأخيرة للتفاوض فانها ستكون حول التفاصيل وقسمة الثروة والسلطة والترتيبات الأمنية.
ما لا يدرك جله
وكشف الخليفة ان فصيلاً جديداً -لم يسمه- قام بتقديم طلب إنضمام لعملية التفاوض فى مراحلها اللاحقة ووصف التقليل من جولة الدوحة ونعتها بـ «السلبية» يات من أشخاص جبلوا على الأ يفعلوا شىء ولا يتركوا الناس ليفعلوا شىء وقال «الدوحة إنجاز مهم وخارطة طريق من أجل تحقيق السلام بوضع سقف زمنى ثلاثة أشهر كحد نهائى « وقال: «العافية درجات» وأضاف أن التوقيع مع العدل والمساواة -على ثنائيته يعتبر إضافة حقيقية لمعسكر السلام كونه حيّد كتلة عسكرية مقدرة عملاً بالقاعدة الفقهية : (ما لا يدرك جله لا يترك كله).
وفى السياق كشف الخليفة ان حركة العدل والمساواة دفعت بورقة تحوى مطالب جانحة بشكل غير عادى -حد تعبيره- أثناء سير العملية التفاوضية تتحدث عن فترة إنتقالية تستمر لمدة ست سنوات تنفرد خلالها الحركة بحكم أقاليم دارفور وكردفان والخرطوم كليةً إضافة لتناوب منصب الرئيس بين الحركة والمؤتمر مناصفة خلال هذه الفترة وقال: «نحن لا نملك منع الناس بأن يحلموا» ولكن مثل هذا الطرح يتعارض مع نيفاشا التى تمثل خط أحمر نحترمه ولا نسعى لتقويضه وأردف: «الدوحة لا تلغى أبوجا ونيفاشا وإنما لتكملهما».
وفى منحى أخر أكد الخليفة أنهم سيستمرون فى التفاوض مع خليل حال إستصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس البشير وقال: ان الجنائية أحدثت شرخاً كبيراً فى العالم وتركت أمريكا ، فرنسا ، وإنجلترا فى مواجهة الكتلة الأفريقية ، العربية ، اللاتينية ،و مجموعة الـ 77 إضافة لروسيا والصين ووصف الجنائية «أنها ولدت ميتة» بهذه الحيثيات ودعا للتعامل معها دون تضخيم.
سلعة دون ثمن
من جهة اخري وصف الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل ما تحقق فى الدوحة على ضآلته -حد قوله- بالمكسب وحذر الحكومة من تكرار أخطاء إتفاقيات أبوجا والخرطوم للسلام بأن تعطى «سلعاً من دون أن تقبض ثمناً» وأشار الى أن السلعة المقصودة السلام وأردف «أى إتفاقية لا تحقق سلاماً هى فاشلة» وأبدى تخوفه من تكرار سيناريو أبوجا فى الدوحة «يوقع خليل والحرب تستمر».
ودعا مصطفى الحكومة الذهاب للمفاوضات وظهرها محم وليس كما حدث فى نيفاشا حيث كانت الحركة مدعومة بموقف دول وشركاء الإيقاد وقال أن ذلك يتم عبر الأخذ بمبادرة أهل السودان وإستصحاب القوى السياسية وأشاد بإجتماعات الحكومة مع الميرغنى والمهدى زعيما الحزبين الإتحادى والأمة على التوالى وإطالعهما بما تم من خطوات.
وطالب مصطفى بإستصحاب مصر فيما يلى من مفاوضات ولعب دور مواز لإسرائيل التى تعمل على وضع قدم فى الشأن السودانى من خلال إحتضان عبد الواحد نور .
وطالب مهندس إبراهيم موسى مادبو عضو مفوضية التوطين ونزع السلاح عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان بضرورة الإنضمام للعملية السلمية حتى لا تضيع مكاسب أهل دارفور.
مقداد خالد :الراي العام [/ALIGN]