} الأغرب أن صيادلة ومستوردي أدوية تحدثوا للصحيفة عزوا سبب ارتفاع الأسعار إلى ما سمَّوه تذبذباً في سعر صرف (الدولار) مقابل (الجنيه) السوداني!!
} وبالتأكيد فإن هؤلاء غير صادقين لأن (الدولار) لم يرتفع في السوق (السوداء) منذ أكثر من (شهر) بنسبة (واحد بالمائة)، فما الذي يجعل هذه المضادات التي هي مضادات للشعب السوداني وليست للبكتريا والفيروسات- ترتفع بنسبة (100%)، إن لم تكن هي الفوضى والتساهل من قبل الجهات الرقابية المسؤولة وعلى رأسها المجلس القومي للصيدلة والسموم؟!
} وإذا كانت شركات الأدوية في بعض بلدان المنشأ مثل “الأردن” قد فرضت زيادات على أسعار منتجاتها لأسباب (اقتصادية) متعلقة بتلك الدولة، أو هذه (الشركة) فما ذنب المواطن السوداني ليدفع مبلغ (مائة جنيه)، بل (ثلاثمائة جنيه) قيمة لأقراص وحقن مضادات حيوية؟!
} لماذا نحتكر سوقنا لشركات (أردنية)، أو (سويسرية)، أو (خليجية)، إذا كانت تكلفة إنتاج وتوريد أصنافها الدوائية لا تناسب متوسط دخل الفرد في السودان؟!
} هناك (عشرات) بل (مئات) البدائل من دول أخرى قريبة وبعيدة، وبجودة عالية، وفاعلية ممتازة، وأسعار أرخص، فما المانع من تسجيلها وتوفيرها، سواء عبر الإمدادات الطبية، أو وكلاء آخرين، و(توجيه) الوكلاء الحاليين للأدوية باهظة الثمن، بضرورة مراعاة قيمة الفاتورة، وعدم تجاوزها (سقوف) محددة وفق جدول يبين القيمة الأعلى والأدنى للأنواع المختلفة، وإلزامهم بالاتجاه نحو دول وشركات تقدم (بدائل) جيدة بتكلفة (أقل) من الأسعار المقدمة من شركات أردنية وأوربية، وهذا متاح، ويسير وليس عسيراً.
} ومن غرائب هذا القطاع أن الإمدادات الطبية عجزت خلال الأسابيع الماضية عن توفير (صبغة) خاصة بأجهزة الأشعة المقطعية (أومنوبيك)، مما يجعل (تشخيص) العديد من الحالات المستعصية على الصور (العادية) أمراً مثل (الكهانة)، حيث تطلب (المعامل) من المرضى توفير هذه (الصبغة) من (الصيدليات) ولندرتها تباع كالدولار في السوق السوداء!! يا سبحان الله.
} هذا القطاع (الصحي) ودوائره (الدوائية) يدور في فلك الفوضى العارمة.. ولا رقيب!
} استغفر الله العظيم لي .. ولهم.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]