محمد الننقة : زواج العصرية

[JUSTIFY]في ظل غلا المهور الجاري الآن والذي ظل من اكبر العقبات امام الشباب والطامحين في الزواج، وتقف حجر عسرة في طريق بلوغهم مبتغاهم، فهذه العقبة تقف بين الشباب ونيل مرادهم وهو الاقتران بمن يرضونها زوجة للمستقبل وشريكة للحياة تقاسمه رغد الحياة وشظفها.

في الاونة الاخيرة اصبح غلاء المهور وتكاليف الزواج ياخذ اشكالاً عدة ومتعددة، وجميعها لا تصب في تشجيع الشباب للاقبال على الزواج وتكوين اسر منفصلة، بل ان موجات ارتفاع تكاليف الزواج اصبحت تلهث خلف العادات الدخيلة على المجتمع مثل الزفة المصرية وطريقة دخول العروسين الى مكان الاحتفال سوى كان صالة او نادي او ساحة معدة لذلك، او شكل (الكوشة) التي يجلس عليها العريس وعرسته وفطور العريس او مايرجع به النسوة اللاتي يذهبن به لمنزل العريس ومخبوزات العيد ولا انسى ما اصبح يسمى بـ(مويات رمضان) … وغيرها … وغيرها من تلك الطقوس الوافدة والتي اصبحت تكلف مبالغ كبيرة لا يستطيع الشباب الايفاء بها.

كل تلك الاشكال الدخيلة على عادات المجتمع السوداني في الزواج هي متاريس توضع لتحول بين الايامى والزواج، والمجتمع حينما يشجع هذه السلوكيات ويدعمها يزج بنفسه في مشاكل لا حصر لها ولا عداد، فتتسلل تبعاتها رويداً رويداً لتتغلغل بين مفاصل المجتمع عنوسة متزايدة، وعدم اتزان اجتماعي بل اكبر من ذلك عندما يتضطر الغير متزوجين من الجنسين لممارسات غير اخلاقية خارج اطار الزواج فينتج عن ذلك الامراض والابناء غير الشرعيين والتفكك المجتمعي والانحلال الاخلاقي وغيرها من المشاكل تداهم المجتمع الأمر الذي ينعكس سلباً على المجتمع انحرافاً واضطراباً وسلوكيات شاذة تؤثر على الكل.

وما يعانيه المجتمع الآن من هجمة شرسة في فضائنا المفتوح هذا والانترنت ووسائل التواصل الحديثة التي قربت البعيد بل اصبح ليس هناك حواجز زمانية أو مكانية على مدار الساعة، في ظل هذا الوضع يكون تسهيل الزواج وخفض تكاليفه هو الحل للكثير من المشاكل التي ظهرت وستظهر لتضع نتواءات وبقع سوداء على جبين المجتمع.

هذا الوضع جعل الكثير من المصطلحات ان تحجز مكانها بين لغتنا اليومية مثل الزواج العرفي وزواج المسيار وغيره واحدثها هو زواج العصرية الذي نحن بصدد الحديث عنه والذي تضطر فيه الشابة للقبول بزواج يمتد لفترة العصر فقط أي بين صلاتي العصر والمغرب ثم ينتهي الزواج، ليعاودا زواجهما غداً في نفس الفترة، ليس لشيء إنما أن هذا الرجل الذي هو أساساً متزوج بزوجة أولى هو مقتدر ويستطيع ان يصرف وعلى هذه الشابة التي اعتبرها ضحية لممارسات المجمتع سالفة الذكر، أجل فقط لانه يستطيع ان يعيشها بصورة قد تكون على الاقل معقولة ان لم تكن مترفة، ويستغل حوجتها لذلك الزواج الذي يدووم لساعات وبعدها يذهب لاسرته وربما يوهمهم بأنه قادم لتوه من مكان العمل أو او زيارة ما او ربما المشاركة في مناسبة اجتماعية او خلافه.

زواج العصرية هو ناقوس خطر جديد ونتيجة سلوكيات مجمتعنا نحن الذي يجري خلف محاكاة العالم الخارجي تقليداً أعمى لا ينظر لعواقبه، وارتفاعات خيالية للمهور وتكاليف ومنصرفات الزواج، قد يكون الوالد أو الوالدة أو الشاب والشابة انفسهم جزء منها، لكن تظل الحقيقة الماثلة ان كل المجتمع له يد في ذلك بنسب متفاوتة، ولصد هذه المشكلات عن حائط المجتمع فإن الطريق الوحيد هو جعل المهور والزواج رخيصاً حتى يبلغه الشباب ليكونوا أسراً سعيدة ومستقرة وناجحة.

# منحنى حزين … رحل عن دنيانا الراحلة الشاب العشريني الهمام أبن الزومة انس كمال اثر اصابته في حادث حركة أليم بمروي بعدها لزم العناية المكثفة بمستشفى امدرمان ففاضت روحه إلى بارئها أمسية الاربعاء الماضي، تقبل الله الاخ أنس قبولاً حسناً وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا، والزمنا وآله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء.

محمد الننقة
النيلين

[/JUSTIFY]
Exit mobile version