ام وضاح : الرحمة قبل العدل !!

[JUSTIFY]ليس هناك سبب واحد يجعلنا نصر على لائحة أو قانون أو حتى تشريع وضعي من اجتهادات الإنسان إن ثبت لنا أن هذا القانون جائر أو ظالم أو لنقل لا يحقق العدالة التي تسعى إليها هذه القوانين، ودعوني أقول إنني ما كنت أتخيل أن العدالة التي يشار إليها برمز عمياء مغمضة العين يمكن أن تغمض عن إحقاق الحق لكثير من المظالم.. دعوني أقول ما كنت أتخيل ذلك لولا جولة قمت بها من داخل سجن كوبر بهدف تسجيل حلقة تلفزيونية تفاجأت فيها بنماذج من البشر القانون الذي أدخلهم إلى غياهب السجون هو ذات القانون الذي يجدد معاناتهم التي أصبحوا مسجونين لها وليس للأربعة أسوار العالية التي تفصلهم عن الحرية وهناك بعض المحكومين في قضايا «النفقة» مثلاً والشخص يدخل السجن إما لرفضه دفع النفقة أو لعجزه عن ذلك فيحكم عليه بالسجن، لنقل مثلاً عن ألف جنيه نفقة وتخيلوا أن هذا الشخص بمجرد دخوله وانقطاعه عن الخارج تبدأ النفقة في التضاعف وبمرور شهر شهرين عشرة تصبح الألف عشرة آلاف وصاحبنا العاجز عن دفع المبلغ الأول وهو يتنسم الحرية مؤكد ومستحيل أن يدفع العشرة وهو داخل القضبان بلا حراك ولا عمل!!

لذلك فإن مثل هذه الحالات تحتاج بالفعل إلى مراجعة القوانين التي هي بالتأكيد ليست قرآناً منزلاً لنصر عليها في إصرار لا يمكن العدالة من أن تأخذ مجراها ولابد من إعادة النظر في الأحكام التي تتضاعف وتتراكم ولابد للمحكمة من إيقافها لأنه مكبل بالداخل وعاجز عن إيقاف هذا الطوفان بدفع ما عليه سابقاً أو لاحقاً!!..

وفي هذا الطواف الممزوج بالمرارة والدهشة داخل السجن الاتحادي حدثني الإخوة في منظمة رعاية النزيل عن شخص اسمه عبد الله أبو سلم هو رجل شيخ وقور بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكما وصفه لي الأستاذ شجرابي من المنظمة بأنه أبو الكل بحسن معشره وأخلاقه رماه تعامل تجاري في براثن الشبكات ووقع في المصيدة وشريك له لكن في القصة أكثر من وجه غرابة، إذ أن شريكه وهو المتهم الرئيسي خرج بالإعسار أما هو ورغم أنه شيخ في الثمانين من عمره لا زال مقيداً حتى السداد رغم أن بيته بيع لصالح البنك بربع ثمنه، ورغم أن أرضاً له يمتلكها باعها بتراب الفلوس لكن المبلغ لم يكتمل ولم يبقَ إلا أن يطلب الرحمة التي هي قبل العدل وهو رجل ثمانيني هدته الأمراض والشيخوخة فتقدم باسترحام لوزير العدل أشر عليه كما أخبرني الإخوة في الجمعية بالموافقة لكنه عبر هذه الزاوية يقدم مناشدة للسيد رئيس الجمهورية لإطلاق سراحه حتى لا يقابل وجه كريم من داخل سجن كوبر!!..

فيا سيدي الرئيس الرجل ليس لصاً وليس مجرماً ولم يتحرَ الاحتيال حتى يكتب عند الناس محتالاً.. لكنها ظروف السوق وتصاريف التجار وكتابة الأقدار هي التي جعلته سجيناً تاركاً وراءه أسرة من شباب وشابات يلوكون الصبر والحزن على مصير والدهم وسيدة محترمة شالت الشيلة ولو أنحنى ضهرها حتى لا ينحني طريق أولادها نحو جرم أو رذيلة.. هلا عفوت عنه سيدي الرئيس والرجل ما عاد يملك من حطام الدنيا إلا النفس الطالع ونازل.
٭ كلمة عزيزة

.. أنا شخصياً غير متابعة أو مهتمة كثيراً بالكورة العالمية أو العربية وأحياناً كثيرة ولا الكورة المحلية لكنني أمس انتبهت فجأة أن أولادي يمارسون سكوتاً مريباً وهم يشاهدون مباراة لكرة القدم عرفت فيما بعد أنها الهلال والنصر السعوديين، ولأن قرنا الاستشعار لديّ ارتفعا وحبيت أعرف الناس دي (قاطعة نفس مالم).. جلست بهدوء أراقب ما يشاهدون لأجد نفسي مندمجة في تفاصيل مباراة لم تعرف المستحيل ولا التراجع حتى آخر لحظة وفريق النصر المهزوم ظل ضاغطاً ومتقدماً نحو مرمى خصمه حتى آخر لحظة! والهلال يفاجئه بعد كل انفراجة بهجمة أو هدف!!.. بصراحة تحسرت على مستوى كرة القدم عندنا التي أصبحت بلا روح ولا قوة ولا غيرة ولا أداء ولا ذكاء ولا أي حاجة!!.. تحسرت على هذا الجيل الذي سيفقد انتماءه بالوطن حبة حبة وبعضهم آخر ما كان يربطه به هو الكورة التي وضح أنها فكت فانفك ارتباطهم بها وبه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
٭ كلمة أعز

.. وحده وصول الدعوة إليّ متأخرة جداً منعني من حضور فعاليات جائزة الأديب الطيّب صالح التي درجت على تقديمها شركة زين للاتصالات في تظاهرة أدبية فريدة جعلت من السودان قبلة للأدباء العرب!.. وإن كان قد فاتني حضور الجلسات من داخل قاعة الصداقة إلا أنني لم أفوت مشاهدتها من شاشة النيل الأزرق التي ربطتنا بالحدث والأحاديث!! فالتحية لزين وهي تكرم الأديب الطيب صالح بهذه الذكرى العطرة التي جعلت موسم الجائزة موسماً لهجرة الأدباء للخرطوم.. والتحية لمديرها التنفيذي الفريق الفاتح عروة الرجل الذي ما تخلف عن الصفوف الأولى لفعاليات زين اشتراكاً بالكلمة وبذلاً للفكرة ورحابة في العطاء.. والتحية أيضاً لكل منتسبي ومنتسبات زين على الإطلالة الأنيقة والنشاط الملحوظ!!

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version