الموضوع برأيي يستحق التوضيح ولا أدري لم فهم البعض أن هذه مهاترات صحفية..
لأجل الكلمة
“ديل نحن” يا عثمان!!
قبل ثلاثة أعوام أو يزيد قليلا، وزيارات المسئولين من أوروبا وأمريكا إلى السودان في تزايد دون نتائج، كان جدول د.نافع علي نافع، موزعا لتلك اللقاءات، إما في القصر الجمهوري بصفته مساعدا لرئيس الجمهورية، أو في (الوطني) باعتباره نائبا لرئيس الحزب.
من المواقف الطريفة التي حدثت بعد أن انتهى لقاؤه مع أحد الضيوف أن سأله الصحفيون “ألم تناقش يا دكتور معه مستقبل العلاقات السودانية الأمريكية والعقوبات المفروضة على السودان” فأجاب نافع ” هو ده أمريكي بالله؟ أنا قايلو بريطاني”.!
ضحك الناس وانفضوا إلى حال سبيلهم، فلا فرق إن كان بريطانيا أو أمريكيا، فهو شخص لا يملك قرارا والدولتان لهما مواقف مسبقة سلبية ضد الحكومة السودانية تظهر في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يغيرها الزمن أو إيفاء الحكومة ببعض الالتزامات.
أمس الأول انتقدنا الكاتب المرموق الأستاذ عثمان ميرغني في عموده المقروء “حديث المدينة” ووجهه لنا لوما بأننا وقعنا في خطأ بإمكانه أن يجلب إلى دولتنا أذىً ويشوه سمعتها الدولية بعد أن نشرت (السوداني) خبرا عن وجود “سيناتور مزيف” في الخرطوم التقى بعدد من الوزراء والمسئولين، وأبدى الكاتب تفاجئه بالحملة الصحفية التي اتهمته أنه “مزور” واعتبر أيضا أن على رؤساء التحرير مسئولية كبيرة في حراسة البوابات الصحفية لكبح مثل هذا الأذى الوطني وذلك بعد أن أرسل له السيناتور رسالة أعرب فيها عن حزنه البالغ للأوصاف التي كالتها الصحافة السودانية عليه وما تعرض له من اغتيال شخصية.
أي منطق هذا يا سادتي؟.. مستثمر أمريكي يأتي إلى السودان بصفة “سيناتور” ويتحدث بأن العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان أضرت بالشركات الأمريكية وكأن التي فرضتها هولندا أو تشاد.. ويقابل الوزراء ومساعد رئيس الجمهورية بهذه الصفة، الذين لم يعلموا بالأمر إلا بعد أن نشرنا الحقيقة في الصحف.
هذه الصحيفة أول من نشرت خبرا وأعدت تقريرا وافيا عن هذا الموضوع، سبقها الكاتب الأستاذ فيصل محمد صالح في عموده المقروء بالخرطوم، وأوضح أيضا الكاتب الصحفي مكي المغربي في عموده حيثيات الموضوع والاتصالات التي أجراها مع الخارجية لتدارك الأمر.
الأستاذ عثمان ميرغني، كتب عن الإنعكاسات السالبة للخبر قائلا أنه “لن يحفز الرجل على إشاعة صورة إيجابية عن السودان في محيطه (المؤثر) في أمريكا” لكن ألم يسأل الكاتب نفسه.. ماذا فعل أعضاء الكونغرس الحقيقيون الذين زاروا السودان في السنوات الماضية؟
جون كير كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، زار الخرطوم وسط حفاوة بالغة، التقى بالمسئولين وسافر إلى مناطق النزاعات.. كانت تصريحاته إيجابيه وحديثه عن الأوضاع في السودان مطمئنا، ولكن هل فعل شيئا لتغيير مواقف الكونغرس حينما كان عضوا؟ وهل فعلا شيئا للسودان بعد أن أصبح وزيرا للخارجية؟
أليس هذا الكونغرس هو من يجدد العقوبات الاقتصادية سنويا على السودان ويضع اسمه في قائمة الدول الراعية للإرهاب؟ أليس الحظر الأمريكي المفروض جمد قرابة 65 معاملة لصالح السودان قيمتها أكثر من مليار و117 مليون دولار؟ أليس هذا الكونغرس هو من يطرح نوابه سنويا مشاريع قوانين جديدة تشمل عقوبات جديدة وملاحقة المسئولين؟.. الأسئلة تكثر والإجابات واضحة!
نعم.. نحب أمريكا، دولة ديمقراطية وكده، لكننا نفهم سياستها وطريقة تفكيرها، ويجب أن لا نهتم بأي زائر و”نعمل ليه قومة وقعدة” وفي النهاية أوضحنا أن الجهة التي دعت سوني لي، هي من أطلقت عليه هذه الصفة وبدلا من أن يلومها أستاذنا الموقر وزميل المهنة.. لامنا نحن!!
لينا بعقوب