الهتافية والشعارات تحاصر حياتنا وتمارس مدها في داخل أبواب السياسية لتنفذ إلى عمق خصوصياتنا فتجعل منا رافعوها حتى ولو اقتصرت مساحاتها ما بين المطبخ والغرف.. لعن الله السياسة وقاتلها جعلتنا نجتر في انسانيتنا الأجندات والشعارات.. صحوت على شعار اليوم بالمنزل لا غسيل.. لا طبيخ.. لا نظافة أمارسها اليوم «فالبيت مسؤولية الجميع» فلماذا أمارس الاجهاد وأعذب حالي فليكن البقية على قدر المسؤولية.. كما يقول أهل السياسة الحقوق والواجبات الأمر الذي يعده أهل الدار في تعبيرية «الدغالة ومحاولة الخروج على مبدأ البيتية» لا يضيرني شيئاً أن أحس هؤلاء بتلك الأحاسيس لانني قررت الصمود وعدم التنازل عن حقي في أن يشاركني هؤلاء المسؤولية التي باتت مثل «عنقريب الجنازة لا يحمله أحداً» إلا اذا لف المرحوم على نقالة بعجلات.. «ترى هل سأ ستمر طويلاً في ذلك».. بدءاً استفزتني حالة البيت المقلوبة والأشياء المبعثرة هنا وهناك فحادثت نفسي «لابد من تأجيل تنفيذ شعار مسؤولية الجميع» حيث لا يمكنني أن أتقبل وضع البيت بهذا الشكل مبدئياً مضطرة لاخراج بند النظافة من القائمة لحين إشعار آخر.. لشأن آخر ربما توصلنا لحالة وفاق وطني بيتي أو أقررنا مبدأ الجهاد المدني المنزلي.. جاء بعض الضيوف رحبت بمقدمهم فأنا أعزهم جداً وأحبهم جداً لكن قدرهم جاء بهم في وقت تمسكي أن يقوم الجماعة بخدمات الضيافة.. ظللنا نتبادل النظرات حتى بادر الطرف الآخر «إنتي اخدتك الونسة ونسيتي واجب الضيافة» فاضطررت في تلك اللحظات لاخراج بند الضيافة خارج قائمة شعار المسؤولية على الجميع والغضب يملأني انني سوف استخدم «حق الفيتو» لاحقاً لاغلاق هذا الملف.. لم أوقد النار في تلك الساعات فلست الوحيدة التي تطعم بالمنزل.. لكن زائراً مصاباً بالسكري جاء من مشوار بعيد اضطرني لايقاد النار والطبخ والتحرير.. فلتخرج عبارة لا طبخ إلى خارج «اللوقو» حتى اشعار آخر.. وجدتني انهزم يوم بعد يوم ولحظة بعد أخرى في التمسك بالحق المشروع في النضال من أجل أن يكون البيت مسؤولية الجميع وليس مسؤولية فردية «فالحياة البيتية مسؤولية ربة المنزل» هذا ما وصلت إليه بعد نضال مشيت من أجل العدالة والمساواة.. وتبقى لي أنني لم استخدم دبلوماسية الإستعانة بالقوى الخارجية من المحيط الاقليمي «الجيران» أو العالمي «الأحياء الأخرى» لعل الأمر يصبح ذا بعد لصيق بالعولمة وحقوق الانسان واوضاعها لاعتبارات تتعلق بأنني لم احظى بحقي في الاستمتاع بالحرية والمباديء الأساسية التي تكفل للمرأة «النوع» ممارسة كل إنسانيتها المرتاحة.
آخر الكلام: بعد فشلي داخلياً في انتزاع حقوق المسؤولية على الجميع أعد العدة لرفع الأمر لجهات عليا خارج نطاق الحي والأحياء المجاورة على ما يبدو أن الشأن شأن دولي يتطلب المعونة والتواثق حتى نوقف الإجهاد الذي يأخذ طابع النوعية المجحفة.. فيا اخواتي المناضلات المجاهدات «قومن على بيوتكن ونظافتكن وطبيخكن يرحمكن الله.. ولا تركن إلى العدالة الدولية فهي وهم كبير»..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]