وقد عرفها بروفيسور “سيد حامد حريز” في كتابه القيِّم (الحكاية الشعبية عند الجعليين)، متحدثاً عن راوي الحكاية سواء كان حبوبة أو شيخاً عجوزاً وخلافه باستخدامهما لهذه الطريقة الجاذبة وهي طريقة العرض الدرامي للحكاية الشعبية، فالقاص يتلاعب بدرجات صوته منغماً إياها ويستخدم المحاكاة والإلقاء في العرض الدرامي لمختلف المشاهد وهي الحركة الصوتية (Ideophone) مثل (بب) (كش) لتمثيل وقوع أو تحطم و(جب جب) الصوت عند الشراب وترتبط مناقشة الشكل والأسلوب في الحكاية الشعبية السودانية في ثقافتنا ارتباطاً وثيقاً بدراسة لغة التخاطب وبجماليات وقواعد التعبير الفني.
إضافة إلى ذلك التقت (المجهر) بـ”عبد الرحمن حسن عبد المجيد” الباحث في التراث الشعبي، فتحدث قائلاً: هذه الكلمات تعتبر مصطلحات ذات خصوصية تتفاوت دائرة الخصوصية ضيقاً واتساعاً حسب المصطلح واستخداماته تبدأ من التواصل في المهد بين الأم والطفل الرضيع، وهي تخاطب فيه حاستي السمع والنظر في هذه المرحلة التي يكون الطفل عبارة عن متلقٍ لتعريفه بالبيئة المحيطة.. مثلاً عند الأكل (نجم نجم) أو (نجاجا) والقطة (مياوو) وتتم تسمية القطة بصوتها حتى تقرب الصورة لديه وذلك على حسب قدرته في النطق. وفي نفس الوقت الطفل هو منتج لهذه المصطلحات للتواصل مع محيطه المجاور والتي لا يفهمها آنذاك إلا من أمه وإخوانه، أما الاستخدام بين الكبار العاقلين، فهي تمارس بين مستهلك ومتلقٍ، وهناك أيضاً (متلقي فقط) وهو الذي يتعامل معها باعتبارها لا تتناسب مع تكوينه أو وضعه الإجتماعي.
وتكثر هذه المصطلحات في القرى والأحياء الشعبية، لأن هناك مساحة كبيرة للحكي والحوار والونسة وتحويل الحكي لأشكال أقرب للدراما تقوم مقام المؤثرات الصوتية.
وتتجلى أيضاً في التواصل بين الإنسان والحيوان مثل مناداة القط (ستست) وهي ما تسمى بـ(السنتتة).
آيات مبارك: صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]