لذلك تبقي قصيدة ( بانت سعاد ) من القصائد النادرة التي توضح بجلاء مواصفات الفتاة الموجودة داخل كل منزل وهي الفتاة التي أشار إليها الشاعر في أبيات قصيدته إلا أننا نفتقدها اليوم لبعض العوامل التي أفرزتها الظواهر السالبة التي تطل برأسها ما بين الفينة والأخرى.. ما أدي إلي أن تصبح سعاد تلك التي ينشدها الشاعر في قصيدته ( بانت سعاد ) وننشدها نحن في المجتمعات العربية.. نسبة إلي العولمة ووسائطها المختلفة والتي بدورها تنقل لنا الكثير المثير من القصص المندرجة في هذا الإطار فألمت بالقلوب بعضاً من الأحزان والآلام الأشد قسوة لغياب سعاد من الأسباب التي تطرقت لها بصورة عامة.. ومن هنا لأبد من أن أطرح سؤالاً لماذا لا تكون هنالك سعاد بمثل سعاد شاعرنا العربي الذي ابكي بها العاشقين دون أن تراه عيونهم التي تاقت لرؤيته رغماً عن أنه ظهر في عصر لم يكن بأي حال الأحوال فيه ما نشهده من تقنية حديثة وأدوات تساعد علي أن نعود بالعادات والتقاليد إلي سابق عهدها فالكثير منا يمضي في الاتجاه الخاطئ بالانجراف وراء الظواهر السالبة التي لا تشبهنا باعتبار أنها دخيلة علي المجتمعات ما أفقد البعض من الفتيات صفات سعاد في القصيدة الخالدة في ذاكرة الأمم العربية وإذا تيسر لكل فتاة قرأتها فإنها دون أدني شك ستجد فيها ما تبحث عنه بعيداً عن البحث في الثقافات الغربية.
وبالرغم من أن البعض من المثقفات اطلعن عليها إلا أنهن بكل أسف تجدهن قد دخلن في النفق الضيق نفسه لذلك لابد من أن تلجأ الفتيات إلي ما يقودهن إلي الجمال والعفة حتى لا يكن ضحايا ما تفرزه الثقافات المغايرة فهي قطعاً ثقافات تتعارض مع الثقافات العربية.
ومن قصيدة ( بانت سعاد ) يجب أن تعمل كل الفتيات علي التأطير إلي مفهوم الأمن الفكري ضد الظواهر السالبة التي ينتجها العالم الغربي بصورة مستمرة خاصة وأنها تدعو إلي الانقياد بها بعيداً عما جاء في الدين الإسلامي.
الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]