فالقيادات التقليدية فى الحركة امثال عرمان وعقار والحلو ، مهما حاولوا ان يلعبوا ( بولتيكا ) كما يقول المرحوم فلب عباس غبوش تبقي الحقيقة فى كونهم لا يستطيعون بحال ان يحتكموا لصوت العقل ويقبلوا بالتسوية التى تقرها الوساطة حتى ولو جاءت بكلاهما نائباً للرئيس ! لان القضية بالنسبة لهم ليست قضية منصب ولا قضية الهامش التى يتزرعون بها ، القضية صراحة قضية العمالة التى تجبرهم على الرضوخ للاملاءات التى من مصلحتها ابقاءهم جزءاً لا يتجزءا من الائتلاف المخابراتي الذى يهمه التأسيس لدولة النوبة ودولة السلطنة الزرقاء بعد النجاح الباهر لتجربة دولة جنوب السودان التى استقلت بالكفاح المسلح كما يعتقدون ! … ففى كنف الجهل والاستغلال البشع للتطلعات تنتقل عدوة المصطلح الثورى الذى يثير نعرة الغبينة بدواخل البسطاء ، فيجعلون منه انجيلاً سياسياً مقدساً تهون دونه المهج والارواح فى سبيل الحرية والمساواة التى ليست بمحجورة الا فى افكار المأجورين …
فقطاع الشمال عندما طلب التفاوض هو يحاول امتحان ( حجمه ) عند السلطة ، فوجد نفسه يمثل اضعاف ما كان يتوقع ! لقد استغل سماحة الحكومة فى سعيها الدؤوب لحلحلة المشاكل والتعقيدات السياسية التى تواجهها فأجاد اللعب على حبل المناورة وارغمها على الاعتراف به كتنظيم له ما عليها من حقوق وطنية ، فى الوقت الذى يعلم فيه القاصي والداني انه لا اكثر من حصان طروادة الذى تتستر من خلفه الايادي الاجنبية التى تطمح للعبث بأمن واستقرار السودان .
عبد الرحيم محمد سليمان
النيلين
[/JUSTIFY]