كفاكم .. شرطتو عينا !!

كفاكم .. شرطتو عينا !!
بينما كنت اتجول في ذات نهارية بين القنوات، استوقفني الفضول امام قناة الـ ام بي سي الاولى، وكانت تبث وقتها برنامج خبيرة التجميل اللبنانية جويل مارتنيان ..
حقيقة كلما قادتني صدفة الحوامة بين القنوات لحوش (بت مارتنيان) توقفت عندها .. المرة دي شديدة شدة الحرامي !! غايتو عندها من المعينات السحرية وعون بيوتات التجميل ما يجعلها قادرة على تحويل فسيخ (درشة) الحرّوم وما تفعله سنين ا
لخدمة الطويلة بوجوهن واجسادهن الى شربات، وما ذاك السحر الا نتيجة لفعايل حكحكة الكشكة وصنفرة القشف وتلميع الاسنان، مع شيء من التزوير في الملامح الرسمية بواسطة النفخ واللصق والشفط التي تمارسها على اليائسات من النساوين، ممن يسعدهن الحظ بفرصة المشاركة في البرنامج، بما يتيح لهن عمل (عمرة كاملة) لتجديد الشباب وشحذ الهمم وتصليح النفسيات .. بالمناسبة كلمة (الكشكة) تطلق على تراكم الجلد الميت على الوجه والاطراف، أما (القشف) فهو طبقة قاسية سوداء تغطي الوجه نتيجة الجفاف والتعرض للهواء البارد دون الاستعانة بمرطبات .. أها قصّرنا ؟ يقصّر الملح !!
ما علينا، نرجع لمرجونا الاولاني وهو مصادفتي لوجه سيدة سودانية يطل عبر برنامج جويل .. سيدة اربعينية متزوجة !! عرفتها سودانية رغم محاولتها التحدث باللهجة اللبنانية وتعثرها بـ درّاب الكلمات الدارجية التي لم تسعفها الذاكرة بالوصول لما يعادلها من اللهجة اللبنانية .. لمجرد رؤيتي للسيدة وهي تحكي عن حالتها وسبب مشاركتها في البرنامج وما تطمح أن تغيره بها اصابع جويل السحرية، شعرت بالقلق والململة وهيأت نفسي لتقبل كسفة وشرطة عين جديدة، على شاكلة ما تفعله بنا مشاركات اخوتنا واخوانا السودانيين في برامج الترفيه على القنوات العربية .. الله يعلم الحكاية دي بقت تعمل لينا حالة نفسية عديييل !!
بالجد وشوش نفسياتنا لم يتبقى فيها مزعة لحم من شدة الاحراج .. واحدة مسافرة من هنا للـ (ارب ايدول) عشان أمها قالت ليها صوتك حلو !! وسوداني (متميكل .. عامل فيها مايكل جاكسون) يتبرأ من سودانيته فيقول للجنة التحكيم في (اراب قوت تالنت) أنه ليبي المولد مصري الأم وسوداني الجنسية .. قالوا القرعة بتتعاجب بي شعر بت اختها، صاحبنا بتعوجب بجنسية أمه المصرية وميلاده في الاراضي الليبية، وخجلان يقول ببساطة انه سوداني مع أن اغلب الشعب السوداني لو استفتوه لتبرأ منه دنيا وآخرة، كلو كوم وعازف هارمونيكا يبرع ويبدع في العزف بواسطة أنفه !! مع ان دخوله للمسرح على وقع (ازيكم) ايقونة الفن السوداني عند العرب، إلا انه كان بيمرق الهارمونيكا من خشمو ويختها في نخرتو، مع انو الحركة دي لما يعملا شافع صغير بيضربوهو في يدو ويقولو ليهو كي كخ .. كان ممكن يجيب آلتين واحدة للانف وأخرى للفم !!
بالعودة تاني للسودانية المشاركة في برنامج جويل، كانت محاولة المسكينة التحدث باللهجة اللبنانية كحجلة الغراب الذي فكر ان يقلد مشية الطاؤوس فغلبته وعندما حاول العودة لمشيته الاصلية نساها وظل ينطط ويحجل لـ الليلة .. مع انو السيدة كانت لطيفة وفيها مسحة من جمال سوداني وكان يمكن ان تظهر بثوبها وتعكس اناقتها السودانية، وتكون سفيرة نوايا حسنة تغسل بطلتها شيء من الصورة المشوهة التي دأبت الدراما العربية والمصرية على ان تعكسها عنا .. وكان يمكن ان تتحدث بلهجة سودانية معتدلة تكون مفهومة لمشاهدي البرنامج وتعكس هويتها لكن نقول شنو ؟!! .. ما شايفين ناس هيك ما بدي وناس برشا برشا يا مدلل .. من المغرب للخليج ما شفنا زول بيتعقّد من لهجته ويحاكي غيرها غيرنا نحنا .. هديك جواهر متمصرنة وعاملة لينا فيها بت امنحتب الثالث .. غايتو وجع قلب والسلام !!
باختصار، منذ تفتق الذهن العربي بفكرة تقليد برامج مسابقات المواهب والغناء الغربية وعربنتها، ونحن في حالة انحراج وكسفة ما منظور مثيلا من مشاركات السودانيين في مثل هكذا مسابقات .. الغريبة ان كل من فكر في المشاركة فيها أول ما يفعله محاولته التنصل من سودانيته والظهور بمظهر المتعورب كحال الشاب السوداني راقص الهيب هوب الذي شارك في البرنامج بصفته اماراتي .. المشتهي حن الطير اليطير !!
يا اخوانا رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ثم ثانيا والله أن العزة كل العزة في سودانيتنا ومن بحث عنها عند غيرنا أزل نفسه وأزلنا معه .. كفانا يرحمكم الله .. عينا انشرطت لمن لاقت الاضان !!

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

Exit mobile version