الجارديان تكشف تفاصيل جديدة .. هل ينقذ تمثال “أبولو” البرونزي حكومة غزة من أزمتها المالية ؟!

[JUSTIFY]كشفت صحيفة “الغارديان” عن ان التمثال التائه منذ قرون وهو برونزي الشكل كان يعتبر “اله الشمس” عند اليونانيين القدماء ويدعى “ابولو” ظهر فجاة على شاطئ بحر غزة قبل شهور.ووفقا للصحيفة فان الشرطة الفسطينية قد تحفظت على التمثال وافادت بانها فتحت تحقيق في الامر.

وتفيد الصحيفة ان هذا التمثال الكثير جذب الكثير من علماء الاثار من حول العالم الا ان الشرطة في غزة لم تصرح متى سيعود هذا التمثال الى الظهور او حتى اين يمكن ان تعرضه.

وتشير الجارديان الى ان صياد محلي من غزة قال بانه استخرج التمثال الذي يبلغ وزنه 500 كيلوغرام من قاع البحر في اغسطس السابق و نقله الى منزله على متن عربته التي يجرها حماره, دون ان يعلم اهمية ما تقتنيه يداه.

وبينت الصحيفة الى ان التمثال ظهر بعد عرض للبيع على موقع “إي باي” بمبلغ يساوي 500,000 دوﻻر و هو سعر بخس جدا مقابل قيمته الحقيقية, الا ان الشرطة في غزة صادرت التمثال لاحقا و اخفته عن الاعين و صرحت انها تعمل بعض التحريات بشانه.

و حتى اللحظة فلم يستطع علماء الاثار من وضع ايديهم على هذا التمثال و من سوء حظهم فكل ما حصلو عليه من هذا التمثال المكتمل و السليم لاله الشمس “ابولو” هي بعض الصور و هو ملقى بشكل غريب على ملائة تملاها صور السنافر.

وتقول تقديرات العلماء الى ان هذا التمثال يعود للقرن الاول او الخامس قبل الميلاد حيث يبلغ عمره على الاقل 2000 عام.

وفي سياق متصل يقول جان ميشيل دي تراغون “انه شيء فريد, احس انه لا يقدر بثمن ان الامر يبدوا كما لو ان الناس يسالون كم سعر الموناليزا في متحف اللوفر, انه من شديد الندرة ان نجد تمثال ليس من الرخام او الحجر بل من المعدن.

ويضيف: “ان من حالة التمثال فيظهر انه كان مكشوفا في الارض و ليس في الماء “هذا لم يتم ايجاده على شاطئ البحر ولا في البحر انه نظيف جدا, لهذا فقد وجد على الارض و هو جاف مشيرا الى ان الصور تبين ان التمثال لا يحتوي اي تشوهات او تاثيرات من “التلوث” تظهر للتمثال اذا كان مخمورا بماء البحر.

و يسرد جودت غريب الصياد الفلسطيني 26 عاما قصة اخرى, حيث يقول انه وجد شيء على هيئة انسان يظهر في المياه الضحلة على شاطيء بحر غزة على بعد 100 من الشاطئ شمالي الحدود المصرية.

ووفقا للصحيفة: “في البداية ظن انه جسد احرق بشدة و لكن عندما غاص لينظر اليه عن قرب عرف انه تمثال فانتشله مع اقربائه خلال اربع ساعات سحبوه خلالها الى الشاطئ.

يقول غريب “اشعر و كان الله ارسله لي كهدية حالتي المادية صعبة جدا و انا انتظر مكافئتي.”

وتشي الصحيفة الى ان ام الصياد جودت كانت غير مرحبة برؤية التمثال العاري “للاله ابولو” يدخل بيتها حيث طلبت منهم ان يغطوه ,وفي هذا الصدد يقول غريب”قالت لي والدتي بينما نظرت اليه (يالها من فضيحة جلبتها معك).

التمثال الذي فقد الوانه سوى الاخضر و البني يصور “الاله ابولو” الشاب الرياضي الذي يقف على قدميه مع ذراع ممدودة و كفه للاعلى.

التمثال يملك شعرا مجعدا و عينات تحدقان بجدية للامام, بينما تبدوا احدى عيناه مفقودة.

يقول غريب انه قص احد اصابع التمثال لياخذه لخبير معادن ظنا منه انه مصنوع من الذهب في حين قطع احد اخوته اصبعا اخر من دون علمه ايضا ليتحقق بنفسه.

وتنوه الصحيفة الى انه قام بعدها احد من افراد العائلة و ينتمي لحركة حماس بتولي مسؤولية هذا التمثال و حيث عرض بعدها على موقع “إي باي” حيث كان يقال للمشترين انه بامكانهم الحصول على التمثال من غزة.

و يبدوا هذا سهل القول لا الفعل حيث ان غزة معزولة عن العالم الخارجي حيث يفرض كلا من مصر و اسرائيل سيطرة شديدة للوصول اليها.

و حتى حينها لم يكن من الواضح اذا ما كان هناك مشترٍ محدد, حيث ارسلت الشرطة الفلسطينية مجموعة من شرطة الاثار لمصادرته وفتحت تحقيق في الامر.

وبحسب الصحيفة: تقول وزارة السياحة في غزة ان التمثال لن يعرض للعامة حتى يكتمل التحقيق الجنائي حول من كان يحاول بيع هذا التمثال.

و يقول احمد البرش مسؤول في الوزارة انه وعد الصياد غريب ان يعطيه مكافئة حينما يتم حل القضية.

واضاف البرش: “انه كنز ثمين, و اكتشاف اثري مهم” و اعرب عن ان الوزارة تنوي ترميمه و عرضه في غزة.

و يضيف: لقد اتصلت بنا مؤسسات دولية حيث عرضت ان تساعدنا في عملية الترميم, اضافة الى ان متحفا في جينيف و متحف اللوفر بفرنسا طلبا استاجار التمثال لعرضه.

و كما أكد غريب “للجارديان”: ان البرش يقول ان التمثال وجد في البحر, بينما يقول جان انه لمن الضروري معرفة مكان اكتشافه الحقيقي.

مشيرا الى ان هناك حضارات عمرها اكثر من 5000 عام مدفونة تحت رمال غزة التي حكمها الفراعنة و الفلستيون و الرومانيون و البيزنطيون و الصليبيون.

واضاف: الاسكندر الاعظم حاصر هذه المدينة و زارها قيصر روما “هادريان” الا ان علماء الاثار المحلييون يملكون خبرات ضئيلة جدا للبحث و التنقيب فيها و المواقع الاثرية المدفونة فيها.

و في هذا الصدد يقول جان ان تمثال “الاله ابولو” ما كان ليكون موجودا بمفرده ما يعني ان معرفة مكانه هو مجرد طرف خيط لمعرفة حقبة تاريخية “التماثيل في ذاك الزمن كانت توضع في المجمعات السكنية في المعابد و القصور.

مؤكدا: “اذا كان موجودا في معبد فمن المؤكد انك ستجد باقي القطع الفنية في ذاك المكان, لدي شعور بانهم يمكنهم العثور على المزيد و المزيد من القطع الاثرية المرتبطة بهذا التمثال و هذا شيء عظيم.

هل سيخرج التمثال حكومة غزة من ازمتها المالية ؟
في سياق منتصل وبين مقولات كثيرة طالت الصياد نفسه بأنه أخذه حصة كبيرة من المال أو تنازل عن هذا التمثال مقابل وظيفة، وأخرى طالت حكومة غزة بأنها سوف تبيع هذا التمثال لحل أزمتها المالية يؤكد المسئولين في غزة أنهم سيلتزمون بالقانون الذي يجرم بيع الآثار، وسيمنحون مكافأة لمن يثبت أنه قام باكتشاف التمثال وذلك عند الانتهاء من التحقيقات .

الاقتصادية في التقرير التالي تقف على إمكانية تأجير هذا التمثال وأثر ذلك اقتصاديًا على قطاع غزة .

ينتاب الصياد الفلسطيني جودة غراب 26 عامًا قلق شديد جراء جهله لنصيبه المالي في التمثال البرونزي الذي وجده ، فحتى يومنا هذا لم تتواصل أي جهة رسمية معه بينما لا يكف الصحفيون عن إجراء العديد من المقابلات الصحفية معه بعد حصولهم على صورة لتمثال من وزارة الداخلية .

يقول غراب لـالاقتصادية : حتى الآن لم يتحدث معي أحد بخصوص حصتي المالية، لكن يجب أن يتم ذلك فهذا حقي، أطالب بحقي الشرعي بنسبة معينة .

ويستغرب غراب من اعتباره مخالف للقانون لأنه لم يسلم التمثال لجهة رسمية مباشرة، ويوضح أنه سلم التمثال مباشرة لجهة تنظيمية قادرة على تسليمه للحكومة.

وينزعج غراب كثير من إطلاق المواطنين لعدة شائعات بأن التمثال ذهب وأنه باعه وحصل على مبلغ طائل نظير ذلك، أو أن الحكومة عرضت عليه مبلغ من المال ومنحته وظيفة مناسبة له مقابل التنازل.

ويعي غراب جدًا أن هذا التمثال حق لدولة، لكنه يريد أيضًا أن يقدر أنه هو صاحب التمثال فهذا سيشجع المواطنين على الكشف عن أي شيء يجدونه من الآثار .

يمكن تأجيره

كنز ثمين وكشف أثري دفع المؤسسات الدولية للاتصال بوزارة الآثار والسياحة بغزة لعرض المساعدة في عملية الترميم، بينما قدما متحفاً في جنيف واللوفر في باريس عرضا لاستئجاره.

رئيس دائرة الآثار في وزارة السياحة والآثار في غزة، أحمد البرش ينوه إلى أن وزارة الداخلية الفلسطينية في طور الانتهاء من ملف التحقيقات العامة في قضية التمثال ومن ثم سيتم تسليمه لوزارة السياحة والآثار كونها جهة الاختصاص والعاملة في هذا المجال.

وبين أنه في حال استلام هذه التمثال من وزارة الداخلية سيتم عمل ترميمات عاجلة وسريعة له، لأنه يحتاج إلى عمل ترميم وصيانة بشكل عاجل وسريع .

ويأسف البرش إلى أن الصياد قام بالتصرف به لجهات أخرى، بعد أن حاولوا معرفة نوع معدنه فقاموا بقطع أصبعين من أصابعه وإزالة عينه اليسرى ، مشيرا إلى أنه تم التصرف فيه بطريقة غير شرعية وغير قانونية من قبل هذا الشخص .

ويقول البرش إن قانون الآثار القديم يجرم كل من يحاول بيع أو تهريب أو تخريب أو طمس المعالم الأثرية أو القطع الأثرية في قطاع غزة .

ويرد البش على الاتهامات بأن الحكومة بغزة ستبيع هذا التمثال بالقول : هناك قانون يتم تطبيقه في الأراضي الفلسطينية وعلى الحكومة والمواطنين العمل وفق هذا القانون ، ويواصل القول : الآثار لا يمكن بيعها لأنها تاريخ مشرف للقضية الفلسطينية ، والبيع طريقة غير شرعية ولا يمكن للحكومة أن تقوم بهذا.

أما عن إمكانية تأجيره فيقول البرش : القانون يجيز عملية الإعارة أو التأجير لمتاحف عالمية لكنه لا يجيز عملية البيع .

ويعد البرش الصياد بأن يحصل على مكافأة بعد أن تحسم المسألة، مشيراً إلى أن هناك مؤتمر يليق بهذا الحدث العالمي سيتم في حالة الانتهاء من أمور التمثال .

ا لتأجير ايجابي

منذ عشرات السنين و قطاع الآثار الفلسطيني يتعرض لنهب ، وهذا حدث أثناء فترة الاحتلال لقطاع غزة ، كما أن هناك عشرات القطع الأثرية الموجودة في المتاحف الإسرائيلية وكممتلكات خاصة ، وهنا يعقب الخبير الاقتصادي عمر شعبان أنه حتى في بيوت غزة يوجد بعض الآثار رغم أنه لا يحق لأي فرد فلسطيني مهما كان أن يمتلك أو يستحوذ أو يكون لديه حرية التصرف في الآثار الفلسطينية ، ونوه بالقول :هذه شيء مرفوض ويحاسب عليه القانون.

ويشدد شعبان على أن هذه الآثار هي ملك لشعب الفلسطيني ، للأجيال الحاضرة والقادمة منه ولا يحق لأي نظام سياسي أن يتصرف بهذه الآثار التي لا تقدر بثمن .

أما فيما يتعلق بإمكانية تأجير هذا التمثال لتخفيف الأزمة المالية، فيري شعبان أن هذا التأجير يجب أن يكون ضمن اتفاقيات رسمية وضمن شروط عدالة تضمن للمجتمع الفلسطيني استعادة هذا التمثال في الوقت المناسب ، كما يجب أن يكون هناك خبرة فنية في تقدير السعر ضمن مناقصة عامة أو مزاد علني عبر الانترنت تشارك فيها عشرات من المتاحف والحكومات المعنية بالتأجير مزاد علني للحصول على اكبر سعر، مشيرا إلى أن هذا ايجابي لحد ما لفك الأزمة الاقتصادية الفلسطينية .

ويؤكد على أهمية إعادة طرح موضوع تخصيص مبلغ مالي لمن يجد آثار بشكل قانوني ورسمي ، مضيفا أنه يفترض أن يكون هناك تشجيع للمواطنين لتسليم الآثار أو إدلاء عنها وهذا موجود في العالم حيث تحدد نسبة من المال لمن يجد آثار ويسلمها ، وختم بالقول: يجب سن قانون يلزم المواطن ويشجعه لتبليغ عن أي مقتنيات أثرية .

دنيا الوطن

[/JUSTIFY]
Exit mobile version