احمد الشريف : الحمار هذا الحيوان النبيل!!

[JUSTIFY]ومررنا في طريق عودتنا من مدينة الصفوة بأم درمان ونحن «شلة» من الصحفيين.. كنا في افتتاح المدينة التي شرّفها الرئيس البشير.. مررنا بسوق الحمير بدار السلام.. فأخذني الخيال فغرقت في عالم الحمار.. هذا الحيوان.. الذي ظل له وجود في الخارطة الأرضية.. فالحمار المظلوم من الإنسان.. ظلت صفة «الغباء» صفة أطلقها عليه الإنسان فالتصقت به.. بينما في واقع الحال.. إنه ليس «بليداً» ولا غبياً.. بل هو حيوان «صبور» وله قدرة على تحمل المشاق.. فالحمار من الحيوانات التي جاء ذكرها في القرآن «وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً».. فإن كان كلب أهل الكهف رفيقاً للفتية الذين آمنوا بربهم.. فإن حمار «العزيز» الذي أماته الله مائة عام.. كان مطية ورفيقاً للرجل الصالح «العزيز».. فالحمير توجد في أي دولة في العالم وسيلة تستخدم في أغراض النقل والزراعة.. فحتى البلدان التي بلغت درجة من التقدم التكنلوجي.. لم تتخلَ عن الحمار.. ولم يرحل الحمار منها.. فالولايات المتحدة الأمريكية.. ودول أوروبا الغربية.. والصين وروسيا وغيرها ما زال الحمار له وجود في خارطتها.. ففي كل القارات يوجد الحمار.. يستغله الإنسان.. في السلم. وفي «الحرب».. كوسيلة نقل.. وأكثر القارات تواجداً بها قارة إفريقيا.. وفي إحصائية للحمير «عالمياً».. فالسودان يمتلك حوالى «44» مليوناً.. أي أن 17% من هذا الحيوان النبيل يوجد في السودان.. فالحمير توجد بعددية أكبر في المناطق الريفية.. وسيلة لنقل الإنسان.. ولنقل الماء وأغراض الزراعة.. فالولايات التي بها أعداد كبيرة من هذا الحيوان.. هي ولايات كردفان ودارفور والقضارف.. وهناك مناطق أخرى متفرقة في ولايات السودان بها أعداد مقدرة منه.. هي الجزيرة المروية.. والقضارف.. والنيل الأزرق.. وحيث ما وجدت زراعة بمساحات واسعة زادت أعداده.. والحمير أنواع.. ومنها ما هو ضخم وقوي وسريع.. ومنها ما هو عكس ذلك.. فحتى المدن الكبيرة.. للحمار فيها وجود.. فأظن الخرطوم العاصمة.. يشكل الحمار وسيلة نقل هامة.. فهو «القاطرة» لعربات الكارو.. المنتشرة في أسواق العاصمة وشوارعها.. وحواريها.. «فالحمار حيوان يتحمّل المشقة وصبور.. كما قلت.. فهو ليس غبياً.. ولو كان غبياً لما كان «حمار الخُرج».. الذي ينقل الماء.. يسير بدون صاحبه.. فهو أدرى بالطريق والدرب الذي يمشي عليه.. وأعرف أن «بعض» مهربي «القات» في اليمن يستخدمون الحمار.. في إدخال «القات» إلى السعودية داخل «لبد» تُوضع على ظهر الحمار.. يعني طيارة بدون طيار.. فللحمار عند بعض الشعوب مكانه ففي المملكة المغربية.. وفي إحدى قراها.. يقام سنوياً مهرجان للحمير.. وتعطى جائزة لأفضل حمار.. فإن كان الشعراء.. يرون في وجه الحمار قبحاً.. لكنهم تغزلوا.. بعيون حمار الوحش.. الذي هو نوع من أنواع الحمير.. وإن تميزت بالخطوط التي على أجسادها.. ولك عزيزي القارئ.. أن تتمعن عين الحمار في اتساعها.. ويظهر جمالها.. في أن «أعين» الحمير .. «مكحلة» «كُحل طبيعي».. ولأنه حيوان مفيد.. لهذا الإنسان الجحود.. فإنه باق معه.. وبعالمه في خارطة الكرة الأرضية له أسواق كنشاط اقتصادي.. وله بشر يحترفون مهناً مرتبطة به.. فهناك «حلاقين للحمير».. تجدهم في أسواق الحمير.. و«أطباء محليون» يطببون الحمير.. «طب شعبي» يقابله «طب حديث».. يمتهنه «بياطرة» طب الحيوان.. فعفواً الحمار الحيوان الوفي الصابر.. على جحود أبناء آدم.. فكم أنت نبيل ومسامح.
وقال أحد الشعراء على لسان حمار «لو أنصف الدهرُ يوماً.. لكنت أركبُ لأن جهلي بسيط وجهل صاحبي مركبُ».

صحيفة الإنتباهة
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version