و تلقت (أخبار اليوم) اتصالات من عدد من الولايات من مواطنين يشتكون من ارتفاع أسعار الغاز و انعدامه و استطلعت الصحيفة أصحاب محال ووكلاء توزيع من تلك الولايات بينوا من خلاله أسباب ارتفاع أسعار غاز الطهي التي حصرها أغلبهم في تكاليف الترحيل و ارتفاع أسعار الغاز من الشركات .
نيالا .. ارتفاع غير مسبوق
ومنها أفاد عبدالرحمن قمر الدين – مواطن – بارتفاع كبير في أسعار الغاز مؤكدا وصول سعر الأنبوبة في بعض الأوقات إلى 120 جنيه محملاً أصحاب محلات التوزيع مسئولية الزيادة الكبيرة في الأسعار ، وقال إن حكومة الولاية ظلت تراقب ما يحدث من تلاعب في هذه السلعة المهمة دون أن تحرك ساكناً مما جعل أصحاب المحال يضعون ما شاءوا من زيادات في الأسعار .
و قال قمر الدين إن سعر الأنبوبة في القرى يقارب ضعفه في مدينة نيالا و الغريب أن المواطن يشتريه و لم يحدث أن قاطع المواطنون الغاز أو تخلوا عن شرائه . و أضاف : إن سوق الغاز أصبح فيه سماسرة ووسطاء و أنا شخصيا لا أصدق أن السبب يرجع إلى زيادة أسعار الترحيل و تكاليفه فالزيادة في الأسعار أكبر من التكاليف . وأكد قمر الدين انعدام الغاز خلال الأسبوع الماضي في ضواحي ( بلبل ) ومناطق متفرقة من ( رهيد البردي ) . وقال إن إن الأزمة ما زالت قائمة في العديد من القرى و الفرقان ، ودعا حكومة الولاية للتدخل و ضبط السوق و توفير الغاز و الإشراف على توزيعه بنفسها حتى لا يتضرر المواطن و يصبح تحت رحمة الوكلاء و الموزعين .
و في ختام حديثه للصحيفة أكد قمر الدين أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت ندرة وانعداماً في الغاز ومن ثم صعدت الأسعار إلى مستوياتها الحالية .
وقال إبراهيم يحيى عبدالكريم – صاحب محل توزيع غاز بسوق نيالا : إن الزيادة في أسعار أسطوانات الغاز تأتي بسبب ارتفاع تكاليف الترحيل و الزيادات المفروضة من قبل الشركات ، و أضاف : حاليا سعر الأنبوبة 120 جنيه وهو مبلغ يراه المواطن كبيراً و خرافيًا و لكنهم لا يعلمون كم يكلف ترحيله حتى يصل الي هنا ، ففي اعتقادي أن السعر ليس كبيراً و الحدود التي وصلها حالياً إذا نظرت لأسعار الغاز في العاصمة في فترات سابقة فمعدل الزيادة هو نفسه و لكن المواطن حالياً يرى أن الزيادة فوق طاقته لتتصاعد الشكاوى على نحو ما يحدث الآن .
و قال إبراهيم مع كل أسطوانة تخرج من المحل نسمع آلاف الاتهامات و العبارات الاحتجاحية و هذا لا يريحنا كوكلاء و أصحاب محال توزيع و نعلم تماماً معاناة المواطن ، فصاحب المحل يمكنه الاتجاه لأي مجال آخر و لكن هل ذلك سيجعل الأسعار تنخفض أو تتراجع ؟
و قال إبراهيم : إن حكومة الولاية يمكن أن تتدخل بدعمها لعملية الترحيل و تخفيف الرسوم على الوكلاء و أصحاب محال التوزيع و بالتالي يمكنها أن تتدخل لتحدد السعر أو توجه بحدود لا يتخطاها صاحب المحل ، و أضاف هنالك عامل مهم ينبغي وضعه في الحسبان و هو عامل عدم الأمان و الصراع الذي تشهده المنطقة فالبضائع حتى تصل إلى المدينة تحيط بها آلاف المخاطر و هنالك بضائع عديدة تفقد تماماً مما يحتم على أصحابها التعويض .
الفاو .. البيع خارج مراكز التوزيع
و تحدث منها قمر الدولة عبدالرحيم – مواطن – قال : إن سعر الأنبوبة يصل في بعض الأيام في فترات انعدامه إلى أكثر من 80 جنيها للأنبوبة و يتم بيعه بواسطة عربات ( بوكس ) وسط السوق أو في الأحياء . و قال قمر : هنالك أيام خلال الأسبوع يختفي فيها الغاز من المراكز التي تباع فيها الاسطوانة بـ 40 جنيها وهو السعر الرسمي و المعروف .
و أوضح قمر أن أسعار الغاز في القرى تصل إلى مستويات فوق طاقة المواطن ، وقال : هنالك مواطنون من بعض القرى يشترون الغاز بأي سعر يفرضه الوسطاء و السماسرة و أصحاب العربات التي تبيع في الأحياء و التجار الذين يبيعون في المراكز .
و طالب قمر الجهات المسئولة بالتدخل و توفير الغاز و حماية المواطن من السماسرة و أصحاب مراكز التوزيع
كوستي .. صفوف الغاز لأول مرة
و منها أفاد عمر التيجاني – مواطن – بوجود أزمة حادة في غاز الطهي قال إنها مستمرة منذ أكثر من شهر و أضاف : في تقديري أن السبب في الأزمة الحالية هم السماسرة الذين يقومون بالشراء من مراكز التوزيع و المستودعات و يبيعونها مرة أخرى . وقال عمر : أشتريت أسطوانة الغاز خلال هذا الأسبوع بمبلغ 90 جنيها و هو سعر لأول مرة تصله ، و أشار عمر إلى أن الأيام الماضية قد شهدت صفوفاً في الغاز لأول مرة ، وقال : إن إدارة البترول تبيع الأسطوانة بسعر 30 جنيها و لكن الكميات التي توفرها لا تكفي الواقفين بالصف فإذا كان عدد الذين ينتظرون 400 شخص فإن أكثر من 300 شخص عليهم الانتظار لأيام أخرى قبل أن يأتي الغاز .
و قال عمر : يتحجج أصحاب محال التوزيع بأن السبب في الزيادة هو ارتفاع تكاليف الترحيل و هو في اعتقادي سبب غير مقنع و غير منطقي لأننا نرى بأعيننا السماسرة وهم يشترون بأسعار في حدود 35 جنيهاً و يقومون بالبيع بأسعار تصل إلى 90 جنيها .
و تطرق عمر إلى أن هنالك تلاعباً في العبوات مشيراً إلى أن الكثيرين يشتكون من سرعة نفاد الغاز من الاسطوانات . وطالب الجهات المسئولة بمتابعة ما يحدث في غاز الطهي حتى لا يتضرر المواطن أكثر مما هو متضرر . وقال : إذا أرادت حكومة الولاية حل مشكلة الغاز فعليها مراقبة السماسرة و منع ممارساتهم و ضبط مراكز التوزيع .
سنار .. الارتفاع رغم الوفرة
و تحدث للصحيفة علي إلياس – مواطن – أكد ارتفاع أسعار غاز الطهي ، وقال : إن سعر الأنبوبة يصل في بعض الأحيان إلى 60 جنيها ، و أشار إلى أن أصحاب مراكز التوزيع يبيعون الأسطوانة بأكثر من 40 جنيهاً و يبيعونها لأشخاص يقومون بإعادة بيعها في الدكاكين في الأحياء . وقال : خلال الأسبوع الماضي انعدم الغاز في كل الأحياء و مع ظهوره ظهرت زيادة فيه و هي في رأيي زيادة مفتعلة يصنعها أصحاب محال البيع . و أضاف : الملاحظ أن الأسعار لا تتراجع من المستويات التي تصلها حتى إذا توفر كما يحدث في هذه الأيام .
و طالب إلياس الحكومة المركزية بالتدخل لحل مشكلة الغاز لأنه أصبح من الضرورات للمواطن و المتصلة اتصالا مباشراً بحياته ، و أكد إلياس أن أسعار الغاز في بعض القرى تصل إلى حدود 90 جنيهاً و رغم ذلك يشتريها المواطن .
و تحدث للصحيفة أيضاً من مدينة سنار خضر علوب – صاحب محل توزيع غاز – قال : حاليا الغاز متوفر و لكن هنالك مشكلة و هي أن البعض يشتري أكثر من حاجته لنفاجأ بعد ذلك أنه يباع في السوق بأسعار عالية تصل إلى أكثر من 80 جنيها رغم أن سعر الاسطوانة في المراكز لا يتعدي الـ 40 جنيها و هو السعر الرسمي و المعروف . و أشار الياس الي أن الأزمات يصنعها شراء البعض لكميات كبيرة لترحيلها إلى القرى التي لا توجد بها مراكز و لا تصلها عربات التوزيع .
و طالب خضر أصحاب محال التوزيع و الوكلاء بعدم البيع للبعض بكميات تجارية أو استخدام وكلاء في القرى حتى لا تحدث فجوات في غاز الطهي هذه السلعة المهمة.
صحيفة أخبار اليوم
ت.إ[/JUSTIFY]