بالنيل الأزرق.. دروس أخرى..!!

بالنيل الأزرق.. دروس أخرى..!!
** بزاوية نظر أخرى – وليست أخيرة – ننظر إلى مشروع تعلية خزان الرصيرص.. منذ بداية العمل بالمشروع، وإلى يوم الإعلان عن اكتمال العمل به، لم نسمع همساً شعبياً هناك .. همس بالتظلم منه أو بالتمرد عليه.. نعم بدأت وحدة تنفيذ السدود هذا المشروع الاقتصادي بمنتهى الهدوء، وأكملت كل مراحل العمل – بما فيها إعادة توطين السكان – بذات الهدوء.. لم يتظلم أحد، أو كما فعل – ويفعل – الأهل بالمناصير منذ خمس سنوات.. وكذلك لم يرفض أحد، أو كما فعل – ويفعل – الأهل بكجبار.. لماذا؟، وكيف حدث هذا؟.. فالأصل في أي عمل سوداني – تعميراً كان أو تخريباً – هو (الكوراك) و(تحكيم الحناجر)، و(تغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة).. أما الهدوء وتحكيم العقل والنظر إلى الأشياء بمنظار ما يصلح الناس والبلد، فقد كان – ولايزال- بمثابة (استثناء).. ولذلك نسأل: لماذا؟، وكيف حدث هذا الاستثناء في مشروع تعلية خزان الرصيرص..؟؟
** هناك حزمة أسباب مهمة، ومنها أن وحدة السدود استفادت من أخطاء سد مروي.. نعم، لقد شغلت نفسها بتنفيذ المشروع، وشاركت مع حكومة النيل الأزرق في بقية الأمور ذات الصلة بالمتأثرين، وشكلت بالمشاركة هذه (تنسيقاً مثالياً).. وللأمانة، ظلت حكومة النيل الأزرق – وكان واليها مالك عقار – حريصة على رعاية وحماية هذا المشروع.. وللأمانة أيضاً، نجحت حكومة النيل الأزرق في رعاية المشروع وحمايته بتوفير المناخ الملائم لفريق العمل.. إذ لم تحرض تلك الحكومة الولائية السكان ضد المشروع، أو كما فعلت حكومة ميرغني صالح بالشمالية – عبر المساجد – في مرحلة (دراسة التربة)، بلا تفكير عما يحدث مثل هذا التحريض.. وكذلك لم تقابل حكومة النيل الأزرق المشروع ومطالب المتأثرين به باللامبالاة ونهج (أنا مالي)، أو كما فعلت – وتفعل – حكومة نهر النيل مع الأهل بالمناصير.. بل، حكومة النيل الأزرق كانت مسؤولة وواعية – ومتجردة من الصراعات الشخصية والحزبية – عندما خاطبت المتأثرين بجدوى المشروع في حياتهم وحياة أهل السودان جميعاً..!!
** وبذاك الخطاب المسؤول وفرت حكومة النيل الأزرق مناخ العمل لوحدة السدود.. ولم تكتف بتوفير مناخ العمل، بل شاركت – بتنسيق كامل مع وحدة السدود – في كل مراحل الإحصاء والتعويض وجمع المساكن والأرياف وإعادة التوطين، وكل ذلك تم بسلاسة وبلا (ضرر أو ضرار).. وكثيرة هي المشاهد التي وثقت زيارات ولقاءات (أسامة وعقار)، لهذا المشروع والمشاريع المصاحبة.. بل وزير الكهرباء والسدود هو آخر مسؤول قابله مالك عقار قبل اشتعال الحرب.. كل تلك الشواهد وغيرها تؤكد بأن تباين الرؤى والأفكار السياسية بين المؤتمر والحركة لم يؤثر سلباً على مسار العمل بالمشروع.. فالكل هناك كان ولايزال يؤمن بأن الأفكار السياسية لساستها، بيد أن مشروع الرصيرص – والمشاريع المصاحبة – لكل أهل السودان.. وهذا هو الدرس الذي كان يجب أن يتعلمه بعض كوادر الحزب الحاكم بالشمالية قبل تنفيذ أجندتهم الذاتية تحت شعار (ح يغرقوكم)..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version