} كنت ضمن قائمة رؤساء التحرير التي اختارها مساعد رئيس الجمهورية البروفيسور “إبراهيم غندور” للسفر إلى “أديس أبابا” لتغطية ومراقبة المفاوضات مع قطاع الشمال غير أنني اعتذرت في وقت لاحق وسحبتُ جواز السفر من إدارة مراسم (القصر)؛ بسبب انشغالي بعزاء عمنا الراحل “مصطفى عمر مصطفى”.. تقبله الله بواسع رحمته مع الصديقين والشهداء.
} غير أنني أرى، سواء كنت في “أديس”، أو لم أكن، أن (تركيز) الأقلام والكاميرات والفيديو ناحية فندق “رديسون” مقر المفاوضات بالعاصمة الأثيوبية عملية (خاطئة) لا تقل فداحة عن (حالة الترقب) المصنوعة، لما سُمِّيت (المفاجأة) في خطاب الرئيس “البشير” للأمة السودانية من قاعة الصداقة، فإذا بالسودانيين كل السودانيين (يبيتون القوََا) من مفاجأة، بسبب فلسفة “سيد الخطيب” أحد مهندسي اتفاقية “نيفاشا” وعرابي الاتفاق الإطاري (نافع عقار)، وقد ظهر الرجل بالأمس في “أديس” لإنقاذ (الموقف التفاوضي)!! فتحسسوا مسدساتكم يا أهل السودان.
} ليس من مصلحة الحكومة (الإستراتيجية) ولا (التكتيكية) أن ترمي بكل ثقلها (الإعلامي) و(السياسي) في “أديس أبابا”، وكأنما توقفت عقارب الساعة، وتعطلت عجلات الفعل السياسي في “الخرطوم”، فلم يعد فيها شأن، ولا خطاب، ولا حدث، ولا تصريح، ولا اجتماع أهم من اجتماعات فندق “رديسون” وردهاته وغرفه المغلقة والمفتوحة!!
} لا ترموا بكل (بيضكم) في سلة واحدة، حتى لا يسقط كل هذا (البيض) على الأرض بركلة واحدة من قدم السيد “عرمان”!!
} ولهذا، وخلافاً لما يرى البعض، فإنه كان الأوفق ألا تُعلي الحكومة من قدر الجولة (الأولى) للمفاوضات على الأقل إعلامياً بانتظار ما تسفر عنه الجلسات المباشرة والأوراق التفاوضية، لتعلم أولاً هل ستمضي قدماً في هذا الاتجاه، أم تنسحب بهدوء إلى حين موعد آخر تهدأ فيه وتيرة المزايدات، وتضعف فيه إرادة ورغبة مقاتلي (التمرد) في مواصلة (التمرد).
} فالعودة (المحبطة) مرة بضم الميم وكسر الباء، ومرة بضم الميم وفتح الباء ليست عملاً إيجابياً، بل سلبياً (مائة بالمائة)، ولن تحسّنه بيانات محشوة بأمانٍٍ خضراء وتعهدات مكرورة من شاكلة: (يؤكد وفد السودان حرصه وإصراره على مواصلة التفاوض في جولة قادمة مع التمسك بخيار السلام كخيار إستراتيجي و…)!!
آخر سطر:
} كنت أظن أن الأستاذ “سيد الخطيب” لن تقوم له قائمة بعد خطاب الرئيس الشهير، ولكن يبدو أنه بـ(سبع أرواح)!!
} ويبدو أيضاً أنه لاعب (محترف) جداً.. يلعب في جميع (فرق) المفاوضات السودانية (اللانهائية)!!
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]