التذمر في قواعد الحركة سببه عدم تنفيذ (أبوجا)
توقيف رئيس الجمهورية من قبل الجنائية سيهدد الإتفاقيات
حركة تحرير السودان جناح مناوي والطرف الرئيسي في إتفاق أبوجا تثير أكثر من قضية على طاولتها هذه الأيام قبل أن تدفع بها إلى الشريك الرئيسي بعد الأحداث التي شهدتها منطقة مهاجرية في الأسابيع الماضية وغيرها من القضايا التي وردت في إتفاق أبوجا أهمها إكمال تنفيذ الترتيبات الأمنية، وللحركة أكثر من رأي حول هذه القضايا تناولها الدكتور الريح محمود نائب رئيس حركة تحرير السودان وتحدث عنها صراحة في إفاداته لـ(السوداني) عبر حوارها معه..
* لماذا رفضت حركة تحرير السودان المشاركة في مفاوضات الدوحة؟
حركة تحرير السودان هي من الحركات الاساسية الموقعة على اتفاقية ابوجا ومشاركتها من المفترض ان تكون تحت إحدى البندين، اما ان تشارك مع الحكومة باعتبارها حكومة وحدة وطنية وبالتالي هذه مسؤولية ان الاجندة توضع معا مع الحكومة، وان يتم النقاش والحوار حول النقاط التي إتفقوا عليها لكن ماحدث ان الحكومة وحركة العدل والمساواة تحاوروا وحددوا الاجندة ووصلوا إلى نقاط التفاهم وبعد ذلك وجهوا دعوة لحركة تحرير السودان للمشاركة.
اعتقد أنه من البديهي الا نقبل أن نكون (تمومة جرتق) وبالتالي إمّا أن تحترمنا الحكومة باعتبار أن هناك اتفاقاً مشتركاً وتجلس معنا لتحدد نقاط الاتفاق والاختلاف باعتبارنا حركة موقعة تأتي لتذلل الاحوال للطرفين، ولكن لايمكن ان نذهب مع الحركات بدون ان نعرف الاجندة ولا مع الحكومة دون أن نعرف أيضاَ الاجندة، وبالتالي من الأفضل أن نكون محايدين لتذليل العقبات بين الطرفين كما أن البديهي أن تذهب الحركة مع الحكومة اذا تم تشاور من الاول لان هناك اتفاقاً وقضية اساسية تناقش حول دارفور.
* هناك تذمر وسط قواعد حركة تحرير السودان بشأن أوضاع الحركة داخل الحكومة ويقول بعض أعضائها أنهم غير راضين لكونها مهمشة حسب رأيهم؟
ربما يكون ذلك وارداً.. احيانا توجد اوضاع غير مرضية لقواعد الحركة من الشكل الذي وصلت اليه الحركة فيما يتعلق بشكل الادارة والتفاهمات وبعض الاعمال غير المفهومة هذا يجعل التذمر وارداً، واعتقد ان التذمر اذا كان ناتجا من عدم انفاذ الاتفاقية فهذا حق لأن عامين من عمر الإتفاق كافيان ليروا ثمار الاتفاقية على الارض وبالتالي ليس التذمر من قيادات الحركة بل من اهل دارفور كلهم، واذا لم يشعر انسان دارفور بالاتفاق و تحرك بحرية ومارس نشاطه بحرية وإذا لم تكن هناك تنمية في دارفور لن يحس بطعم السلام في دارفور واذا لم يحدث كل ذلك فالتذمر وارد.
* منطقة مهاجرية التي شهدت أحداثا حرجة في الأسابيع الماضية هناك إتهام بأن حركة تحرير السودان إنسحبت وفتحت الباب امام العدل والمساواة لتدخلها هل هذا صحيح؟
انسحبت هذه غير وارد.. لان الإنسحاب يعني انك تنسحب قبل وصول القوة القادمة، لكن حدثت مواجهة ومات فيها عدد من هنا وهناك وطالما كانت هنالك مواجهة سيكون هناك منتصر ومهزوم، ان يتم انسحاب معنى ذلك يكون في اتفاق قبل دخول الطرف الثاني ويكون الطرف الأول قد اخلى المنطقة كما حدث بين العدل والمساواة والحكومة الآن.
* وفقاً لأبوجا فإن مهاجرية تابعة لحركة تحرير السودان، الآن الحكومة تسيطر عليها وذكرت أن الحركة ستطالب بها وإن لم تستلمها ستلجأ إلى خيارات.
* ماذا تقصد بهذه الخيارات؟
عندما تم التوقيع على اتفاقية أبوجا كانت هنالك مناطق مذكورة تابعة لحركة تحرير السودان منها مهاجرية وقريضة وعدد من المناطق على أن تكون منطقة مشاعة بدون مسميات إلى ان تكتمل الترتيبات الامنية، لكن حتى الآن الترتيبات الامنية لم تكتمل وصار وضع جديد.. صحيح ان حجة الحكومة بأنها وجدت حركة العدل والمساواة ودخلتها بعد طردها لحركة العدل والمساواة، لكن البديهي طالما ان الترتيبات الأمنية لم تكتمل نرى أن تسمى بمسمى الاتفاق إلى ان تكتمل الترتيبات الامنية وهذا هو الوضع الطبيعي وهذا اذا لم يحدث اعتقد ان الرأي هو رأي الحركة وهذا واحد من خطوات انفاذ اتفاق ابوجا ان تظل قوات حركة تحرير السودان في مواقعها واذا لم يحدث هذا اعتقد انه سيحدث خلل في الاتفاقية.
* هل طالبت الحركة رسمياً الحكومة بإعادة مهاجرية؟
نعم…
ماذا كان الرد؟
لم يتم الرد حتى الآن.. الحكومة تعتقد انها استردت مهاجرية من حركة العدل والمساواة وحتى الآن ليس هناك رد رسمي ولكن تصرفات الحكومة تشير الى أنهم لايريدون الإنسحاب من هذه المناطق.
* ماهي رؤية الحكومة بشأنها؟
سيظل وضعها هكذا إلى ما شاء الله.
* تحدثت عن خيارات ولم تذكرها صراحة؟
تحدثت عن الخيارات باعتبار أن الاتفاقية غير منفذة إذا كان الوضع الحالي مرضياً للطرف الآخر عليها أن تتحمل المسئولية.
* المحكمة الجنائية يفترض أن تصدر قرارا بشأن رئيس الجمهورية خلال الأيام القادمة وهناك شد وجذب ومخاوف من إحتمال حدوث تفلتات، وهنالك مخاوف بسبب إحتمالات حدوث بعض التفلتات وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول ضرورة أن تتصرف الحكومة بحكمة حين يصدر القرار كيف ترى الموقف؟
المبدأ الثابت عندنا عدم الافلات من العدالة.. لكن نحن ضد تسييس القضية مثل محكمة الجنايات الدولية نرى ان المشاكل حدثت وان الانفلاتات حدثت في دارفور ومات كثيرون نقول مؤسف جدا ان يطارد رئيس الجمهوية بهذه الكيفية ولكن دعونا نتساءل ماهي الأسباب..؟ لدينا قضاء مؤهل وكفء ومعترف به واعتقد ان القاضي السوداني اذا اتيحت له فرصة لن نعترف باي قاضي آخر يأتي من الخارج، اولا نرى ان يأخذ القضاء السوداني فرصته كاملا وبحياد وعدم اي تدخل من السياسيين وينظر إلى الانفلاتات التي حدثت في دارفور.. ثانيا مسألة التوقيف في الوقت الحالي نرى انها تهدد الاتفاقية نفسها وهذه لا يختلف فيها اثنان لان رئيس الجمهورية هو الضامن للاتفاقيات كلها (نيفاشا- ابوجا او الشرق- او حتى اتفاقية القاهرة) اذا حدث خلل اتمنى ان تكون هنالك حكمة في التعامل اذا تعامل الناس بالتهور سيؤدي ذلك إلى دوامة اخرى، أقول اننا نحتاج إلى حكمة وان هذه واحد من الابتلاءات التي تبين مقدرة اهل السودان للقيادة بصورة حكيمة، لكن اذا قدر الله وحدث لابد أن تكون الحكومة رشيدة في القيادة على اساس ان يخرجوا من هذا الابتلاء والمرحلة الخطرة إلى مرحلة اخرى لذلك نرى التوقيف في الوقت الحالي لا يؤدي إلى الاستقرار الحقيقي كذلك يجب التعامل بحكمة.
* تردد مؤخراً أن جيش الرب دخل بعض مناطق دارفور تحديداً منطقة أم دافوق ما هي حقيقة الأمر؟
هذه معلومات احيانا تطرح هنا وهناك لكن اذا اردنا ان نعمل دراسة لجيش الرب هو جيش يوغندي وان ابناء دارفور لديهم مطالب معينة ومآخذ معينة تجاه السلطة، وجيش الرب هو معارضة لدولة اخرى لا توجد علاقة تربطهم الا اذا قيل ان ذلك في الجنوب وهذا معقلهم وهي منطقة مجاورة بالنسبة لهم لكن في دارفور لا أعتقد أن هناك هدفاً اساسياً يجمعهم حتى يأتوا إليها ليس لدى معلومات بالتفصيل عموما لا يوجد لها مبرر واضح ولا توجد علاقات قبل ذلك وليس هناك تمهيد لها وبالتالي فإن جيش الرب لن يدخل من غير تمهيد لذلك اعتقد انها ضرب من ضروب الاشاعات.
* ربما تكون هنالك علاقة بين إحدى الحركات وجيش الرب؟
حتى ولو كان ذلك صحيحاً هناك حركات أخرى لا تريدهم أن يأتوا الى دارفور بالطبع ليس هناك دافع.[/ALIGN]