ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻧﺼﻴﺐ، ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ ﺃﻧﻲ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﻻ ﺃﺭﺿﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺮﺟﻞ ﻏﻴﺮﻱ، ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺤﻨﻲ ..
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ. ﻓﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ – ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ – ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻖ ﺗﺰﻭﻳﺠﻚ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﻗﺎﻝ “ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻮﻥ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﻓﺰﻭﺟﻮﻩ؛ ﺇﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﻛﺒﻴﺮ ” ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻚ ﺃﻭ ﺧﻠﻘﻚ ﻓﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺰﻭﻳﺞ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﻨﻚ؛ ﺣﺬﺭﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﻧﺼﺤﻚ ﺑﺄﻣﻮﺭ :
ﺃﻭﻟﻬﺎ : ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻭﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﻘﺪﺭ، ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺨﻄﺌﻚ، ﻭﻣﺎ ﺃﺧﻄﺄﻙ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺼﻴﺒﻚ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻮﻙ ﺑﺸﻲﺀ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻌﻮﻙ ﺇﻻ ﺑﺸﻲﺀ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ
ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ: ﺃﻥ ﺗﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺸﻔﻌﺎﺀ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺨﻄﺄ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﺬﻛﺮﻭﻩ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺮﻋﻮﻱ ﻋﻦ ﺗﻌﻤﺪ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﺑﻨﺘﻪ
ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ: ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺣﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﺄﻧﺖ ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﻦ، ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﻔﺮ ﺑﻔﺘﺎﺗﻚ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ، ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺒﺪﻝ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺇﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﻚ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺻﺒﺮﺍً ﻭﺗﺨﺸﻰ ﺍﻟﻌﻨﺖ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﻊ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻓﻼ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺷﺮﻓﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻰ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ