أجيال تطمح للنهوض من الأرض

[JUSTIFY]التعليم في ولايات غرب كردفان معاناة لا تلوح لها نهايات.. قرى تفتقر لمؤسسات التعليم.. وأخرى تفتقد المدارس تماماً، ويهاجر أطفال الأساس من قرية لأخرى سيراً على الأقدام من أجل التعليم.. وقرى أخرى بها مدرسة واحدة ليس بها خدمات لا ماء ولا مراحيض ولا كراسي ولا كتب.. الفصول مبنية من القش الذي لم ينجُ من عوامل الطقس فتتاثر عيدانه وتتكسر وتتفرق، ويصبح التلاميذ يجلسون على الأرض يفترشون أحذيتهم تحت الشمس، ومع ذلك يدرسون عاماً ويتغيبون عاماً آخر ليجد غيرهم فرصة في الدراسة، إذ أن هناك شحاً في بناء هذه الفصول القشية… ضياع للوقت وإهدار لعمر الإنسان وبالتالي تأخير للتنمية والتطور، فكيف تصدقون أن الطالب عندما يتخرج من مرحلة الأساس إذا قدر له الاستمرار بهذه الطريقة يتخرج بعد 16 عاماً، وشاهدنا أيضاً خلال زيارتنا لولاية غرب كردفان برفقة حزب المؤتمر السوداني أطفالاً بأعمار مرحلة الأساس يعملون في كل شيء أفضلها بيع المياه ونقلها بعربات الكارو الى أحياء المحليات المختلفة.

أخيراً انتهت معاناة طالبات داخلية مدرسة غبيش الثانوية اللائي يزيد عددهن عن الثلائمائة طالبة في الداخلية، التي تقع داخل مباني المدرسة الواسعة المساحة التي شيدت من القش (كرانك) ليس بها أبواب أو شبابيك، ضيقة المساحة، لا تتجاوز 3*3 متر مكتظة بأعداد كبيرة من الطالبات يصل الى واقع 4 طالبات يتشاركن على سرير واحد.. الكرنك بكل كثافته بالتأكيد يفتقد الجو الصحي بجانب عدم وجود حماية من اللصوص، ووقاية من عوامل الطقس الشمس والبرد والمطر..

وسرد لنا رئيس المجلس التربوي بالمدرسة قصة اللص الذي تهجم على الداخلية قبل شهر وأثار الرعب والفوضى، وتمكنت الطالبات من القبض عليه وتمت محاكمته، ذاكراً أن المتهجم من المحلية نفسها، وقام ذات المجلس بمبادرة خاطب خلالها رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ عبد الرحمن راجياً منه الإسهام في حماية بناتهم، وبالفعل تمت استجابته للنداء في بناء عنابر وفصول ثابتة بالداخلية والمدرسة، وفوراً شرعت المهندسة حرم صديق عبد الله شمس في تحديد تكلفة البناء ووضع الخرط، مما جعل العمل ينتهي في وقت وجيز، وسردت لنا حرم كيف تركت منزل أسرتها بالنهود وانتقلت الى غبيش، لتقيم مع إحدى الأسر حتى تتمكن من الإشراف على العمل وضمان انتهائه سريعاً، وبالفعل تم تأسيس 4 عنابر بمساحة 9*6 متر للعنبر الواحد، بجانب فصلين بمساحة 5*8 متر للفصل الواحد، ومكتب للمدير بمساحة 5*5، وادخال الكهرباء وتركيب المراوح والإنارة داخل المباني الجديدة التي زادت تكلفتها عن 400 مليون جنيه.

وطالب الشيخ الحكومة من خلال الاحتفال الكبير الذي نظمته إدارة المدرسة ومجلسها التربوي أن تصلح حال التعليم وتعطيه أولوية، تقليلاً للفاقد التربوي.. معتبراً أن ما يحدث في مدارس ولاية غرب كردفان ما هو إلا نتاج للأزمة السياسية التي يعاني منها السودان، مما انعكس سلباً على المؤسسات التعليمية وجعلها لا تليق بالإنسان وكرامته، حاثاً إياها تمليك المدارس كنباً للإجلاس حتى تنمو أجيالنا مرفوعة الرأس ولا تجلس أرضاً كي لا تكون بها نهاية طموحاتهم..

وأبدى الشيخ تضجره من النظرة الاقصائية التي قال إن الحكومة تعامل بها السياسيين والخيرين وعرقلة جهودهم في الإسهام في تنمية البلاد، وتقديم العون لمن يحتاجونه ومعاونتها في تكملة قصورها.. وزاد الشيخ بل أن هناك معتمدين (حلفوا طلاق) بعدم دخوله (ضيعاتهم) وأردف محلياتهم واصفاً معتمد محلية غبيش النور ابراهيم كبير بالرجل المعتدل ولم يقف في طريق مساهماتهم، وقال له بوضوح إنه لن يمنع أحداً من تقديم المساعدة للمحلية اياً كانت صفته السياسية، وذكر له أنه على استعداد لمغادرة منصبه إذا استدعى الأمر..

منسق التعليم الثانوي بالمحلية وممثل المعتمد محمد اسماعيل دعا الحكومة والمعارضة للعمل من أجل السودان ووحدته، فيما طالب مدير المدرسة السر آدم إبراهيم الخيرين ورجال الأعمال والسياسيين أن يتبرعوا من أجل تطوير المحلية ومدارسها.

صحيفة آخر لحظة
تقرير : أميمة عبد الوهاب
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version