——
دواعي القرار
بالنظر لاداء الحج بالسودان نلحظ أن خدماته كثيراً ما تصاحبها بعض السلبيات ففي كل عام يشتكي الحجيج من اخفاقات سواء على مستوى الخدمات أو اداء الاجراءات نفسها..
فمعاناة الحجاج تبدأ منذ بداية التقديم للحج حيث يعلن عنه في وقت متأخر لا يتناسب مع طول الاجراءات ويغلق في زمن وجيز لا يمكن العديد من الراغبين في الحج من التقديم فتضطر الجهات المعنية إلى تمديد الفترة عدة مرات فتحدث الربكة فينفتح الباب واسعاً امام سماسرة السوق السوداء وضعاف النفوس فتضيع احلام الحاج أدراج الرياح..
اما الذين حالفهم الحظ واستطاعوا الحصول على وثيقة الحج تبدأ معاناتهم مع الشركات الناقلة التي غالباً لا تلتزم بمواعيد السفر للاراضي المقدسة سواء كانت شركات النقل الجوي لقلة عدد الطائرات ولضيق سعتها او لشركات النقل البحري وما حدث بسبب شركة باعبود في حج العام الماضي غير بعيد عن الاذهان ولو لا تدخل وزارة الارشاد والاوقاف وترحيل الحجاج بطائرات خاصة لما استطاع هؤلاء الوصول للاراضي المقدسة في الوقت المناسب.
اما عند وصول الحجاج للمملكة فان معاناتهم تتضاعف بسبب عدم الالتزام بالترحيل فيضطر الكثيرون للتحرك مشياً على الاقدام بين المناسك ومن بينهم مسنون.
وأخرون يتوهون في الطريق بسبب عدم معرفة السائقين والامراء بالطرق العريضة التي تؤدي الى المشاعر في منى وعرفة.. فضلاً عن تأجير سكن يبعد كثيراً عن الحرم المكي.. وعدم توفر خدمات كالأكل ودورات المياه بالمخيمات في منى وعرفة. لكل هذه الاخفاقات جاء التفكير في ان تتولى شركات كبرى خدمات الحج.
دور الوزارة
ولكن السؤال الذي يلح على الاجابة هل تستطيع وكالات السفر بوضعها الراهن وقد سجلت ضدها الكثير من الاخفاقات في اداء هذه المهمة؟
وكيف يكون دور وزارة الارشاد وهيئة الحج والعمرة؟ وهل ستنسحب تماماً أم سيكون لها دور آخر؟
قال «د. أزهري التجاني» وزير الارشاد والاوقاف: دور الوزارة في الاصل إرشادي وتوجيهي وبفضل هذا الدور الذي لعبته الوزارة في إرشاد وتوعية المواطنين بازالة فهم إن الانسان لا يؤدي شعيرة الحج الا بعد الستين عاماً ارتفع عدد الحجيج من «91» ألف حاج إلى «04» ألف حاج في العام الماضي وزاد معدل الشباب بصورة لافتة حيث كان في السابق «76%» من الحجيج السوداني اعمارهم تزيد عن الستين عاماً.. وكان السودان في السنوات السابقة لا يستوفي كل حصته وتأخذها الدول الأخرى.. وقال اما الآن وبسبب الدور الإرشادي للوزارة ارتفع العدد ونتوقع ان يزيد أكثر.
مبيناً أن الحاج السوداني يحتاج لارشاد اكثر توعية دينية اثناء ادائه للحج وبعد الانتهاء من الفريضة لانه بطبعه الحاد يمكن ان يفسد حجه ببعض الالفاظ اذا تعرض لموقف استفزازي.
وقال: لذا نرى إن الوزارة يجب أن تتفرغ لدورها الإرشادي وإن تترك خدمات الحج للقطاع الخاص ورغم قناعتنا ان الوكالات بوصفها الحالي لا تستطيع ان تتحمل عبء أداء خدمات الحج وحصتها في العمرة لم تستطع أن تستوعبها كاملة وتراجع عملها وان القطاع الخاص لا يغامر في اداء عمل ربحه غير آني فاننا نرى حل لمشكلات الحج الا عبر القطاع الخاص لذا فلابد من شركات كبرى تتولى الأمر..
وقال رغم ان سودانير خدمتها لا بأس بها الا انه يتوجب اتاحة خطوط طيران اخرى حتى يجد السودان فرصاً متعددة للهبوط بمطار المملكة والذي غالباً ما يكون مزدحماً بالطائرات لذا تتاح لنا فرصاً ضيقة تكون خصماً على الحاج.
وأشار الى المشكلات التي واجهت شركة باعبود في العام الماضي مما اضطر الوزارة ان تتدخل وتستأجر طائرات تحملت نفقاتها الشركة.. لذا كان التوجيه بفتح الفرص لشركات متعددة لنقل الحجيج وايجاد بدائل حتى لا تحدث أزمة.
هيئة الحج
وفي هيئة الحج والعمرة قال «آدم جماع» مدير الهيئة إن الهيئة سيكون دورها إرشادي واشرافي على إجراءات الحج فيما ستتولى الشركات الخاصة خدمات الحج وأشار إلى أن هذه السياسة التي وجه بها مجلس الوزراء لن تطبق في هذا العام لان الأمر يحتاج الى دراسة.. وتساءل هل تستطيع الوكالات ان تقوم بالمهمة وهي التي لم تتمكن من استيعاب حصتها من الحج السياحي حيث حدد لها حوالي «4» آلاف حاج وما قامت به لا يتجاوز الـ «3.200» حاج وأشار إلى أن شركات القطاع الخاص لن تغامر لان الامر يحتاج الى رأسمال كبير.
تفاوض ودراسة
توقع عبد القادر السليك مدير إدارة الإرشاد بهيئة الحج والعمرة أن القطاع الخاص لن ينجح في التجربة إذ أن الوكالات في ادائها للعمرة تراجعت كثيراً حيث كان في السابق عدد المعتمرين يصل إلى مائة الف معتمر تناقص الى «63» ألف معتمر ولكنه استدرك بان السبب قد يكون لزيادة كلفة العمرة او للارباك الذي يحدث بسبب ايقاف السلطات السعودية لبعض الوكالات ولكن «محمد حسب الرسول» مدير إدارة الحج بالهيئة قال إن المرحلة الان مرحلة تفاوض ودراسة فعلى الرغم من ان الوكالات يستند عملها على الربح والخسارة إلا انه يمكن أن تتكون منها شركات كبرى ذات كفاءة عالية وتقوم بالعمل تدريجياً إلى أن تتحمل المهمة كاملة.
الحلقة القادمة
بما أن الأمر يحتاج أن نستنطق وكالات السفر والقطاع الخاص حول امكانية تنفيذ التوجيه ومقدرتهم على تحمل المهمة في ظل اللغط الدائر بتكهنات الفشل على خلفية الاخفاقات التي صاحبت تجارب الحج السياحي والعمرة.. فاننا في الحلقة القادمة سنستنطق مديري وكالات السفر للاجابة على استفساراتنا.
سامية علي :الراي العام [/ALIGN]