الحركة الإسلامية ماذا تعني ؟
قال تعالى : [ واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الّله جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُوا وَاذْكُروا نِعْمَةَ الّله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حَفْرَةٍ مِنْ النّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيّنُ الّله لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونْ ] صدق الله العظيم آل عمران 103
الحركة الإسلامية السودانية جماعة إسلامية منتظمة في تنظيم عضوي يقوم على ضوابط محددة، ويعمل في إطار تيار إسلامي عام في المجتمع يقترب منه ويتناصر معه في تحقيق مبادئ و أهداف قاصدة إلي نشر الإسلام وتمكينه وحمايته.
تعمل الحركة في المجال الدعوي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وكل مجالٍ للنشاط الإنساني ، وتعمل مع كل شرائح المجتمع وقطاعاته ، وتهتم بمؤسسات الدولة والمجتمع وفلاح الفرد في الدنيا والآخرة ، وفي كل ذلك تعني بتربية وإعداد القيادات وتجديد الرؤى والأفكار والسياسات والمواقف المؤسسة على أصول الإسلام.
تعمل الحركة في جميع المجالات بمؤسسات تناسب كل مجال وتكون منفتحة على آخرين ما وافقوا على برامجها وسياساتها والعمل على تحقيق أهدافها .
تعتمد الحركة الدعوة بالحسنى ، وإنشاء وبناء نماذج حية تعرف في سلوك أفرادها وخصائص المؤسسات والمنظمات التي تنشؤها هي أو بالاشتراك مع آخرين في أوجه الحياة كافة.
تحفظ الحركة لكل المؤسسات والمنظمات والأجهزة التي تنشؤها أو تشارك فيها استقلاليتها وكينونتها وفاعليتها في إطار المهام الموصوفة بالنظم واللوائح الخاصة بتلك المؤسسات والمنظمات والأجهزة .
قيادات الحركة العليا في الصعيد التنفيذي والسياسي والخاص – المنتخبون وفقاً لمرجعيات ونظم مؤسساتهم هم القيادة العليا للحركة الإسلامية .
للحركة خصائص تميزها على النحو الآتي : ـ
*ربانية : تدعو للإيمان بالله والاعتراف بفضله وبشكر نعمه والانتفاع بماسخره للإنسان في الأرض والسماوات وتدعو إلى تزكية النفوس بذكر الله و إعمار الوجدان بحب الله وتعظيمه وطاعته وللمؤمنين أسوة حسنة في رسول الله.
*شاملة : أهدافها شاملة شمول الدين الحنيف تسعى لإسلام الحياة كلها لله تعالى تحقيقاً لمعنى لاإله إلا الله. فالمجتمع بدولته وحكومته ومؤسساته الأخرى معينات للفرد ليسلم قلبه وجوارحه لله رب العالمين.
*اجتهادية : تعتمد القرآن الكريم والسنة المطهرة ومنهج النبوة أصولاً لاجتهادها و لالتزامها الفكري ولجهادها العملي. وتحض على التفكر والتفقه والاستزادة من العلم والمعرفة بسنن الله الكونية والاجتماعية والنفسية وذلك لتحقيق الغاية من الخلق وهي العبودية لله رب العالمين وإعمارالأرض.
*دعوية : تعلم الناس أصول العقيدة الإسلامية الصحيحة وتهديهم إلى منهاج الدين الحق وترشدهم إلى مشكاة النبوة ومكارم الأخلاق ، وتأخذهم برفق ويسر لفهم أمور الدين والدنيا والتعامل معها عبر مدارج الالتزام والاختيار والعمل.
* إصلاحية : تهدف إلى دعوة الناس فرادى وجماعات إلى الاستقامة على أمر الله تعالى في شؤونهم الخاصة والعامة، محاسبةلأنفسهم ومراجعة لأعمالهم وأوبة لغفار الذنوب, وتأخذ بالإحسان منهجا وغايةً وتسعى لإقامة نموذج الإسلام في السودان عماراً وعدلاً ، وتنسق مع
الجماعات الإسلامية والدعاة كافة لإحياء دور الأمة الإسلامية ورسالتها في العالمين .
* وسطية : تدعو لالتزام الحق في مواقع الهوى ، تجنباً للغلو والتشدد والظلم والجور والإفراط ومجافاةً للتطفيف والتفريط .
*جهادية : تدعوإلى الحق وترشد إليه وتجادل الباطل وتدافعه وتجاهد لرفع الظلم ونصرة المستضعفين وحماية الدعوة من أي قهر
يحول بينها وبين الناس ، أو اعتداء على بيضة الدين والشريعة
الإسلامية.
* شورية : تعتمد الشورى منهجاً مُلزماً وتسعى لتطوير نظمها و إجراءاتها في الأمور كلها.
تسعى الحركة لتحقيق الغايات الآتية ـ:
* تبليغ رسالة الله الخاتمة للناس كافة.
* حث المسلمين على التمسك بالإسلام والعمل به والتفقه فيه وتزكية المجتمع بمبادئ وقيم الإسلام وأخلاقه وسلوكياته ليؤدي رسالته في الحياة.
* العمل لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية واسترداد دورها الرسالي في العالم والتفاعل مع قضاياها ومدافعة الظلم والطغيان والاستكبار
ومناصرة المستضعفين.
* تقديم النموذج الإسلامي لقيادة الإنسانية إلى عالم تسوده قيم الحق والعدل والخير.
* التعاون مع القوى الإنسانية الساعية لتحقيق السلم وكرامة الإنسان.
ـ تسعى الحركة لتحقيق أهدافها وبلوغ غاياتها باتخاذ
الوسائل الآتية :
* التفقه والعلم والمعرفة والسعي لتحقيق المقاصد الكلية للدين.
*تأسيس وبناء الصف المسلم والجماعة ذات الإمرة والطاعة التي تؤدي واجب العبودية لله تعالى.
* تقديم القدوة الحسنة في سلوك أفراد الحركة.
* البلاغ والدعوة بالتي هي أحسن بكل الوسائل المتاحة.
* النشر والإعلان والعرض لفكر الحركة وفنونها وأدبها.
*إقامة دُور العبادة ومؤسسات التوجيه والتربية والتكافل.
*إنشاء المنظمات والهيئات والجمعيات والمؤسسات في شتى ضروب النشاط الإنساني المشروع.
* تولي السلطة العامة بالوسائل المشروعة والسلمية.
*التعاون وبناء العلاقات الثنائية والجماعية مع الأفراد والهيئات
ًوالتنظيمات والجمعيات محلياً و إقليمياً ودوليا.
* التواصل بالمجادلة والمناظرة والحوار.
ـ يقوم نظام الحكم في فكر الحركة الإسلامية على إقامة دولة راشدة تلتزم الشورى ،
وتأسيس مجتمع يتعاقد على بيعةٍ لولي الأمر ترعى الاعتبارات الآتية :
* إقامة الدين وبسط العدل والشورى ونشر الدعوة.
* إقامة دولة الإسلام التي تحمل الرسالة وتحكِّم الشريعة وتحفظ
الحقوق وتحمي المجتمع وتزكيه، والدفاع عنها.
* البيعة والسمع والطاعة لولي الأمر في حدود طاعته لله ورسوله.
* إعداد القوة لدفع الصائل ورد البغي والعدوان.
* المحافظة على الأمن وفرض النظام وتنفيذ حكم القانون.
* المحافظة على سيادة الدولة واستقلالها.
* تأكيد حرمة الأنفس والأعراض والأموال والدماء.
* ضمان الإرادة الحرة للمواطنين وحفظ كرامتهم وتحفيز طاقاتهم.
*السعي في تحقيق مصالح الناس وتوفير الخدمات الضرورية لهم.
* السعي الجاد في تحقيق التنمية الشاملة المتوازنة ومكافحة الفقروالبطالة.
* السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل ورعاية الفقراء و أصحاب الحاجات.
* اعتماد الكسب الحلال وطهارة اليد من المال العام ومحاربة الفسادوتحريم موارد الكسب الحرام.
* العمل على بناء علاقات خارجية متوازنة مع الدول والمؤسسات والهيئات قائمة على قواعد الحق والعدل والسلم العالمي.
* احترام تعهداتها الدولية في حالات السلم والحرب ورعاية عهودها والتزاماتها.
يقوم النظام السياسي في فكر الحركة على مبدأ التعدد ويبنى على الدعائم الآتية :
* الولاء لله والتضحية في سبيله ، وتعزيز مقومات الانتماء للوطن والاستعداد للدفاع عنه.
* السمع والطاعة لولي الأمر الذي تنتخبه الأمة طوعاً.
* الحرية والشورى والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات العامة.
* السعي لقومية التنظيمات السياسية بحيث تشمل كل من يرتضي أهدافها وغاياتها وبرامجها من كل المناطق والأعراق ، وتنفتح على قطاعات المجتمع وتنظيماته وفئاته .. وتكون للرجال والنساء سواء.
* المؤسسية والتزام الحوار الشوري في الممارسة واتخاذ القرار.
* التخطيط العلمي للنشاط السياسي ، وإصلاح الدولة والمجتمع.
* التفاعل مع القواعد الشعبية والقيام بواجبات التعبئة والتوعية
والتوجيه ، الذي يؤهل المجتمع ليكون مجتمعاً قائداً.
* تعمل الحركة في المجال السياسي من خلال حزب تنشؤه يكون منفتحاًعلى الآخرين ، يرعى برامجها وسياساتها ويعمل على تحقيق أهدافها.
* جواز الشراكة السياسية والتحالف والتنسيق مع الآخرين على
أساس المصالح العليا للوطن.
تتوخي الحركة و ضع منهج للإصلاح الاجتماعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم على :
*ترسيخ القيم ومكارم الأخلاق.
* رعاية الأسرة والطفل وتعزيز مؤسسات النظام الاجتماعي.
* تقويم مناهج التعليم بما يحقق نهضة الأمة وصلاح المجتمع وسلامته.
* العناية بالصحة وترقية الذوق العام.
*إعلاء قيم العمل والكسب والإتقان.
* تقويةأواصر الإخاء والتراحم والتكافل من خلال المؤسسات
والجمعيات الطوعية.
* تقوية النسيج الاجتماعي وتنزيهه من العصبيات القبلية والجهوية.
* تحفيز المجتمع ليكون مبادراً وقائداً لحركة التغيير والإصلاح.
* النهوض بالإعلام ليكون معبراً عن قيم المجتمع العليا وهادياً
للسلوك القويم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إنّما الأعمال بالنّيات وإنّما لكلّ امرئٍ ما نوى } اللهم أحسن نوايانا في جميع أعمالنا ووأجعلنا من المخلصين .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]