نتابع هذه الأيام على صفحات الصحف كل ما يكتب عن الممثلة فايزة عمسيب والتي قالت إنهم صوروها باعتبار أنها متسولة ومحتاجه للعون بشكل مذل .. رغم أن كل مشكلتها أنها دخلت في خلاف مع أهل زوجها حول ملكية المنزل الذي تسكنه فطالبوها بالإخلاء وهي لاتملك مالا تشترى به منزلاً جديداً ومشكور سعادة والي الخرطوم لأنه أولى إهتماماً كبيراً بالممثلة فايزة عمسيب وإتخذ قراراً بمنحها أحد المنازل الحكومية وقرار سعادة الوالي ما يزال تحت التنفيذ .. ونرجو أن يتم ذلك في أسرع فرصة حتى يصبح للممثلة فايزة عمسيب منزلاً تسكن به وهي في هذه السن المتقدمة .. .. ونحن وإن كنا نقف بجانب الممثلة فايزة عمسيب ونرجو لها كل الخير لأنها قدمت في مجال التمثيل ما يستحق عليه التكريم.. فإننا لابد أن نسأل هل ان فائزة عمسيب وحدها المحتاجة للعون من بين كل المبدعين عندنا .. الإجابة طبعاً من الطبيعي أن تكون بلا فهناك أسر من المبدعين تعاني نساء وأطفال صغار في السن .. وهناك مرضى في المستشفيات يبحثون عن العلاج الذي لا يكون قطعاً بالعاطفة على نحو ما كان مع الممثلة فايزة عمسيب ولكن بالدراسة لكل حالة وإقتراح العلاج ومثل هذا العمل يحتاج بدون شك للجنة على مستوى عالي تكون مسئولة عن رعاية المبدعين .. وتساهم في ذلك الدولة.. وقد كنت مرة في الأردن أبحث عن العلاج لابنتي التي كانت تعاني من سرطان المعدة .. فعلمت أن المستشفي التخصصي بالعاصمة عمان وهو مستشفي كبير بينه وبين حكومة السودان إتفاق يقوم بموجبه باستقبال كل المرضى من المسئولين فلماذا لا يدخل المبدعون في دائرة هذا المستشفي بل لماذا لا يجدوا نفس الرعاية والعناية التي وجدها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز .. الذي عادوا بجثمانه من الأردن في طائرة خاصة دفع مالها جهاز الأمن القومي والمخابرات وكان بها ذهاباً وإياباً سعادة الفريق مساعد المدير .
وعلاج المبدعين .. ودراسة حالاتهم فيه تكريم بدون شك أكبر من تكريم المطرب صلاح بن البادية وتكريم المطرب محمد الامين لأن هؤلاء المطربين ليسوا محتاجين للعون من أي جهة وما يقيمونه من حفلات يدر عليهم دخلاً كبيراً وما يحصل عليه محمد الأمين من حفل واحد يقيمه في نادي الضباط يكفيه لاكثر من عام وما حصل عليه صلاح بن البادية من قناة الشروق في رمضان الماضي مقابل تسجيل ثلاثين حلقة من الحوار الذي أجرته معه البرنسيسة سلمى سيد لم يحصل أي شخص آخر .. على مثله .. ومحمد الأمين ليس محتاجاً لأن نملكه عربه جديدة وصلاح بن البادية كذلك ليس محتاجاً لأن نملكه عربة جديدة وكمال ترباس وحسين شندي وندى القلعة .. وإنصاف مدني .. كل هؤلاء حققوا من خلال الحفلات الغنائية التي شاركوا بها درجة عالية من الثراء ولهذا فإن أي جهد يبذل أو مال يتم جمعه يجب أن يذهب لمن هم بحاجة له !
ورحل عن هذه الدنيا امير الأنشودة الوطنية حسن خليفة العطبراوي وترك من خلفه أبناَ وبنات … كانوا يقيمون بعده في نفس المنزل الذي أقام به في مدينة عطبرة.. ووضح بعد مده أن منزل العطبراوي مستأجر لجماعة مصريين كانوا يبيعون به بعض الأدوات وتدخلت بعض الجهات فحولت كما علمت منزل العطبراوي إلى متحف .. ولا أحد حتى اليوم على علم بما حدث لمنزل المبدع زيدان إبراهيم الذي تنازع حوله الورثة ودخلوا في صراع وأسرة محمود عبدالعزيز ما تزال حتى اليوم أمام القضاء الشرعي لأن كل فرد منها يطالب بحقه من ورثة الفنان الكبير .. ونحن نسمع بكل هذا ونأسف بدون شك ونتألم .. لأنه ليست هناك جهة يمكن أن تتدخل .. ووالي الخرطوم الذي تدخل في قضية الممثلة فايزة عمسيب لا يمكن ان يتدخل في كل قضايا المبدعين !
صحيفة الدار
ع.ش