[JUSTIFY]رحم الله حبوبتي؛ لم تكن تعرف شخص في الحكومة غير الرئيس! لا تعرف من والي الجزيرة! ولا من هو محافظ الكاملين! عندما يعطش الزرع كانت تقول: شكيتو علي الله، النشف الزرع و جفف الضرع. وعندما يكثر الباعوض والحشرات تقول: مماجانا الراجل دا ما شفنا طيارة رش (لافه بجاي). وعندما ياتي احفادها المسافرين للخارج لوداعها، كانت تحضنهم وتقبلهم كثيرا،ً وتقول: والله ما(جنيات) غربه! لكن الله غالب يا اولادي! الله انتقم منو يا اولادي، الشردكم بالبلدان قبلي مانشبع فيكم مرسال. توفت جدتي عليها رحمة الله، قبل سبع عشرة سنة. لم تري سراية المفتش الخضراء الوارقة وقد عشعش فيها الطير، واصبحت مأوي للحمير، ولم تري العيش الطلع عدار، ولا تقاوي القمح الفاسدة، ولم تسمع خطاب الرئيس عام (2005 )اثناء حملة الإنتخابات: حنعيد الجزيرة لسيرتها الاولي، والبيتو من طين حيبني طوابق، والراكب كاروا، حيركب بوكسي، والراكب بكسي، حيركب كوريلا، والراكب كوريلا حيركب رادوا، والارض العالية بالليزر بنساويها!!! ربما كانت سألت: والراكب خازوق حيركب شنو؟ حبوبتي لم تكن تري للفيل ظلاً.. ولم تمسك في البردعة يوماً، كما تفعل الجرائد ويفعل الكتاب!! وهي علي حق! الم يقل سيدنا عمر رضي الله عنه؛ لو عثرت بغلة في العراق لسئل عنها عمر؟. بالامس قال الكاتب الكبير الفاتح جبرا: مللنا من الشكية ومناشدة المسؤولين، فلن نشكي بعد اليوم إلا لله. وهذا ما كانت تفعله حبوبتي! وكذلك قال الكاتب الكبير الطاهر ساتي: لا نطالب بمحاسبة الفاسدين بل نطالب بعدم ترقيتهم وهو اضعف درجات الطلب!! ولونظرنا الي مقالات الاستاذان نجد العجب العجاب: ادوية فاسدة، وادوية لم يزكر اسم الصانع عليها جهاز طبي قيمته اكثر من (350 الف يورو) تتغذي به الفئران، خط هيثرو، محالج الاقطان، التقاوي الفاسدة، مطار اقترضو له المليارات وقرضوها، مدينة رياضية سوروها ثم قسموها وباعوها،حديقة عالمية حوشوها وحاشوها، وحديقة حيوان ملك للشعب حولوها برج لشخص، سد مروي راكم الديون قبل تراكم الطمي، بواخر للبيع، موانئ للايجار.طائرات انقرضت كما انقرض السمبر وكثيرا من انواع الطيور، خراف مزورة، اطباء مزورون، مرضعات مزورات، حوادث مرور مروعة كل يوم … (ودا كلو كوم وما يدور في دارفور وكردفان وجبال النوبة و النيل الازرق كوم).حكايات كحكايات داحس والغبراء وقوات أممية، وقوات تشادية، وارضي محتلة، واراضي متنازع عليها. وبعد كل هذا من يملك دليل فساد فليقدمه لنا؟!! فبالأمس قدم الاعيسر دليل فساد علي الهواء مباشرة ومخالفة صريحة لحديث النبي صل الله عليه وسلم ( لا يبع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب على خطبة أخيه إلا أن يأذن له). وخرج أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر) أي: حتى يترك. ) ما قاله الاعيسر يكشف بوضوح كيف يتصرف اتباع هذا النظام، لا يعنيهم الوطن والمواطن في شي، إنما غايتهم جمع المال.ان كان جمال الوالي يزايد علي عرض تلفزيون السودان القومي بمبلغ (40الف دولار) فكيف يمكن دحض الشائعة التي تقول انهم دفعوا اكثر من مليون دولار لتحصل سيدة البلاد الثانية بعد (امي) علي جائزة سيدات العرب؟!! توفت حبوبتي قبل تمرد حركات دارفور وقبل الجبهة الثورية. اذاً هي ليست عميلة لهم! و تكره اسرائيل ولا تعرف مامعني شيوعي ولا معني علماني فمن الخطأ ان ننسبها لهم!! بعد كل هذا ما الذي يجعل رئيسنا مبسوط وراضي كل الرضا عن ادارته للبلاد؟!! بل يظن انه يسير علي نهج الصحابة رضوان الله عليهم؟!! الرئيس يصلي ويصوم ويزكي ويحج كل عام! ووالي الجزيرة يقال انه درويش! فبعد كل هذا التعبد ضاع السودان وضاعت الجزيرة؟!! فلو ذهبوا الي ود الفادني لكان خيراً لهم واسهل طريق الي الجنة ولكان خيراً للسودان!! فلو اردنا ان نجيب علي هذه التساؤلات نذكر قول الله عز وجل ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون). فهناك ناس يرون سوء عملهم حسنا فربما فريق المؤتمر الوطني من هولاء الناس. والاحتمال الثاني يكمن في طيبة وحسن خلقنا الذي يجعل قيمة الكوب الفارغ يعادل الكوب المليان مع انهم لا يتساويان.فمثلا لو انزلق كوب الشاي بسبب حجر (عتر ليك) فتقول لصاحب الشاي معذرةً لم اري ذالك الحجر. فيقبل اعتذارك ويقول لك (انكشح الشر). فبذلك لا تشعر بذنب ولا يشعر هو بأنه فقد شئ وهكذا هي تعاملاتنا في كل شي، يُهزم منتخبنا في كورة القدم كل مرة ويقدم المدرب لنا المبررات فيقنع نفسه ونقتنع نحن! والنتيجة اننا مهزومين واحيانا يجهز المدرب المبررات قبل المباراة! يخفق المسؤول في اداء مهمته فيقدم المبررات! ويقبل المسئول عن محاسبته بالمبررات ولو كانت ادوية فاسدة! او بزور فاسدة! فنحن السودانين نحاسب بمبدأ إنما الاعمال بالنيات، ولا نحاسب استناداً لنتيجة العمل! مع انو قانون الأعمال بالنيات قانون خاص بالله عزوجل لمحاسبة عباده يوم القيامة. تقبل المبررات في كل صغيرة وكبيرة افقد المحاسبة قيمتها؛ وهذا سبب من اسباب تدهور الوضع في السودان.