سوق تقسيم..عندما انبهر الأتراك بالجلابية السودانية

[JUSTIFY]المرشد السياحي التركي عندما حدثناه عن جمال هذه المنطقة قال إن تركيا تعني إسطنبول، وإسطنبول هي تقسيم، وتقسيم تعني (نبض تركيا)، ولهذا السبب فإن كثيرين يطلقون على هذه المنطقة (قلب إسطنبول النابض)، لأنها تضج بالحياة ليل نهار، وسوق تقسيم وميدان الاستقلال كانا آخر الأماكن التي زرتها ضمن وفد الإعلاميين السودانيين إلى مدينة إسطنبول عبر الرحلة التي نظمتها الخطوط الجوية التركي، إذن فادخلوا معنا (تقسيم) كي نقاسمكم المتعة:

معالم سياحية

منطقة تقسيم هي مركز النقل والمواصلات الرئيس في مدينة إسطنبول، وهي مقصد للسياح والسكان المحليين، وتتبع إدراياً لمقاطعة (بيوغلو) الواقعة في إسطنبول الأوربية، ومن أشهر معالمها ساحة أو ميدان تقسيم الذي يضم معالماً سياحية راعئة وفريدة، أهمها: نُصب الجمهورية التركية التذكاري، شارع الاستقلال، محطة المترو (الترام) القديم، حديقة جيزي، محطة الحافلات، ممر الورود، بازار السمك، النافورة، وساحة الميدان.

أما ميدان تقسيم فيُعد المكان المفضل للمناسبات العامة مثل المسيرات والاحتفالات بالعام الجديد، أو المناسبات الاجتماعية الأخرى، ويوجد به مركز أتاتورك الثقافي، وهو مركز متعدد الأغراض الثقافية ودار الأوبرا، ويعتبر النصب التذكاري في وسط الميدان من أشهر معالمه على الإطلاق.

نصب الجمهورية

والنصب التذكاري المُدهش هذا من تصميم النحّات الإيطالي الشهير (بيترو)، وقد أُكمل بناؤه في 1928م، تخليداً لذكرى أتاتورك وحرب الاستقلال، ويضُم النصب التذكاري العديد من الشخصيات السياسية المُهمة في عهد مصطفى كمال أتاتورك، ويقال إنه تم بناء هذا النُصب تحدياً للمحظورات التي كانت موجودة منذ العهد العثماني، والتي تُقيد تصوير أو تجسيم تماثيل للبشر، وفقا لما ترى أنه لأحكام الشريعة.

الترام التاريخي وغلاتا سراي

يُقال إنه أعيد تشغيل الترام الذي في عام 1990 بهدف إنعاش وإحياء تاريخ منطقة تقسيم، وينقلك الترام من الميدان مرورا بشارع الاستقلال وحتى تونيل في منطقة غلاتا ومنه الوصول إلى برج غلاتا (غلاتا سراي) أحد اشهر المعالم التاريخية في إسطنبول، وهو برج للحراسة إسطواني الشكل ظل يمثل – وإلى وقت قريب – أطول بناء في (بيوغلو) موطن التجار خلال الحكم العثماني والبيزنطي، وكانت تدير شؤونها كمستعمرة منفصلة ذات نمط معماري مميز، وقد أنشئ هذا البرج في عام 1348 وكان أعلى نقطة في التحصينات الجنوية في الضاحية، كما تمت إعادة بنائه أكثر من مرة، ونجا من أكثر من هزة أرضية، وتوجد كافتيريا في الطابق الثامن من البرج، حيث يمكنك الاستمتاع بتناول أي مشروب في الشرفة البانورامية التي توفر منظرا رائعا للمدينة بزاوية 360 درجة.

في موقف انتظار الترام أحيانا يقبل الموظف تركب ويأخذ المبلغ 2 ليرة، وغالبا يرفض ويقول لك تشتري بطاقة من (كشك محطة الحافلات) وتشحنه بالمبلغ الذي تحتاجه وتستطيع استخدم (الكارد) في كل وسائل النقل العامة مثل المترو والترام والحافلات والنقل البحري وكان يسمى خلال العهد العثماني بالشارع الكبير، وكان مكان تجمع للمثقفين .

مكان شعبي رائع

ومع إعلان الجمهورية في 29 أكتوبر عام 1923، تم تغيير اسمه لشارع الاستقلال لإحياء ذكرى انتصار حرب الاستقلال التركية، وهو أهم وأشهر معالم منطقة تقسيم ويمتد على مسافة 3 كم من ميدان تقسيم وحتى منطقة تونيل مرورا بمنطقة (بيرا), ويعد مركزاً للفنون الجميلة والترفيه لذلك يعد من المناطق الأغلى سعرا في إسطنبول، هو أيضا مكان شعبي لجميع أنواع الاحتفالات والاحتجاجات والمسيرات، ويضم مجموعة رائعة من المحلات، المكتبات، صالات العرض، دور السينما، المسارح، المكتبات والمقاهي، وأشهر محلات صناعة الحلويات, والمطاعم العالمية والوجبات السريعة والتركية غالبا المحلات يتحدثون باللغة العربية أو بعض الكلمات العربية.

تقسيم آخر محطة أدهشتها الثقافة السودانية

سوق تقسيم كان آخر المعالم التي زارها وفد الإعلاميين الذين ارتدى بعضهم الجلابية السودانية، فكانت سبباً لإثارة دهشة العديد من الأتراك، ما أجبر المتسوقين إلى توجيه أنظارهم نحو تلك الأزياء التي يرونها غريبة حتى أن بعضهم تساءل عن هوية الأشخاص الذين يرتدونها، إلاّ أن بعض العرب الموجودين هناك عرفوا فوراً من نكون نحن مرتدي (الجلابيات)، وكان عدد من الأتراك العابرين يرددون ما أن يروننا (سودان.. سودان

علاء الدين أبوحربة : صحيفة اليوم التالي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version