ومن جهة أخري لو أردنا أن نحسب عمليا مدي المتابعين والمهتمين بالقاسم، لابد أن نطرق باب مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفيس بوك والذي تجاوز عدد المعجبين فيه الثلاثة ملايين، وتجاوز عدد متابعيه في التويتر اكثر من مليون ولا مبالغة فيها إن قيل أن القاسم تجاوز معجبيه كبار السياسيين أيضا و لعدة عوامل أهمها آرائه النارية خاصة المنحازة لثورات الشعوب.
وحتى تضح الرؤية أكثر يأتي مستخدم الفيس بوك لينقب على صفحة القاسم الشخصية ليلاحظ من خلالها أنه لا يترك ساعة تمضي إلا ويشارك معجبيه بحالة تعبر عن واقع سياسي مرير كأن يقول مثلا ” إذا عاد العسكر إلى حكم بلدان الثورات، فابشروا بخمسين سنة أخرى عجافاً ”
فهو عندما يلجأ لمثل هذه التصريحات يكون على دراية تامة بنوعية التعليقات التي ستدرج تحت سايق هذه الحالة، مما يؤدي لزيادة المتفاعلين والمعجبين فيما بعد سواء كانوا معارضين أو مؤيدين لأفكاره .
و ربما من أسباب نجاحاته أيضا أنه يتمتع بذكاء السياسيين الذي وصل لحد الدهاء خاصة عندما يشارك معجبيه بأسئلة الحلقة المقبلة فهذا ليس بمجرد إعلان للحلقة بل هنا يعطي لمعجبيه فرصة لدراسة الواقع بهدوء و ليأهل متابعيه لحلقة ساخنة عنوانها صارع بين اتجاهين مختلفين متعاديين في الغالب.
والمتابع لصفحة فيصل القاسم يضحك كثيرا سخرية لما يقوم بكتابته على صفحته من انتقادات لاذعة لطبيعة للمجتمع العربي مثل:”نريد أن نبني قصراً نأتي بمهندس غربي، نريد أن نتعالج نذهب الى أوروبا، نريد ان نتقاتل نشتري أسلحة روسية وأمريكية، نريد أن نثور نستنجد بأمريكا وأوروبا ومجلس الأمن، وفي جملة اعتراضية يعقب على ما انتقد فيقول:” حتى ثوراتنا نريد للغير أن ينجزوها لنا، ورقصني يا جدع!”
ويذكر أن له رأس وتشبيهات خاصة بالحكم الدكتاتوري الذي مثل شعوبه بالأبقار حين قال:” هل تعلم كيف يزرعون الرعب في قلوب الشعوب؟ الأمر سهل جداً: ضع مجموعة من الأبقار داخل حظيرة ذات سياج منخفض جداً يمكن تجاوزه بسهولة. ثم قم بكهربة السياج بتيار عال القوة، وعندما تحاول إحدى الأبقار تجاوز السياج ستصعقها الكهرباء بشكل عنيف، فتعود مسرعة الى الحظيرة. وبعد مدة ستجد الأبقار كلها تسرح داخل السياج، مع العلم أنه منخفض جداً ويمكن تجاوزه بسهولة.”
فيصل القاسم إعلامي متألق وعقلية فذة تستحق الدراسة والاهتمام، ومنافس قوي يستدعي القلق …
دنيا الوطن
م.ت[/JUSTIFY]
-
-
-
-
-
-
-
-
