محمد أحمد بشيري : الصحافة حكاية كل يوم

[JUSTIFY]لا يخفي على احد ولع الشعب السوداني بالصحافة المقروءة ..ومتابعتهم لما ينشر فيها من مواد سياسية كانت أو رياضية أو فنية وحتى صفحات الأدب على قلتها تحظى بمتابعة صفوة مقدرة من المثقفين وغيرهم.

يظهر ذلك جلياً في ازدحام أكشاك بيع الصحف صبيحة كل يوم بجمهرة القراء ..كل يطلب صحيفته المفضلة التي تشبع فضوله ونهمة للقراءة ..وحتى هؤلاء الذين لا تسعفهم ظروفهم المادية لشراء الصحيفة يكتفون بالعناوين البارزة باختلاس النظر خاصة للصحافة المفروشة على الأرصفة وعلى الأرض لسهولة الأمر. إذن والأمر هكذا، يمكننا أن نغوص في أغوار تلك الصحف. وما تحمله من مواضيع مختلفة وهل كل ما ينشر في الصحف توائم ما جبلنا عليه من أخلاقيات ومثل! أنا لا أذهب إلى اتهام الصحافة السودانية بالخروج عن العُرف والتقاليد طيلة مسيرتها النبيلة لعقود من الزمان.. ولكن هناك أمور دقيقة بل تحاكي في ضآلتها حجم جناح باعوضة ..فبعض المواد الصحفية .

وخاصة تلك التي تنقل من وكالات الأنباء العالمية ومتنوعات الصحافة الدولية. لايقف عندها القراء طويلاً بعد الاضطلاع عليها..ولكنها تحمل في تفاصيلها ما يدعو للإحراج على الأقل! وكمثال على ذلك –
فقد تبارت الصحف في نشر أخبار نجم ريال مدريد البرتغالي العالمي كرستيانو رونالدو(وصديقته) راقصة البالية الروسية. وليس غريباً نشر أخبار نجم عالمي في اللعبة الشعبية الأولى في العالم ..ولكن ماذا ستقول لإبنتك المراهقة عندما تضطلع على هذه المادة الصحفية، وتتساءل عن كنه هذه الصداقة بين كرستيانو (رجل) وراقصة البالية الروسية (إمرأة).

ومن حقها مثل هذه التساؤلات -لإختلاف معنى الصداقة (إندنا- وإندهم).بل أكثر من ذلك .فالرجل في بلاد برّه يعيش مع صديقته تحت سقف واحد.. ويخلفون صبيان وبنات .البعض منهم يفكر في الزواج بأم أولاده بعد عمر طويل.. وبدون مقدمات كالتي تحصل عندنا من فتح الخشوم وخطوبة وسد مال وكوكتيل وصالات..وحفل صاخب يحيه الفنان الكبير «خميس فجلة».

ومن طرائف ما نشر في صحافة الأسابيع القليلة الماضية والتي تتعدى صفة الطرافة إلى الكوميديا السوداء (المتنيل بنيله)-كما يردد الكوميديان المصري عادل إمام دائماً ..حكاية المرأة التي قتلت زوجها بمفراكة!فبعد أن كانت المفراكة وسيلة خير وبركة وكم طربنا بايقاعتها.. وخاتم الفضة في إبهام الحاجة يحدث فارقاً طروباً في الرِّتم.

وكم غاصت في احشاء الملوخية والبامية وحولتها إلى لقمة شهية تسيل اللعاب -بعد كل هذه الإنسانيات تحولت بقدرة قادر الى أداة للجريمة.

لاشك أنها نهاية مأساوية لأداة طبخ كانت محل تقدير وإحترام..بل يمكننا أن نقول عنها أداة تاريخية.. وسنتحسر على أيامها بعد أن تتم مصادرتها من قبل الأزواج خوفاً وحرصاً على حياتهم..واجبار الزوجات على إستعمال الخلاطة الكهربائية..والتي ستحيل مذاق المفروكة بعد أن صارت مخلوطة إلى شيء آخر غير الذي اعتدنا عليه.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version