ما تزال الآمال العراض معقودة على نواصي النفوس التي يمكنها استلهام الطاقة المعنوية المحركة للحسية والمحفزة على اطلاق يد السعي الى الآفاق، إذ ما تصوبت على مبادئ أساسية جعلت من غاياتها بلوغ نموذج وجعله مثالاً يحتذى.. خذ مثالاً.. نحن نحتاج في بلادنا هذه الى شحذ الهمم حتى تفجر طاقاتها القصوى لرفع الضيم الاقتصادي، الذي أصابها جراء البرنامج الاقتصادي الضاغط الأخير الذي فتق معاناة حقيقية كشفت عن عمق جروح غائرة في جسد المجتمع السوداني مسببها الفقر والحاجة.. اهداني أستاذي عبد العظيم صالح في نقاش متبادل عن النماذج الحية التي تحتاجها البلاد لتحيي رفاة روح السعي الجماعي بجد، من أجل انتاج مستحق أعطاني نموذجاً لعمل «سكر كنانة»، الذي نقل محور العمل الى رحابة العالمية والهمة المستدامة.. فهل في إمكان المؤسسات العامة والخاصة جعل هذا النموذج قدوة للاحتذاء.. وهل من إدارات فاعلة بالمؤسسات جميعها من قدرة على الهام المنتسبين إليها من بلوغ تلك الروح.. إذن لربما تتداعى الهمم من أجل بلاد لا نقص فيها إلا لبنة التمام.. مبروك «كنانة» بداية الموسم.. ولتبحث عن مؤسسة عن نموذج لتدركه.
البحث عن قدوة
عندما تحاصر بعض الشباب المتضجر على الحياة العامة بالسؤال عما يريدون؟ تجد بعضهم فاقداً البوصلة، وعندما تكون أكثر قرباَ منهم يعترفون لك بأنهم يفقدون القدوة الحسنة، فمعظمهم تشبع بأن الحياة العامة باتت رمزاً للمحسوبية والمصالح الخاصة، ولا أحد يسعى من أجل الكل.. ويرون أنه حتى الذين يدعون أنهم يناصرون الحرية والديمقراطية كثير منهم له أغراضه الشخصية.. إذن انهزم عند هؤلاء المثال أو القدوة التي تصلح كأنموذج شبابي طامح.. في ذات الوقت ليس المشهد بالقتامة القاتلة، فقد برع شباب منهم في مجالات عدة ربما كانت محفزاً لهم لإيجاد ذلك المفقود من بين ثنايا الحداثة والجدة وروح الشباب.. إذن فشل كثيرون من قادة الحياة العامة في أن يصبحوا نموذجاً لمن بعدهم، وتعاظم المطلوب على الشباب إذ بات عليهم تفريخ النموذج تلو الآخر من دواخلهم لتكن دوافعهم الوطنية مؤثرة.. فهل شبابنا السوداني قادر على كسر جمود ما تعودنا عليه من تكاسل وتباطؤ ظاهر في الحياة العامة، ثم هل ترك بعضهم حالات «تطويل الشعر وفلفلته وتنصيل البناطلين والبشتنة المظهرية» التي بات عليها حال بعضهم جراء مجاراة المظاهر والقشور لشباب العالم الآخر، رغم بعض هذه السلبية إلا أن شبابنا السوداني هذا يتمتع بمزايا لا نعرفها ونقدر قيمتها إلا عندما يحل علينا امتحان أو ابتلاء يتطلب تمحيص وتفتيش معادن الأصول لنجد أن بلادنا في المستقبل بخير فقط ينقص شباب القدوة الممكنة المتمتعة بالكاريزما الناجحة.. فمن يا ترى يوفر هذا النموذج أو قل من يقدم ويكتشف وجودهم، ومن ثم يجعلهم علناً لهم وعوناً.
آخر الكلام: العشم كبير جداً دائماً في وجود شباب سوداني واعي يعرف حدود امكاناته التي ربما تفاجأ بأنها مهولة وهائلة فقط عليه أن يحاول ويجرب طرق الاستفادة منها إيجابياً فهل من قدوة حسنة؟
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]