ولأن العبارة لم يكن المقصود بها ذلك الشخص الذي يتعامل مع الخشب والمسمار والشاكوش والمنشار، ممتهنا التجارة وانما تشير إلى كل شخص ماهر أو يظن نفسه ماهراً أو يصفه الآخرون بالماهر الممتاز القادر على انجاز الأعمال الموكلة إليه.
وينجزها على الوجه المرجو.. لكن هذا الشخص تجده عاجزاً عن الفعل رغم مهارته التي تملأ الآفاق ويبدو ان “داء النجار” في عدم صيانته لأبواب وشبابيك داره قد انتقل للبعض منا نحن الصحافيين وكتاب الرأي.
ورغم انني كثيراً ما سألت نفسي عن سبب امتناعي الكتابة عن المنطقة التي اقطنها في الظرف الراهن ويكفي المناظر الموجودة فيها بسبب بعض السلوكيات إنتاج كتاب كامل ناهيك عن مقال واحد فقط، إلا انني لم انتبه إلى عمق ذلك الداء في نفسي إلا هذا الاسبوع فقط.
وما نبهني إلى “داء النجار” الذي احسسته أكثر من أي وقت مضى، هو لقائي مع احدى العاملات في مجال الإعلام بمحلية الخرطوم، وتلك الفتاة النشطة التي تذهب وتطوف الصحف بالخرطوم لايصال أخبار المحلية، بعد تبادلنا للتحيات، فاجاتني بسؤال وكنا في ذلك الوقت نسير بشارع البلدية شمال التقاطع مع شارع المك نمر، امام برج هيئة المواصفات والمقاييس.. سألتني عن رأيي في نظافة الخرطوم وتستنكر ما يكتبه الصحافيون عن الأوساخ، وبسرعة شديدة دون تفكير قلت لها: “اي الخرطوم وسخانة.. شوفي الحاجات ديك والحجارة دي” واشرت لتجمع أكوام من التراب كنا بالقرب منها.
فقالت: الحاجات دي ما مسؤوليتنا وحدنا لكن سلوك المواطن نفسه بحاجة لإصلاح، وافقتها الرأي في هذه النقطة.. ثم استدركت نفسي بخصوص الاجابة السابقة فقلت لها “كدا وريني انتي بتتكلمي معاي عن ولاية الخرطوم واللا محلية الخرطوم، فقالت “محلية الخرطوم”.
عندها قلت لها.. رغم الأوساخ المتراكمة هنا وهناك “ثم لفت نظرها إلى بقايا الاسمنت المتدفقة على الشارع العام في شارع البلدية” ورغم هذه الأوساخ فالخرطوم نظيفة جداً مقارنة بمحلية بحري بصفة عامة ومنطقة السامراب بصفة خاصة.
وإذا قدر لاحدهم الذهاب للسامراب فسيجد كميات من الجوالات الممتلئة بالوسخ والنفايات، فالمواطن في السامراب قام بما عليه من دور واخرج النفايات إلى الشارع لكن هذه النفايات لا تجد من يحملها إلى خارج الحي.. ورغم ذلك فهناك رسوم نفايات يدفعها سكان تلك المنطقة، ونفس المناظر شاهدتها بالسامراب وجدتها بطيبة الأحامدة خاصة المنطقة الواقعة شمال المزارع.
الملمح الثاني للسامراب.. وهو بمثابة تحذير لأصحاب السيارات.. امتلاء الشوارع بالمياه المتدفقة من المواسير المكسورة، وكاتب هذه السطور أحد الذين صار داره معلماً بارزاً بسبب وجود ماسورة 4 بوصة أمامه، يشهد الشارع بسببها تدفق المياه منذ شهر.. والشارع الذي امام منزلي واحد من العشرات من الشوارع التي اصبح مرور السيارات فيها من المستحيلات، نفس هذه المشاهد تجدها في طيبة الأحامدة يومياً.
أما الصورة الشاملة للمياه المتدفقة فهي تلك الواقعة شمال شرق محطة تقوية مايولس بكافوري فهل يسمع ويرى المسؤولون في محلية بحري ما نقول عن ما نرى يومياً؟!![/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1112- 2008-12-18