هاشم الفكي رضوان : مع حسين خوجلي ترفض النساء متابعة المسلسل

[JUSTIFY]إعلامنا المُشاهد يعيش هذه الأيام حالة من التصفيق الذاتي لقاعدة عريضة من هذا الشعب..متابعات لصيقة لا تقبل همس الجالسين ولا أبواق السيارات ولا صرخة طفل يرغب في أن يهدأ في صدر أمه لرضعة مسكونة بالرِّقة ولا يدرك أن أمه في لحظة متابعة دقيقة وهي بعيدة عن فراشه.جميعنا نحو قناة أم درمان الفضائية منذ أن تدق وتنقر شوكة الساعة التاسعة مساءاً أو تزيد قليلاً تبدأ «سهرجة التشويق»لملاقاة الإعلامي المتجدد ذي السعة الفكرية الجاذبة واللسان المُدهش عند المخارج اللفظية إجادة في إيصال الرؤية المطروحة بحنكة وخبرة واختبار فأمتزجت بما هو مطروح في الساحة السياسية والاقتصادية وغيرها فهو «ينبش» بمعرفة تمكينية ليصبح رقماً في الترغيب والإقبال. ليكون صباحاً هو المؤانسة لكل القطاعات حتي داخل البيوت للمثقفات من النساء.

حسين خوجلي معنا ….أو معه .مشى تماماً في مقصات نهج الاحترافية وشكل أنموذجاً إنفرادياً وحلّق في صفآءات الندرة الإستماعية جالباً لحظة إستماع لا تقبل البُعد والابتعاد..وجلس بتمكن تملأه الثقة بسجية أولاد البلد لاتهتز له شعرة، ولم ترتجف له عضلة.. ولم يخيب المتابعين ينقد باتقاد وفي معيته «كشكول الحدث» يستعرض بثقة العريف والغارق في بطون الساسة بدراسة وفهم مفهوم لا يخطيء تقدير المسافة بين بلاغة التعبير، ونقاحة التفسير، يسرح في التفصيل، وينادي بالتغيير لبعض القوالب في دوائر شتى إذا حسبتها فقد عمت كل القطاعات بنذرٍ فاطح وإنذار مبين مع حسين خوجلي .تأتي المسائل المطروحة خجلى لفاعلها ومحمودة لمفعول الفاعل عليه في زمان يقبل مثل هذا الإفتضاح..

فالأسرار لا تقبل الخفاء لمصالح الجميع…علناً نلتقي في ساحات الإعتدال…ونمشي سوياً في أرض تساوى فيها العدل هنا وهناك… نمشي ولا نرضي الهوينه فالحق مشروع لصاحبه ينقله ويعرضه ويبحث عم إمتلاكه أرتقاءاً لمسلك رشيد يهدي للتساوي والإحسان ويخرج المجتمع « للسهلة السودانية» دون أذية وتأذي فالنفس أمارة بالسوء..أقول مع حسين خوجلي لحظات من حديث مسخّن ومؤلم ومخيف..أي طرح في أمسياته يصيبنا بالبؤس والأنحسار النفسي.. فهل استشرى الفساد وقبع في القرى والحضر؟ هل إنهارت وتكسرت معاول الإصلاح ..؟كلما التمس أمراً ما .. يكاد قبلي أن ينشطر… هل فقدنا بوصلة التوازن الأخلاقي…

وذهبت الأصالة والأمانة في إجازة مفتوحة ؟! هل دق ناقوس الخطر… وغابت الفرحة الشاملة. وتهنا في غابات الظُلم لترحل أصول الأفتراس من أسد ونمر!!حقاً مع حسين يتعذب الضمير « بفهم » الف مره. ويظل التذوق للأشياء من حولنا مُراً.. لأن طرحه جاداً تحدوه الثقة… وليس هو من نسج الخيال…فالقول عنده مرهون بدوافع بائنة ووثائق وحديث مشهود «بشاهد- وشواهد».. يا إلهي ..ألهذا الأمر وصلنا.. ما يقال بلسان هذا الرجل المفضال مخيب ومُحرق يدق على وتر مشدود إذا زاد أنقطع وإذا ضعف أنشطح.. وإذا أندس أنفضح.. وأين المفر وأين المجال وأين الفُسح..!

أقول «تنفيساً صاحب الأمسية الأمدرمانية ..جاء من وسط الجزيرة. من الشرفة هي بلدة جذورية ..هي منطقة أعترافية التقدير لأمر منسوب تاريخياً من حيث الدين والتدين..أختارها رهط القوم إتباعاً لملك رشيد وأقاموا فيها ووضعوا أمتعتهم وحلالهم وسعيتهم ..وشقوا أرضها ورموا بذرتها وأفلحوا من خبرها فانبرت وارتوت وأحتوت بجهدهم المكان والأمكنة الأعزازية المقدرة ومنهم من نفذ لأمدرمان فأقام عليها وأعطانا رطب اللسان في منعطف التاريخ الحديث!الشرفة تفسيراً هي نقطة علياء أو دائرة تقع بطلة مكتسية بإيجابيات مرضية تقع في ناظر العين بالقبولوربما دائرة محورية نبعها القوم الشرف الخلصاء من أصول ممسكة بمبادئها الدينية وأحسبها وفود أهل الحجاز..وإذا قلنا الشُرفة « بضم الشين» نكون ليس أبعد فهي المكان البارز الذي يُطل منه الشخص .والشُرفة هذه دائماً ما تكون في القصور الملكية القديمة ينظرون من عندها لرعايتهم للرعيه..

القصد هو قيمة الكلمة في مضمونها ومنها أعتلى منصته الجلوس كذاك الملك العادل يرجي القول بأعتدال قويم ويحدث أهله ويشعرهم بما هو حولهم من قصور جاء في مجتمع عُرف بالوداعة وطيب المعشر والخصال..من هنا وما هو حول التشريف بالشرف طلعته النضيرة تلاحقها وجاهة وردية تفرض عليك سبق المشاهدة والإستماع يصيغها الإنتباه.. تلازمها الحيرة والدهشة وبعض من الإستياء… يُودع القول بفصاحة ورجاحة واتزان لا يبالي مطلقاً .. يستعرض الأمر ويتعمق المضمون بفهم مقدور .. يفرد الحق كحاطب الليل لإيهاب الظلمة ولالدغة حية ..ليل أم درمان هواه والهوى عنده هين حين يستعرض معصرات الأمور…وتقاسيم جميلة «جلباب قصَّة بتدبر وعمامة يجلس من فوقها طائر الهوى الإنساني وباشفاقٍ تام ..

هو عندما يطل على شاشته تبدو عليه ملامح سلطان بلا جيوش تحرسه بل ثقته وخبرته… فيسترسل بتدرج موظفاً إمكانياته الصحفية المعتقة ونحن في وضع إنجذاب لأن الفكرة حديثة في خصائصها وطرحها..بذكرى تسعينات القرن الماضي أو قبلها… برنامجه التلفزيوني الساهر أيام لها إيقاع بداية مرحلة جاذبة ودافئة وجميلة الطرح…. تشدك وتناشدك البقاء حتى النهاية حوارات متقطعة تجمل الجلسة…مفردات تغازل محطات الثقافة.. يأخذك أخذاً ويفرض ويفرد عليك أن تبتسم مساءاً و قبل النوم .. فقد كان فارس العشيات بمذاق مرغوب و غير مكروه مستساق على أشرعة التنادي الأمدرماني حين ينام أهل الخرطوم وبحري قبلها.يذكرني زمن الجمعيات الأدبية والبحث عن آخر قصيدة كتبها نزار في المرأة العربية… يذكرني بعطر الشبراويش في وسط الأساتذة فقد كان عطراً نافذاً وراقياً…. يذكرني بالأغنية الشجية والألحان الساحرة وفرسان تلك الحقبة من فنانين . يذكرني بالحب القديم… وأشجار العنب.. ومنقة كسلا وشواطي أبوروف… وهلال مريخ..يذكرني ذلك الزمان ..

فهو اليوم قد أخذ ومضات تلك النقائيات وراح يبكي لهجران القيم القديمة بحثاً عن سعادة تعيد الماضي فقط دون مشغوليات دون أنين . دون حرمان.. وضياع حقوق الآخرين ..فقد تلاحظ لي إنه يتمزق داخليا.ً إهداء .. في إيقاع الحياة الملبد بالتساؤلات .. وفي شوارع العاصمة وتحديداً بالقرب من موول الواحة ..تلاقينا فكانت أسعد لحظات .. لك حبي محمد العمرابي ..فقد خرجت إلى الأسواق بعد تلك الوعكة ..فاستمعت اليك أنت .. أنت دائماً تملك الحب.. حفظ الله قلبك من وجع يارائع ..«حاشية.. مع حسين خوجلي..ترفض النساء…متابعة المسلسلات بأنواعها..!»

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version