[JUSTIFY]درجت حكومة ولاية الجزيرة منذ إنشاء نيابة للصحافة بها على ملاحقة الصحافيين على نحو بدا وكأنه محاولة لتخويفهم وإرهابهم، وذلك بفتح البلاغات المكثفة في مواجهتهم، وإصدار أوامر القبض بحقهم للتحري معهم بود مدني، بعد تدوين اتهامهم بالكذب الضار وإشانة السمعة، ومن ثم مطالبة الصحف بدفع بالمليارات.. أن تلجأ مؤسسات الدولة الرسمية وأجهزتها للقضاء والمحاكم لتسوية الخلافات مع غيرها فهذا أمر محمود، وبالتالي ليست هناك مشكلة في أن تدوّن أية جهة البلاغات في مواجهة الصحف والصحافيين، لكن دعونا نقف قليلاً مع حكاية حكومة شيخ الزبير مع الصحافيين، وما نظنه محاولة يائسة منها لتخويف الزملاء والناشرين وإرهابهم بـالمادة «159» وتهديدهم بـ «مشوار» طريق الموت جيئةً وذهاباً، وهذا الظن لم نبنه على فرضيات وهمية ومغالطات «فسفسطائية»، ولكنه بناءً على متابعة لصيقة وملاحظات وشواهد ثابتة وأسانيد، فماذا ترانا نظُنُ بحكومة فاشلة، إذا كنا نرى أرتال الصحافيين بشكل يومي ملاحقين جنائياً، ومطلوب القبض عليهم بناءً على اتهامات ضعيفة وموضوعات لا ترقى لأن يشكو الواحد فيها لنفسه ناهيك عن اللهث خلف النيابات وتحرير البلاغات واستصدار أوامر القبض، وبشكل بدا وكأنه إعلان حرب ضد الصحافة الحرة.. هذا الظن متبوع بإحساس متجذر في نفوس أغلبية الصحافيين بأن حكومة الجزيرة حكومة فاشلة وبها كثير من الثغرات وتخشى الصحافة الحرة والأقلام المسؤولة أن تكشف سوءاتها في التنمية وخدمات المواطنين من خلال رؤية الأوضاع المائلة عبر تلك الثغرات، وما من سبيل لتكميم أفواه الصحافيين الأحرار إلا عن طريق ملاحقتهم ومطاردتهم عبر طريق «الموت» وتخويفهم بتكثيف إصدار أوامر القبض وفتح البلاغات، أو هكذا يحملنا الظن الذي أوشك أن يرتقي إلى اليقين، فهل قصُرت همة حكومة شيخ الزبير عن الإنجازات وتوفير خدمات المواطن، فلجأت إلى مطاردة الصحافيين والتضييق عليهم وإرهابهم بهذه الصورة البائسة بشكل يتعذر معه التقاط أنفاسهم حتى لا ينظروا إلى مكامن الضعف، ولعلنا ندرك تماماً أن حملة ولاية الجزيرة المنظمة ضد الصحافيين ما استعرت وجن جنونها إلا بعد الخطوة غير الرشيدة التي قامت بها في حل المجالس التشريعية، وهو فعل دكتاتوري ومخالف للقوانين، فكان لا بد من تسعير الحملة وإضرامها .. في تقديرنا هذه حيلة الفاشلين، وهي حيلة بائرة وخاسرة لن تُسكت الأقلام الحرة التي لا تخشى في الحق لومة لائم، ولئن وضعت حكومة الجزيرة السيف على أعناقنا ــ والذي رفع السماء بلا عمد ــ لن نتردد لحظة في إطلاق كلمة الحق كالرصاصة لتخترق كل زيف وباطل، وأن كان المجال للنصح هنا أقول لحكومة الجزيرة هوني على نفسك ووظفي وقتك واستثمريه في خدمة الغلابى من تعليم وصحة، ومياه بدلاً من تخويف وإرهاب الصحافيين، لأن هذا الأسلوب لن يجدي نفعاً ولن يخيف الأقلام الحرة، بل هو وقودها ومدادها ومددها، ونصيحتي لكل الزملاء الأحرار أن اثبتوا وقولوا لحكومة الزبير اقضي ما أنت قاضية إنما تقضي هذه الحياة الدنيا.