ريماز محمد: النرجسية الزائفة لدي الشخصية السودانية غريبة التركيب ومتغلبة المزاجية

العام الماضي سنحت لي الفرصة بزيادة فلسطين((الاراضي المحتلة)) عبر منظمة الانروا (غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) ، زرت الخليل والقدس وتمنيت دخول المسجد الاقصي لكن الوضع الامني حينها كان متوتراً ، تم اختياري ضمن الوفد لإجادتي العبرية والعربية ، قابلت العديد من الناس هناك تحدثت معهم وسالت عن أحوالهم جمعت قصصاً ربما احكيها لاحقاً ، طبعاً السفر كان بجوازي الغير سوداني لان التعامل هناك (سلطة الاحتلال الاسرائلية) مع حملة الجواز السوداني فظ ، ((مدينة الخليل قطعة من التاريخ الاصيل عندما تتجول في حارتها وازقتها تحس بان الزمن قد رجع لمئات السنين للوراء فهي مدينة تحمل عبق التاريخ واصالته ، وفي ذات الوقت تحمل الامل والحاضر والمستقبل وهي نواة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي .))

في فلسطين تلمست اجيالاً تتربي علي الوطنية واحسست ان هناك قضية ، ليست للرجال وحدهم فحتي النساء ، يشاركن في المقاومة بمختلف اشكالها ، عندما تجلس الي اسرة فلسطينية تجد ان الهم كله هم الوطن هم القضية ، ليس كما عندنا من هموم زائفة وعقول فارغة ، ملئها عدم الموضوعية والمهاترات وتفضيل النفس والنرجسية الزائفة لدي الشخصية السودانية غريبة التركيب ومتغلبة المزاجية ، هنا تحس بان الناس تعمل من اجل شي حتي دون أن ينطقوا او يتحدثوا معك ، هنا تحس الخوف في عيون الجنود الاسرائليين وهم يترقبوننا ونحن برفقة الاطفال ، نعم الجندي الاسرائيلي وبكل عتاده يخاف الاطفال هذا ماشاهدناه بأم أعيننا ، حتي الفتيات الصغيرات يتحدين الجنود الاسرائليين لدرجة تشعرك وكان داخل هذه الفتاة قلب خالد بن الوليد او صلاح الدين الايوبي ، اعود ادارجي بذاكرتي فأقارن بينهن وبين بناتنا هنا اللائي جل اهتمامهن باخر الموضوات والصيحات واللبسات ، حتي اذكر ان قريبة لي بكت ، ايم والله بكت لان الـ”ترزي” لم يفصل لها الفستان “الموضة” كما تشتهيه لحضور حفل زفاف بنت خالتها . (من اتحدث عنها طالبة ثانوي) . ارجع مرة اخري لحاضري واري بعيني شعب مكافح يعلم مايريد وبين أناس “زهجانين وماعارفين يعملو شنو”

لفت انتباهي حينها محاولة الكيان الصهيوني طمس الهوية الاسلامية والعربية للمنطقة والعمل علي ذلك عبر سياسة النفس الطويل ، تقوم سلطات الاحتلال بتدريس التاريخ اليهودي في المنطقة للاطفال الفلسطينيين ، وعند الامتحان يسالون أسئلة علي شاكلة ، ما اسم دولتك وما عاصمتها الخ ، فاذا كانت اجابتك فلسطين تحصل علي صفر في مادة التاريخ .

ما دفعني لكتابة هذه الاسطر هو الطالبة “زينة” من فلسطين في الصف الثامن حصل لها ماحصل لبقية اخوتها الطلاب فبرغم تفوقها في جميع المواد فهاهي تحصلت علي صفر في مادة التاريخ . لانها ذكرت ان دولتها فلسطين وعاصمتها القدس .
ويتكرر هذا المشهد كل عام مع كل امتحان ، فتجد الطالب متفوقاً في كل المواد يحصل على اعلى الدرجات العلميه سوى مادة التاريخ والسبب انه يرفض الاعتراف بتاريخ الكيان الصهيوني …
ريماز محمد

Exit mobile version