صاحبة الأمنية ( ميمونة بنت الحارث )

[JUSTIFY]بسم الله الرحمن الرحيم
هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية ، واسمها الأصلي بُرّة ، وُلدت رضي الله عنها في مكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بست سنوات ، وأدركت الإسلام وهي صغيرة ، كانت متزوجة من مسعود بن عمرو الثقفي قبيل الإسلام ، ففارقها وتزوجها أبو رهم بن عبد العزى فمات .
بعد فتح خيبر وعودة بقية المهاجرين من الحبشة ، اشتد شوق المسلمين لزيارة بيت الله الحرام وقد مضت أعوام منذ خرجوا من ديارهم ولم يعد بمقدورهم أن يزوروا البيت الذي طالما طافوا حوله ونشأوا في جواره وتعلّقوا به ، كما أنهم أرادوا تنفيذ ما جاء في صلح الحديبية من أن يعود الرسول الكريم وأصحابه إلى مكة فيدخلوها ويؤدوا العمرة ويقيموا بها ثلاثة أيام ، وفعلاً خرج الرسول وصحابته الكرام لأداء العمرة التي سُمّيت بعمرة القضاء ، ودخلوا مكة يهتفون مُلبيّن في صوت واحد ، ” لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ” ، وكان كفار مكة في ذلك الوقت قد خرجوا منها فلم يبقى منهم أحد ، وقد نصبوا خيامهم خارج البلد الحرام ، ولما رأوا مشهد المسلمين المهيب تأكدوا جميعهم أن يوم النصر الأكبر للمؤمنين قد اقترب .
وكانت ميمونة – بُرّة – بنت الحارث شقيقة أمّ الفضل زوج العباس بن عبد المطلب في ذلك الوقت أرملة في السادسة والعشرين من عمرها ، وكانت تتمنى أن تكون زوجة لرسول الله ، وكانت قد جعلت أمرها لأختها أم الفضل ، التي فاتحت زوجها في الأمر ، وقام العباس بدوره بمفاتحة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قَبِل وتزوجها ، جاءت ميمونة البشرى أن رسول الله يخطبها وهي على بعيرها فقالت : البعير وما عليه لرسول الله ، وكم كان فرح ميمونة بهذا الزواج عظيماً لأنها ستصبح أماً للمؤمنين وسيصبح لها طريقاً للسعادة في الدارين ،،أقام رسول الله بمكة ثلاثة أيام ، ثم أتاه بعض رجال قريش في اليوم الثالث يطالبونه بالخروج من مكة كما جاء في الإتفاق ، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم العرس في مكة ودعاهم إلى وليمة العرس فرفضوا وأصروا على خروج الحبيب في نفس اليوم من مكة ، فخرج صلى الله عليه وسلم وفاءاً للعهد وترك أبا رافع مولاه ليحضر له ميمونة رضي الله عنها .
فأتاه بسرف – وهو مكان خارج مكة – فأقام رسول الله العرس هناك ثم عاد بميمونة إلى المدينة في ذي الحجة ، وفي هذا اليوم سمّاها صلى الله عليه وسلم ميمونة إذ كان زواجه بها في تلك المناسبة الميمونة التي دخل فيها مكة لأول مرة من سبع سنين .
دخلت ميمونة رضي الله عنها حجرتها التي أعدّها النبي صلى الله عليه وسلم وتقتبس من أخلاقه وتتعلم منه ، وقد أحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم حباً كبيراً .
كانت رضي الله عنها من المتصدقات التي تبتغي بصدقاتها وجه الله تعالى كما كانت تقية صالحة ورعة حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها شهدت لها بذلك وقالت عنها بعد وفاتها : ذهبت والله ميمونة أما أنها كانت من أتقانا لله عزوجل وأوصلنا للرحم ، ولقد كانت حريصة على على تطبيق حدود الله عزوجل فقد دخل عليها ذات يوم قريباً لها فوجدت منه ريح شراب – خمر – فقالت وقد أخذها الغضب لله ، والله لئن لم تخرج إلى المسلمين فيجلدوك ، أو قالت : يُطهّروك ، لا تدخل عليّ أبداً بعد هذا اليوم وأمرته بالخروج فخرج .. وكانت كذلك رضي الله عنها مُجاهدة في سبيل الله فكانت تداوي المرضى وتسقيهم وتُصلح السهام ، وذلك في غزوة تبوك ، ويقال بأنها رضي الله عنها أوّل امرأة ألفت فرقة نسائية لإسعاف الجرحى والقيام بواجبات المجاهدين ، ولقد أصابها في جهادها سهم من سهام الأعداء وهي تحمل الماء للمصابين فكاد يقتلها لولا عناية الله ولطفه .
جاءت السنة العاشرة وخرج النبي صلى الله عليه وسلم على رأس الحجيج ، وكان معه زوجاته أُمّهات المؤمنين ومن بينهنّ ميمونة رضي الله عنها وفي أثناء الوقوف بعرفة شكّ الناس في صيام النبي – ظنّوه صائماً – وكان لميمونة موقف بارز في إزالة هذا الشك ، إذ أرسلت إليه بمشروب ، وهو واقف في الموقف ، فشرب منه والناس ينظرون ، ولقد أحسنت رضي الله عنها التصرف في هذا الموقف لأن رؤية العين أقطع للحُجّة من الخبر وأيضاً حتى يتأسى الناس بفعله .
رضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين جميعاً ، السيدة ميمونة كانت آخر زوجة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم عل» سُنّة الله ورسوله ، وكُنّ إحدى عشرة زوجة :
ـ السيدة خديجة بنت خويلد .
ـ السيدة سودة بنت زمعة .
ـ السيدة عائشة .
ـ السيدة حفصة .
ـ السيدة زينب بنت خزيمة .
ـ السيدة هند بنت زاد الركب ، أم سلمة .
ـ السيدة زينب بنت حجش .
ـ السيدة جويرية .
ـ السيدة صفية .
ـ السيدة رملة بنت أبي سفيان ، أم حبيبة .
ـ السيدة بُرّة بنت الحارث ، ميمونة .
هل لا حظتم أن السيدة مارية القبطية ليست بينهنّ ؟
وهذا ما سنورده في المقال القادم إن شاء الله .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]

[/JUSTIFY]
Exit mobile version