وهل غلاء المهور وهو سبب رئيسي في ذلك أم لا؟
ومن المسؤول عن تفشي تلك الظاهرة؟
كيف نستطيع دحر هذه الظاهرة؟
في عبارات عجولة وسريعة سنجيب عن الأسئلة السابقة في التقرير التالي:
محمد عبد الكريم معلم بمرحلة الأساس
يرى أن غلاء المهور أصبح من العادات السيئة في السودان وهي السب الأساسي في ما يسمى بالعنوسة
وقد أسند سبب هذه الظاهرة لأهل العريس وأهل العروس على حد السواء وقال إن ذلك لا يتعدى حدود المظاهر والبوبار وأشار إلى أن الحالة الاقتصادية ومتطلبات الحياة والضغوط قد تضاعفت في الوقت الراهن ما يتوجب علينا النظر بعقلانية أكثر وذلك يساعدنا على مساعدة بعضنا .
وفاء عمر- طالبة بجامعة القرآن الكريم
نبهت إلى أن المجتمع تناسى الحديث الذي يقول- في معناه- إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه، وأن الحديث الشريف لم يقل ترضون ماله ولا حسبه ولا غيره من المظاهر الخداعة وأضافت قائلة إن العادات السودانية القديمة تنبذ مثل هذه الظواهر التي لا تجد وراءها سوى المفاسد وقد قال المولى عز وجل: «وإنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله».
نعمات سيد أحمد- ربة منزل
تحدثت والاستياء يظهر على وجهها فقالت غلاء المهور ليس سبب العنوسة فقط بل سيؤدي إلى نسيان شيء يسمى بالزواج إن استمرت الأمور على حالها وحذرت الأمهات بقولها أحسن كل واحدة تستر بتها ولو جاها صاحب الخلق والدين تديهو لأنو البوبار وشوفني ما حيفيدها بشيء بتها بتبور»
وأضافت قائلة وتصعيب الأمور وتكاليف العرس الكبيرة خلت الأولاد في سن كبيرة ما متزوجين وده سبب فساد الأخلاق والحاجات الغريبة البتحصل في الشوارع والمواصلات والبنات بقن ما لاقيات عرس وغلبتن الحيلة وهن في حالات عرض مستمر داخلات ومارقات ما مخليات ليهن لبسة في السوق إلا جابوها عشان الوحدة تلقى ليها عريس وللأسف ما حيلقن لو ما بسطن الأمور».
حسن الهادي- موظف
أرجع جميع الأسباب للأب وليس الأم وقال إن الأب إذا فهمها وأقنعها بكلام الرسول- صلى الله عليه وسلم – الذي نص على «أقلهن مهرا أكثرهن بركة»،
ستفهم الأمر وتقتنع ، وقال إن الأهل إذا جاءهم صاحب الجيب المليان الموافقة عليه بسهولة غير سائلين عن مصدر هذا المال.
سعيد موسى سعيد- طالب بجامعة السودان
ابتدر حديثه قائلا مع احترامي الأمهات هن السبب الأساس في عنوسة وبورة البنات لأنها تضع معايير لا تطاق وتكاليف لا عدد لها والبنت هي الوتد والعماد الأساس لهذه الظاهرة لأنها تضع لفارس أحلامها مواصفات افتراضية فمن الطبيعي أنها تعاب بداء العنوسة فضلا عن الجهوية التي ما زالت تضرب مجتمعاتنا والله المستعان.
وكان لا بد لنا من تفسير علمي لهذه الظاهرة لذلك التقت «الوطن» بالدكتور أحمد الطيب أحمد المختص في علم النفس الاجتماعي وابتدر حديثه قائلا كثير من الدراسات العربية داخل وخارج السودان بينت أن غلاء المهور واحد من أهم أسباب العنوسة والمشكلة أصلا تكمن في الآثار المترتبة على العنوسة ومن هذه الآثار الانعزال عن المجتمع بصورة كبيرة.
وأحياناً قد تصل الامور الى اضرابات خفيفة ثم الى العنيفة، ذلك عبر الآثار المترتبة على الاسرة من نظرة المجتمع. واشار الى ان المسؤولية تقع على عاتق المجتمع بصورة عامة، ويمكن أيضاً أن تكون مسؤولية فردية.
والبنت هي المسؤولة الاولى لأنها تضع معايير ومواصفات لشريك حياتها، وذلك لعدم تجاوز هذه المواصفات او التنازل عن بعضها، وهي اختيارات شخصية، وذلك يؤثر على اختيارها. وأيضاً قد ترجع الاسباب للاسرة في وضع تكاليف كبيرة او بسبب اختيارهم العنصري لجنس او عرق محدد، او اذا كانت الاسرة تشتهر بمشكلات اخلاقية او مرضية، وهذا السبب قليل الحدوث.
ويطرح الدكتور احمد حلولاً لهذه الظاهرة بقوله يجب على الاهل الموافقة على الاخلاق والدين والابتعاد عن المغالاة في المهور وغيرها من الاشياء الزائلة لامحالة، والتركيز على نقطة الاخلاق لأنها تمثل حجر الاساس لاية علاقة ناجحة.
وأضاف د. احمد ان الاسرة اذا كانت ميسورة الحال وتقدم لهم شاب ذا حالة اجتماعية بسيطة، يجب على الاسرة ان تساعده ما دام ذا خلق ودين، وعدم الالتفات للاجناس والاعراق، فالناس سواسية كأسنان المشط ،لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى.
ثم بعد :
لعل السبب الجوهري في غلاء المهور وفي العنوسة وفساد الأخلاق وكل العادات غير الحميدة في المجتمع لهو البعد عن عقيدتنا السمحة فليس غريبا أن الجهل ما زال يتخلل منازلنا ويتوطن عقولنا التي لا ضير في أن أقول عنها عقلية متخلفة بعض الشيء عما يفترض لآمة القرآن وأمة محمد- صلى الله عليه وسلم- أن تكون عليه . ومن الجلي أننا ما زلنا أمة ناقصة ولكنني أنشد الاعتدال والوسطية نعم الوسطية فلكل داء دواء ودواء هذه الظاهرة يكمن في الوسطية وخير الأمور أوسطها بعيداً عن البذخ والتبذير وتحميل أنفسنا وغيرنا ما لا طاقة لنا ولا لهم به ولربما انتشار هذه الظواهر من فساد أخلاقي وعنوسة وغيره يجعلنا نتوقف برهة للتفكير في ما يجري والتفريق بين المهم والأهم والاحتياجات من الزيادات والمفروض وجوده من التكاليف التعجيزية وعندها نستطيع تخليص أنفسنا من براثن هذه الظاهرة وما يترتب عليها وأختتم حديثي بقوله تعالى: «لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».
تهاني خالد يس: صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]