زاهر بخيت الفكى : هنا.. يُباع الحياء وبلا حياء..!!

[JUSTIFY]درداقات مليئة بأصناف متعددة من السلع نبق ولالوب وبجوارهم درداقات أخرى تمتلئ تفاح وبرتقال وغيرها من المعروضات الأخرى التى تعودنا رؤيتها فى مداخل كثير من مساجدنا وقد اتخذوها سوقاً يهربون فيها من رقابة المحليات ويتصيدون فيها المصلين عقب فراغهم من الصلاة ،لم يسلم مسجدنا الجميل الواسع الواقع فى قلب عاصمتنا الخرطوم من هذه الظاهرة وهو يمتلئ وعن آخره بالمصلين سيما صلاتى الظهر والعصر لموقعه المجاور لأحد الأسواق التى ينصرف الناس منها إلى دورهم عقب صلاة العصر وقبل الغروب .
من بين هؤلاء كانت هناك نغمة كادت أن تكون مألوفة ومميزة لأحدهم وهو ينادى جالساً يفترش الأرض وأمامه مجموعة من القوارير وأكياس كبيرة مملؤة بأعشاب لا أحد يدرى كنهها كنا نحسبه أحد العشابين الذين تمتلئ بهم الخرطوم وهم يعالجون كل شئ حيث لا يأبه كثيراً من الناس لما يقولون إلا قلةً منهم ضاقت بهم السبل وأنهكتهم الحياة بمطالبها فهؤلاء قد يبحثون عن دواء بديل فى أعشاب تحيط بها المخاطر دافعهم اليها قلة أثمانها يستخدمونها علها تسهم فى معالجة ما بهم من داءٍ وهم بلا شئ..
يُنادى صاحبنا وبصوت عالٍ يملأ جنبات المكان وحوله الناس يتحلقون ويزداد عددهم يوماً بعد يوم والصوت يعلو كذلك…
تعالوا جاى…
العندوا مشكلة كلوا يجينى جاى..
بكرة حا تجونى هنا وتشكرونى وتشتروا زيادة ويمكن ما تلقوا ..
والخجلان بديهوا رقم تلفونى ياهو ده قدامكم الدايروا كلوا يسجلوا معاهوا يتصل بى أنا بجيهوا فى مكانه..
يلا يا نسوان كلِمن رُجالكن فى البيوت العندوا مشكلة كلوا يجينى…أنا قاعد وكان بكرة ما جيت بكون مشيت أعالج لى زول فى بيته وبعد بكرة بجى..
وعندما تقترب أكثر تسمع عجباً وهو يتحدث عن أسباب ( البرود الجنسى ) ويعدد فى أسبابه فى زماننا هذا كأنه أحد الخبراء أو المختصين فى هذا المجال وها هو الآن قد جاءنا مشكوراً بالحل وهو يصف فاعلية ما عنده من علاج ناجع ( للعجز الجنسى) وهو يتحدث بطريقة فيها من عدم الحياء الكثير عن حال من اشتروه منه قبلاً وبعد الاستخدام وقد تغيرت أحوالهم إلى الأفضل طبعاً حسب زعمه وهم يهاتفونه شاكرين ويتحدى تحدى سافر كل من يطعن فى جدوى علاجه , يغيب يوماً أو اثنين ثم يأتى زاعماً بأن له بعض الزبائن يحتاجونه فى منازلهم , يعود ثانيةً وهو أشد صياحاً ولفيف من الناس حوله يدفعون له ويأخذون حصتهم وبلا حياء وهو يعدهم ويمنيهم بحياة زوجية هانئة بعد اليوم…
ما رأيكم..
فلا واللهِ مافى العيش خيرٌ ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

زاهر بخيت الفكى
النيلين[/JUSTIFY]

Exit mobile version