لا نستبعد أنْ «تصفوا» حساباتكم مع الترابي.. فتحـاكموه بـ«الــردة»؟؟!
تجربة البنوك الإسلامية.. ألا توجد بها شبهة ربا وإحتكار؟؟!
الإمام يرد:
هذه العقيدة فاسدة.. وبعضها يرد صاحبه، إلى نار جهنم..!
الردة توجد لها استتابة.. ولعله إذا استُتيب يتوب..!
هذا هــو رأيي في مســألة البنوك.. ولكن..!
* الدكتور حسن الترابي.. هو الشخصية السياسية التي ظلت تشغل الساحة، من نحو نصف قرن..
والرجل يملك رصيداً وافراً، من نزعات السياسة.. وهو صاحب مبادرات فكرية مثيرة جداً..
* ومنذ عام 1989م، وحتى الآن.. مرَّ الترابي بموقفين متعارضين.. جعلتا بوصلته تتحرك في الإتجاه المعاكس.. فقد كان منظر الإنقاذ لنحو عقد من الزمان..
ولكن تقلبات السياسة، جعلته يصبح المعارض، الأصعب ضد الإنقاذ.
في غضون ذلك، كانت له «فتاوى» مثيرة للجدل.. أقامت طرفاً من الدنيا، ولم تقعده:
* د. الترابي كان أنْ طرح رؤية تأصيلية للديمقراطية، أبان فترتها الثالثة.. حيث قال: «الديمقراطية سُنة الأنبياء، ونريدها عقيدة سياسية مطلقة»..
ولكن، حينما قامت الإنقاذ في يوينو 89.. أطلق شعاراً آخر، وهو: «البشير هو هبة الله لأهل الأرض».. ثم الآن، هو أحد الد خصومه.. مما حدا بالسلطات لاعتقاله..
حوار/ عادل سيد أحمد
adilsidahmadkh@hotmail.com
(0912364904)
يا بروف.. نحن ما فاهمين حاجة؟؟!.
* الذي يجب أنْ يسأل عن هذه التناقضات هو الترابي نفسه..
إنَّ الإنسان تحكمه مباديء، وعلى أساسها، يبني مواقفه.
أما ربط المباديء والمواقف، بحسب موقعك من السلطة، فإنها تعكس رؤية مضطربة، وتقلبات.. كلها تحسب عليك.
نحن نراه في عمله هذا، مخالفاً للشريعة الإسلامية.. فمعارضته ليست مبنية على أُسس موضوعية. والأصل أنه لا يجوز الخروج على سلطان قائم، إلَّا إذا رأينا كفراً بواحاً.. فهل وجد هو هذا، حتى يخرج؟.
وعلى كلِّ، فما أيسر أنْ يُحاكم الإنسان إلى مقولاته، وإلى تاريخه، وإلى حاضره.
* فتاوى
* ماذا تقول في الفتاوى التي أطلقها الدكتور حسن الترابي حول إمامة المرأة وعرس الشهيد والحورالعين؟؟!.
– أنا جربت في حياتي، أنْ أنظر إلى تناقضات المفكرين، في أقوال سابقة يقولونها.. وأُخرى لاحقة، ينكرون فيها على أنفسهم.
لقد شهدنا الترابي، وهو يتحدث في «أعراس الشهداء»، وليس عرساً واحداً.. كان يتحدث عن الشهداء وفضلهم ومقامهم.
أما حديثه عن الحور العين، فهناك خلط.. صحيح أنَّ هناك حوراً عيناً، هُن نساء الدنيا، يصرن سيدات الحور العين.. لكن، هنالك الحورالعين، خلق ووجود.. الآن موجود.. وهذا الإعتقاد نجده، في كتب العلم.. حتى عند المعتزلة، فإنهم يقولون بأن الحور العين، موجودون اليوم.
* إمامة المرأة
* وماذا بشأن إمامة المرأة؟؟!.
– نحن نتحاكم إلى تاريخ إسلامي، الحكم فيه إلى ماقاله الله، وقال الرسول.. وليس فيما شهدنا من الرسول، «صلى الله عليه وسلم» ولا من الصحابيات، واللواتي كن يحفظن القرآن، وعالمات فضليات.. لم نسمع بأنَّ أحداهن تقدمت لإمامة الرجال.
إنَّ صفوف النساء، معروف أنها أين تكون.. وأنَّ الفقه الإسلامي، يقوم على هذا الأساس.. ومن قال إنه يستند، في قوله، على فلان أو علان.. أو إلى قول فلان أو علان.. فهذا قول يقوله كل واحد.. ولسنا محكومين، إلَّا بما دل عليه الكتاب والسنة.
* هل تعتبرون فتاوى الدكتور الترابي الأخيرة.. فيها خروج على الدين..
البعض يخشى من استغلال هذه الفتاوى، لتصفية خصومة سياسية معه..
هل سيكون الترابي، محمود محمد طه آخر..
فتضعونه في دائرة «الردة»؟؟!.
– العلم يرد عليه.. والفقه يعقب على أفكاره هذه.
* الناس
والناس يتبعون من وثقوا في دينه.. فإذا كان هناك من يثق في دين الترابي، فليتبعه.
على كلّ حال، الإمام مالك، يقول: «إنَّ هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذوا دينكم».
فإذا كُنا نثق في فلان، أنه قال كذا.. فليأتينا بدليله.
فنحن دليلنا، مثلاً، عن ابن عباس، رضى الله عنهما أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلمنا هذا الدعاء، كما يعلمنا السورة، من القرآن.. يقول قولوا: اللهم إني أعوذ بك، من عذاب القبر، ومن عذاب جهنم.. وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال.. وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات».
والحديث في صحيح مسلم.
نحن نقول به، ومن شاء ذهب إلى غيره.. والناس يحكمون على من قال، بقوله..!.
* مجمع الفقه
* ما رأي مجمع الفقه في فتاوى د. الترابي..
لماذا لم تجلسوا وتناظروه؟؟!
ربما للرجل اسانيده وحججه؟؟!.
– أما بالنسبة للمجمع، فقد أخرج كتاباً وأسماه: «القول الفصل، في مَنْ خالف الأصل».. وانتقد هذا المنهج، والقائل به.. لذلك حسبنا فيما ذهب إليه، إننا نحكم على الشخص وفق ما أتانا الله إياه.. ونتجاهل من خالف مقالنا، إنْ كان قوله معتمداً على جهل.. ونكل أمره إلى الله تعالى، أنْ يقضي بالحق، فيما بيننا.. وأنْ يهدينا نحن، في أنفسنا، سواء على الصراط المستقيم.. وأنْ يجنبه الخطر.. وندعو نحن له، لأنَّ الشريعة أيضاً، إذا هناك من خرج عن حدود العقل.. مع أنه يجب أنْ يُعالج.. وأولى الناس بعلاجه من رأى مذهبه، أو كان معه وخالفه.. وأظن أنَّ بعض الناس، يخالفونه..!.
* مولانا.. غير مستبعد أنْ تستخدموا حد الردة في مواجهة الدكتور حسن الترابي..
في السياسة، كلّ شيء وارد..
من كان يصدق أنَّ، فقيه الأمس.. ربما يصبح «حلاج اليوم»؟؟!.
* د. الترابي تعود.. لا سيما في الفترة الأخيرة، أنْ يطلق فتاوى وأحكام شاذة وغريبة..
نعم.. لديه آراء فاسدة.. وهناك مذاهب فاسدة، يعلن عنها أصحابها، تردهم إلى نار جهنم.
نعم.. هنالك مثل هذه الآراء ولكن، الحُكم العدل فيها، هو أن نبين للناس وجه الحق.. والردة، توجد لها استتابة من هذا القول.. فلعله إذا استُتيب يتوب، ويرجع عن كلامه..!.
* تجربة البنوك
* أسألك سؤال في موضوع مهم آخر.. وربنا حايسألك يوم لا ينفع مال لا بنون.. هل أنتم راضون عن تجربة البنوك الإسلامية..
وهل هي مُبراة من الإحتكار والربا؟؟!.
– أما الربا، فممنوع بالقانون.. قانون المعاملات المدنية، يمنع التعامل بالربا..
إنَّ المحاكم لا تحكم فقط، في مسألة الفائدة أو الزيادة على أصل المال.. ولكن، المشكلة تكمن أحياناً في أنَّ بعض المعاملات الشرعية، والتي في حقيقتها شرعية.. ولكن فيها مجال للإفساد.. فمثلاً، فإنَّ معايير الانضباط الشديد في عمليات المرابحة، مختلة قليلاً.. وأنْ كانت هيئة الرقابة الشرعية، تقوم الهيئة المركزية في بنك السودان.. أو الفرعية، في بعض المصارف، حتى تقوم بواجب المراجعة الدقيقة.. لدرجة أنْ تحكم، أحياناً، في بعض الفوائد التي حصلت عليها، بعض البنوك، بالابطال.. وتوزيعها على الفقراء.
بهذه المناسبة، فإنَّ علاج الفقر، لا ينبغي أنْ يترك لديوان الزكاة لوحده.. قال تعالى: (إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى.. وينهي عن الفحشاء والمنكر.. يعظم لعلكم تذكرون).
يجب تطوير الأوقاف.. حتى تؤدي أُكلها نحو المجتمع.. بما فيه من مسلمين، وغير مسلمين.. حيث يجب أنْ يسود التراحم بين كل أفراد المجتمع.
* يد السلطة
* هل تصلكم، يا مولانا، بعض النعوت.. ضدكم؟؟!.
– نعم.. نحن نسمع الكثير.. ولكنا لا نبالي، طالما أننا نقصد وجه الله.. ومن له حُجة علينا، فليأتي بها.
* أنتم انشأتم مجمع الفقه.. حتى تكون للسلطة يد شرعية، تطول المخالفين؟؟!.
– هذا غير صحيح.. فالمجمع هو أداة لتجميع آراء المسلمين، والرد على تساؤلاتهم في مسائل مختلفة.
* مولانا.. عاوزين نفتح ملف المجمع.. والفتاوى..
واتهام البعض لكم، بانكم «علماء سلطان»؟؟!.
– تفضل.. تفضل.. بارك الله فيك.[/ALIGN]