مصادر بالمؤتمر الوطني أكدت لـ «الإنتباهة» أن تحديد مرشح الحزب للرئاسة لا يتم إلا في المؤتمر العام موضحين أنها لا تخرج من كونها تكهنات فقط، لكن نفس هذه المصادر أكدت أن الفريق بكري حسن صالح هو الأقرب إلى الترشيح. ويرى الخبير العسكري اللواء عباس إبراهيم شاشوق أن الفريق بكري حسن صالح يعتبر من المقربين والعارفين بما يدور في ساحة الرئاسة، ويضيف شاشوق خلال حديثه للصحيفة أن المؤتمر الوطني لا يخرج القوانين لفترات الرئاسة «فترتين لكل رئيس» ويعتبر بكري الذي كان من أوائل الذين برزت أسماؤهم لخلافة الرئيس وكان هو الأكثر حظاً من بين المرشحين كالنائب السابق للرئيس علي عثمان محمد طه ومساعد الرئيس السابق نافع علي نافع.
لكن يرى مراقبون قللوا من هذا قبول بكري لتولي الرئاسة وذلك لشخصية بكري غير الميالة لتقلد المناصب وزهده البائن، بجانب شخصيته غير الجماهيرية بحيث أنه لم يرصد له أن تحدث بشكل مكرر في خطابات جماهيرية وهذا قد يرجع لشخصيته العسكرية الأمنية التي تجعله دائماً في قطيعة مع فلاشات الكاميرات وهذا بالطبع يقلل من أدائه السياسي. ولكن هناك مقولة شهيرة يرددها العسكر بأن الرجل المظلي يمكن أن يقفز في أي وقت ما دام الجو مواتياً.
ظل بكري حسن صالح يدير الملفات في القصر الرئاسي بحكم منصبه السابق وزيراً للرئاسة ويقوم بالدور التنسيقي مع الجهات التنفيذية، وظل يكلف بمهام خاصة من الرئيس البشير داخلية وخارجية طوال العقدين الماضيين، ولكنها تبقى في إطار السرية ولا تخرج للعلن.
وقيل إنه عندما دخل مجموعة من الإسلاميين الذين خطوا مذكرة العشرة التي سبقت المفاصلة على «بكري»، وكان وقتها برتبة العميد، يطلبون منه ترتيب لقاء مع «البشير» بوصفه وزيراً للرئاسة، وعندما قرأ نص المذكرة «الانقلابية» لم يتردد في التوقيع عليها وأصبح واحداً من العشرة الموقعين وكان من أوائل الذين ساندوا «البشير» في مواجهة «الترابي».
رجل المظلات
والفريق بكري المولود سنة 1949 ببلدة «حفير مشو» بالولاية الشمالية ليس غريباً عن ردهات القصر فقد كان وزيراً لشؤون الرئاسة، وكان والده يعمل في مدينة الإسكندرية بمصر، فتنقل في طفولته ما بين الإسكندرية ومسقط رأسه، وتلقى تعليمه الأولي والأوسط بعاصمة الولايةالشمالية «دنقلا» ولم يكن معروفاً له أي ميول للحركة الإسلامية على حسب مقربين منه، وفور تخرجه من المدرسة عمل بوزارة الغابات ليلتحق بعدها بالكلية الحربية سلاح المظلات الدفعة «24»، ومن هنا جاءت تسميته بـرجل المظلات، وقد انعكس ذلك الأمر على بكري نفسه وحول حياته من رجل بسيط لا يتوقع أن يخرج من حياة السودانيين العاديين إلى رجل تحكم في مصير دولة بأكملها مع إخوته وغير مجراها. يذكر أن الفريق أول بكري هو الوحيد الذي بقي من مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني الذي تشكل من خمسة عشر ضابطاً بعد الانقلاب في العام 1989 إلى جانب الرئيس البشير زميله في سلاح المظلات.
وفي أوج الخلاف الذي اندلع في المؤتمر العام للحركة الإسلامية الذي عقد في نوفمبر 2012، بين تيار الإصلاح بزعامة غازي صلاح الدين والتيار المدعوم من الرئيس البشير ونائبه حينها علي عثمان طه، اختار مجلس شورى الحركة الإسلامية الفريق بكري حسن صالح نائباً للأمين العام للحركة الإسلامية. وأثار إعلان اختيار بكري نائباً للأمين العام للحركة الإسلامية دهشة الكثير من الإسلاميين باعتبار أنه كان وزير رئاسة الجمهورية لا تربطه أية علاقة بالحركة وظل بعيداً عن دائرة الأضواء وبعيداً عن الحركة الإسلامية على وجه الخصوص على الرغم من مشاركته في انقلاب 1989م الذي دبرته الحركة الإسلامية.
صحيفة الإنتباهة
تقرير: هنادي عبد اللطيف
ع.ش