بت حنتي ..!!

[frame=”7 100″][ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]بت حنتي ..!![/ALIGN]

تعارف الناس على اطلاق مصطلح يرمز للزمالة أو الرفقة لفترة زمنية محددة، فنسمي زميل الصف الدراسي ب (ود دفعتي) ورفيق الصحبة في الحج (ود حجتي) وحتى صحبة الطريق الناتجة عن الاختناقات المرورية وزحمة المواصلات فيسميها د. البوني (ود زنقتي).
أما عندنا نحن النسوة فالمساحة الزمنية الممتدة من الانتظار عند الحنانات دون أمل في الفرج القريب تتيح كم من العلاقات البينية بين المنتظرات للحنة، فالطبع النسائي المحب لـ(شمار التِحِشر) والدخول شمال في الآخرين دون دستور أونظام، يشكل بداية مريحة وسهلة للدخول في أعمق تفاصيل حياة الأخريات، فتنتج عنه أحيانا علاقات تمتد لما بعد الانتهاء من الحنة، وبالتالي تستحق أن يطلق على ذلك النوع من العلاقة مصطلح (بت حنتي).
توازي تلك العلاقة علاقة أخرى تنشأ في الخارج بين الأزواج (المشرورين) داخل عرباتهم في انتظار الزوجات المنقرضات جوة الكوفيرات، فتستحق العلاقات الناشئة بينهم مصطلح (ود شرّتي).
للفنان الخليجي راشد الماجد أغنية جميلة يحكي فيها لرَبعه عن عشقه لإحدى الصبايا يسألونه فيها:
بتحبها..؟
فيجيبهم بعشق ومكنة شديدة:
بموت.. أموت .. أنا فيها.
وعلى طريقة راشد الماجد، بتموت.. تموت النسوان في مساحات البوح المتاح بين بنات الحنة .. حكت لي واحدة من (بنات حنتي) عن خلافها مع زوجها نتيجة تأخرها الدائم واضطراره للانتظار الطويل أمام بيت الحنانة، فقد طلب منها أن تمتنع عن رسم الحنة ليرتاح باله من ذلك الهم .. قالت لي سألته:
حا أخلي الحنة لو جاوبتا على سؤالي ده بصراحة.. إنت لما تشوف الحنة دي في رجلين النسوان.. مش قاعدة تعجبك؟
أجاب في تسليم :
أكيد بتعجبني
ساقته إلى منطقها دون أن ينتبه فقالت:
ولو أنا ما أتحننتا مش عينك حا تطير .. ونبقى في المقارنة بيني وبين النسوان المجيهات ومحننات ؟
أجاب دون أن ينتبه لحتفه الذى تسوقه إليه:
ممم ممكن .. إحتمال وارد !!
فقالت منتصرة:
وطيب.. مش أحسن تتلهي على عينك وتنتظر وانت ساكت !!!
كما شكت لنا وأحدة أخرى من (بنات حنتي) من أن زوجها لا يلتفت إليها ولو (غطست) في نقوش الحنة من رأسها حتى أقدامها، حكت في حسرة وغيظ من أنها ذات مرة وبمناسبة عيد زواجها حاولت أن تفاجئه باحتفال مميز، فذهبت وجلست بين يديي حنانة حيث أتحفتها بـ(حنة فاآآهمة) أثارت بها إعجاب وحسد المتحننات الشديد .. عادت بعدها للبيت تمشي وكل شوية (تدنقر تعاين لي حنتا) حتى كادت أن تنكفئ على وجهها، في وفي البيت تكبكبت واجتهدت في صنع الغداء، وقرب موعد عودته من العمل (قشرت ولبست على سنجة عشرة) ثم جلست في ترقب تنتظره على أحر من الجمر.
ولكن على قول وردي (وآآ أسفاي) فعندما عاد أسرع بالدخول الى الغرفة لتغير ثيابه بعد أن ألقى إليها بالتحية دون أن يرفع بصره وينظر إليها .. لم تسمح لهذه البداية الغير مشجعة من أن تحبطها، فحملت صينية الغداء وجلسا للأكل حيث وقع صاحبنا على الصينية برأسه دون أن يكلف خاطره بالثناء على إجتهادها والتجديدات على الوجبة .. صمدت في وجه الإحباط وحاولت أن تتفنن في جلستها أثناء الأكل حتلى تلفت نظره للحنة .. ولكن دون جدوى.
حملت الصينية إلى المطبخ ثم عادت بالشاي، وبعد أن صبته على الكبابي، مالت للخلف على كرسيها وضعت ساقا على ساق ثم جلست ترتشف الشاي وهي تهز بساقها جيئة وذهابا أمام عينيه ولكن.. لا حياة لمن تنادي.
أكمل شفط كباية الشاي ودخل لينام دون أن يقول شيئا، وفي المساء جلسا معا لمشاهدة التلفزيون فقامت بمد ساقيها على التربيزة في استرخاء، فما كان منه إلا أن حمل الريموت يقلب بين القنوات .. أصابها اليأس الشديد فصاحت فيه باحباط:
خلاص غلب حماري ياخي !!.. عاوزني أسوي شنو عشان تشوف حنتي دي ؟
عندما وصلت لهذا الحد من القصة ضجت المنتظرات للحنة ومشاركات في الاستماع احتجاجا على هذا البرود والتلامة و قالت إحداهن:
ياخي ده زول غتيت عديييل كده !
وقالت أخرى في تطرف:
أنا لو كنتا مكانك.. كان أجيب لي سكينة وأسلخ بيها الحنة من رجليني .. ديل رجال ما بستاهلوا !!.

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com[/ALIGN][/frame]

Exit mobile version