** على سبيل المثال، صلاح كرار، أحد المنفذين سابقاً والمنسيين حالياً، يحلل قضية يرموك قائلاً : ( منظومة الدفاع الجوي بالسودان متخلفة وتعود إلى العقد السابع من القرن الماضي، ويجب الاتجاه إلى روسيا لتزويدنا بنظام دفاع جوي يصعب على إسرائيل تعطيله أو تشويشه)..هكذا ملخص دروس القضية حسب رؤية صلاح كرار، أي التسليح – لحد التكافؤ مع قوة إسرئيل العسكرية – هو الحل..حسناً، فلنتفق مؤقتاً مع رؤيته تلك، ونسأل : ( لماذا؟)..أي فلنقل باعت الحكومة البلد – بمن فيها وما فيها – وجلبت كل أنواع أسلحة الدفاع وأحدثها من كل فج عميق، ولكن (لماذا ؟).. بالتأكيد – حسب منطقهم هذه الأيام – ليس لاسترجاع حلايب ولا للدفاع عن الفشقة، بل لمقاومة أي قصف إسرائيلي مرتقب..!!
** حسناً، فلنتفق أيضاً مؤقتاً، ونقول: فليكن تسليحاً شاملاً للدفاع عن أي قصف إسرائيلي مرتقب، فلنسأل بمنتهى الهدوء : لماذا تقصفنا – نحن بالذات – إسرائيل؟..يعني بالبلدي كدة: لماذا لم – ولا – تقصف أيا من دول القرن الأفريقي، أو الملقبات بالشقيقات والصديقات؟..هل تخشاها لأن تلك دول تمتلك الرادارات الحديثة، مثلاً؟..أم تهابها لأنها تمتلك أقوى أسلحة الدفاع في العالم؟.. بالتأكيد (لا)، إذ بجوارنا دول لا تمتلك مجرد دبابات حديثة، ناهيك عن رادرات حديثة أو غير حديثة..بل بجوار إسرائيل ذاتها دول لا تمتلك من العدة والعتاد ربع ما تمتلكها كتيبة بالجيش الإسرائيلي.. أها، لماذا لا – ولم تقصف إسرائيل تلك الدول ؟.. بالتأكيد هناك أسباب ووسائل- غير عسكرية – تحول بين إسرائيل وكل الدول الأفروعربية، بحيث لا تستهدف بالقصف بعض أفراد تلك الدول أو كما حدث بشرق السودان، ولا بعض مصانعها أو كما حدث لليرموك..!!
** نعم، هناك وسائل – غير عسكرية – تقي بها الأنظمة أوطانها وشعوبها من مثل هذا القصف غير المراد به احتلال السودان ..وعليه، نسأل جماعة (عايزين رادار)، سؤالاً صريحا : هل الأفضل حث الحكومة على توفير تلك الوسائل غير العسكرية في سياساتها وعلاقاتها الخارجية بحيث نبعد بها الناس والبلد عن مرمى النيران الإسرائيلية، أم تشجيعها على توفير أسلحة الدفاع الحديثة، خصماً من فواتير الغذاء والكساء والدواء ؟..فلنتواضع قليلاً أيها الأكارم بحيث نعرف حجمنا ومقدار قوتنا في هذا العالم، وليس من الحكمة – ولا العبقرية – أن تنتهج طرائق تفكير بعضنا ذات النهج الحاكم الذي لم تعلمه تجاربه ولا تجارب الآخرين بأن (الوقاية بالسياسة خير من العلاج بالرادار) ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]