بالنسبة للأحزاب ليس غريباً عليها قبول دعوة الوطني للحوار كما ليس غريباً عليها رفضها أو إمساك العصا «من النص» فهي تجرفها تيارات المصالح وقد روى أن بعضهم سأل الترابي أحد زعماء الأحزاب ما له قد قلب ظهر المجن للمؤتمر الوطني بعد فترة من الوئام، فضحك ضحكته المعهودة وحرك يديه بطريقته المألوفة، وقال: « ههههة بكون الشيك اتأخر»!
«المفاجأة » الحقيقية هي مشاركة الترابي في الحوار بعد حضوره خطاب الرئيس بعد عمر من الجفاء والقطيعة ويبدو أن «اللحمة رفت» وكما يقول المثل المصري «الدم عمرو ما يبأ مية». الأحزاب أبدت جديتها للحوار بعدم الالتفات لـ«ديوك العدة» بداخلها الذين لم ترتح ضمائرهم لهذا الانفتاح بل اتخذ حزب الأمة خطوة أكثر جدية بإلغاء مجلس التنسيق القديم الرافض للحوار وشكل مجلس تنسيق جديد برئاسته والنواب ورئيس المكتب السياسي ورئيس الهيئة المركزية وإبعاد كل من الأمين العام للحزب إبراهيم الأمين ونائب رئيس المكتب السياسي محمد المهدي ومساعد الرئيس عادل المفتي رغم التشاؤم الذي أبداه أمين العلاقات الخارجية السفير نجيب الخير عبد الوهاب حين قال إن الحوار المفضي إلى التحول الديموقراطي ما زال مجرد خواطر. أما كمال عمر رغم أنه أبدى رغبة في دراسة خطاب الرئيس من قبل الشعب إلا أن الوساوس عاودته فعاد وشكك في أن خطاب الرئيس تم استبداله لأنه لم يحمل جديداً رغم أن محمد الأمين خليفة وصف الخطاب بالإيجابي ولا شك أن خليفة أكثر حنكة وخبرة من كمال عمر وصفاًَ. أما الشيوعي فقد وصف تصريحات أبو عيسى الرافضة للحوار بأنها تعبر عن نفسه بمعنى أن الحزب بريء منها.
أياً كانت المبررات لكل حزب لقبول دعوة الوطني للحوار فإن الخطوة تستحق صفقة كبيرة لأنها بدأت من الطريق الصحيح ونرجو ألا تنحرف عن هذا المسار فوضع السودان مأزوم ويحتاج لأيدٍ تربت على جسده المنهك بدلاً عن تمزيق أوصاله عبر المطارات الأجنبية ونضال الأسافير.
برافو المراجع العام
وصفقة أخرى كبيرة نرسلها للمراجع العام وهو يفرض سلطاته ليقتحم كنانة التي ما فتئت تستعصي على المراجعة ولا أحد يجرؤ على محاسبتها كأنها «بت المصارين البيض» وكنا قد دعونا المراجع العام من قبل لأن «يبل تقريرو ويشرب مويتو» أو «يشتغل صحفي» لا يملك غير نشر الغسيل القذر لأنه ليس هناك من يحاسب أو يعاقب، بعد «35» سنة مبروك المراجع العام.
صحيفة الإنتباهة
هويدا حمزة
ع.ش